عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 23:11
المحور:
الادب والفن
أفترض
عزيزي أيها المغيب
عن حركة الوجود
وتنزف ألاماً وقهرا بلا حدود
أفترض أنك سعيد
وفي بلاد العم هارون الرشيد
وأفترض أن الملاهي والمغاني تشتغل بالمجان
وقد ألغى السلطان كل الحود
وأنت حر أقصى ما يكون الحر
تتنقل بين أحضان الحسان
وتنام على الديباج والدمشقي مختلف الألوان
وفي أول المساء
يطرق بابك صاحب الحساب
ينقدك حصة الخراج
وما أمطرت في كل البلاد من خيرات
وأفترض
أنك من خير العباد
الرب يكافئك في كل ساعة
عن طاعة وعبادة
ويرسل ملائكة الفلوس بما تيسر وزيادة
وأفترض
يا عزيزي أن حكام بلادك
يسهرون الليل ويشقون كل النهار
في بابك ينتظرون منك لإشارة
وأفترض مثلا أنك مللت من الرخاء
وكرهت النوم بين الأفياء
وتبحث عن لحظة تنزف فيها قطرة عرق
أو لحظة حزن تهطل من عينيك دمعة
فلا يسمح لك السلطان وجنده
أن تحزن أو تشقى
أفترض كل ذلك وأنسى همومك
وانزع هدومك
وأخرج عريانا في الطرقات
لا أحد سيشير إليك أو
يستنكر أن تخرج بلا غطاء
كل ذلك
لأن والينا أدامه الله
يخاف الله
ويخشى الله
ويرجو من الله ما لا ندركه من خشية
أفترض ذلك
حين تتألم
وأقتل شعورك بالضيم
أفترض ذلك حين تبكي طفلتك على ثوب في ليلة العيد
أفترض ذلك حين تجوع عيالك
فليس بالإمكان أن يغير الله من سطوة السلطان
وليس بالإمكان أن تنطق الألسن بأوضح البيان
ونحن لا نؤمن ولو لمرة
أن الرب ترك الأمر للإنسان
أن يصنع في داخله إنسان
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟