أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق المدني وقراءات المشهد السياسي














المزيد.....

العراق المدني وقراءات المشهد السياسي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق المدني وقراءات المشهد السياسي

في خضم الحراك الشعبي المدني المطالب بالتغيير والإصلاح شهد الوضع العراقي جملة من التحولات العميقة ولكنها غير ظاهرة بالمباشر إلا لمن يقرأ الوقائع ويتفحص الدلائل بكل حرفية وعلمية , من هذه التحولات تغيرات في المزاج الشعبي والتعاطي في قضية علاقة المؤسسة الدينية وأذرعها وامتداداتها في الساحة السياسية وفي الشارع الشعبي , فبالرغم من أنها ما زالت تحظى بقدر كبير من القدرة على التعبير عن أفكارها وممارساتها التعبوية وأستغلالها للشارع المتدين , لكن القراءة الحقيقية للمشهد تؤشر جملة من الحقائق منها :.
• أن الشارع العراقي الديني والمتدين منقسم على ذاته سنيا وشيعيا ومسيحيا وحتى أيزيديا , وهناك مراكز أستقطاب داخل وخارج العراق , لكن الفعل المؤثر والمحرك هو العنصر الخارجي , وهذا لا يخفى وليس من الأسرار المهمة , شيعيا مرجعية الخامنئي تمثل القوة العسكرية المليشياوية وأمتدادها السياسي مؤثر على صنع القرار , أما مرجعية النجف فهي تحرك الشارع ولكن في محاولة منها أن لا تثير أو لا تصطدم بالمرجعية الإيرانية , السنة كمكون يشهد حالهم تجاذب مضطرب بين القوى المسلحة المليشياوية بعنوان المقاومة وداعميها وبين مخططات ومصالح قوى إقليمية يعلمون جيدا أنها لا تهتم بمصيرهم بقدر أهتمامها بالصراع الطائفي الذي تديره مع قوى منافسة .
• هذا الشارع بعد الانقسام يصطف بشكل أو بأخر مع مذهبية الصراع ولكن ما تحصل منه كنتائج لا يتوافق مع الأحلام والآمال التي كان يبنيها على الأصوات التي تدع نصرة المذهب , وبالتالي خروج جم غفير من هذا الشارع المتدين مع المطالبين بالتغيير هو تعبير عن خذلان وفشل المشروع المذهبي , وقد تجلى ذلك واضحا بالمظاهرات التي خرجت في 31-تموز 2015 وما بعدها , وأعلانها صراحة أن الإسلام السياسي المهيمن على القرار العراقي لا يملك حلا ويتخبط في خياراته مع بقاء الوجوه الحاكم ذاتها تتداول السلطة والفضائح تحيط بها بما لا يقبل الشك .
• أظهرت الأحداث التي جرت بعد رفع شعار (بسم الدين سرقونا الحرامية ) أن راية الفعل السياسي للجناح الإسلامي من السلطة قد سقطت تحت أقدام المتظاهرين , مهما حاولت المؤسسة الدينية الراعية لهذا الحراك السياسي من إعادة تدوير العقل الجمعي الشعبي لصالح البقاء على خيار الإسلام هو الحل , وفشلها المعلن في 5-شباط 2016 من أنها غير معنية بعد الآن بالخطاب السياسي يبدل على أن الخيار المدني الديمقراطي هو الأمل والمتاح القادم لإدارة الدولة العراقية المعاصرة .
• الصراع بين الدولة والمجتمع وبين القوى المتطرفة الممثلة بداعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات المسلحة قد عزز من سلطة القوى الدينية , ولكن مساع الحكومة ومن ورائها الجانب الأمريكي في دعم الجيش والقوات النظامية هو في الحقيقية صراع ديني أنهك الإسلام السياسي المسلح ووضعه في مواجهة المجتمع , خاصة بعد الفظائع التي أرتكبتها داعش بشكل رئيسي والمجموعات المناوئة له والتي كانت قد ساهمت بشكل رئيسي في أستنزاف قدرات الأخير , ولكن ذلك لم يكن بدون ثمن مناسب , لقد دفع الشارع المتدين ثمنا غالبا نتيجة عدم الحرفية والمهنية في إدارة الصراع والحرب وترك الأمر بيد قادة مدنيين في الغالب هم رجال الدين ,عزز هذا الثمن من حقيقة أن الجيش المنظم وبقيادة مخلصة هي الأجدر بمحاربة التطرف والإرهاب .
هذه الملاحظات التي يقرأها خبير استراتيجي تشكل له رؤية عميقة ومنظور واقعي لما ستنجلي عليه الأمور وما تفرض من أستحقاقات قادمة أهمها أن الخيار الديني لم يعد مقبولا ولا مترضيا عليه , حتى من قبل المؤسسة الدينية الراعية وهي تتأكد يوما بعد يوم جسامة الخسارة التي يدفعها الشعب العراقي من قوته وجوده دون نجاح مهم أو تطبيق تجربة ناجحة يمكن الأعتماد عليها أو المحاججة بها .
النتيجة المهمة والتي على الديمقراطيين والمدنيين والليبراليين والعلمانيين أن يدركوها ويعملوا على الاستفادة من نتائجها ,هي تصعيد سقف المطالب الوطنية والنزول بقوة لقيادة الشارع العراقي بعد أن ترك في معظمه بشكل صريح ومباشر التيار الديني ,الذي يحاول أن يستعرض قوته من خلال قوة الإعلام والتسخير المذهبي أو مستغلا مشاركته في الحرب ضد داعش ومن يساندها ,وكأنها أمتياز يمنحها حق القيادة المستقبلية للعراق وفرض حسابات خاصة على الوضع العام , وظهر ذلك واضحا من خلال دعوة بعض أنصاره وبعض الأصوات التي لا تعلم عاقبة الأمور أن تتحول مهام هذه القوى المسلحة من محاربة داعش إلى الاستيلاء على السلطة وفرض الأمر الواقع , وهذا الأمر لا يمكن القبول به لا شعبيا مدنيا وديمقراطيا ولا إقليميا ,وسيدخل العراق مرة أخرى في أتون صراع طائفي عنصري يدمر البلد ويقسم الشعب إلى مجاميع مسلحة متقاتلة بينها بدون هدف ولا نتيجة واضحة أو متوقعة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق المدني وقراءات المشهد السياسي