أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .














المزيد.....

البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 00:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الدين واحد من أهم إنشغالات الإنسان من أن وعي أنه موجود في عالم متنوع لكنه غير متشابه ,في المكشوف وفيه ما هو خلف الستار والحجب فصار يبحث بأسئلة أهمها لماذا هذا التنوع ؟, لماذا خفاء البعض من عالمنا ؟, من له حق تحريك الوجود وكيف ومتى وأين ؟, جملة من التساؤلات رافقت تجربته الحسية وهو يحاول أن يقضي يومه بسلام وليله يتفكر ويتأمل ما لا يدركه أو لا يحسه وكل ذلك سبب له قلقا من نوع جديد لم تسعفه معلوماته المتراكمة والمجمعة عن جواب محدد إلا أنه أستمر بالقلق المتعاظم حد الخوف .
لم يكن الدين معلوما ولا متعارفا بوجود الإنسان العاقل الأول لسبب بسيط أن الدين يحتاج لعقل يستوعب فكرة وواقع تجريبي يمتحن الفكرة وإنشغالات بحاجات وإشكالات تستدعي حضور الفكرة , وبدون هذه العناصر الثلاث سيكون الجزم بوجود دين أو فكرة دينية نوع من الخيال البعيد عن التصديق , البعض يجزم أن الإنسان العاقل الناطق الذي نزل من الجنة للأرض كان يحمل شريعة متكاملة فيها كل محددات ومتطلبات الدين ومأمور أيضا أن ينشر هذا الدين ,من الضحالة الفكرية الأعتقاد بأن الإنسان الأول الذي كما في الرواية الميثيولوجية كان متشرعا متدينا يعرف كل ما يجب أن يكون لأنه خاض تجربة سابقة مع الأخر أنتهت به مطرودا هنا في الأرض .
الحقيقة التي لا أقبلها كعقل يصنع معرفته بمنطق كيف تولدت له هذه التجربة وهو كان يعيش أفضل وأكمل وجود ممكن أو حتى بالمطلق ,ثم يتحول بسبب غباءه إلى كائن منبوذ يركض يسارا ويمينا ويختبئ خلف الجدران والصخور خشية وخوفا من حيوان أو يتق ظاهرة مناخية أو بيئية ,الإنسان العاقل هو من خلق فكرة الدين لأنه بحاجة لجواب , بحاجة لمن يتكلم معه معاتبا أحيانا ومتبرما أحيانا من قرار سبق وجوده دون أن يسأله أحد أو يطلب منه أحد أن يكون أو لا يكون .
من هنا نقول جازمين أن فكرة الدين ولدت من رحم إشكاليات الإنسان ومن أزمته الوجودية وأفتراضاتها وصنعتها حالة الفشل والعجز عن مواجهة الحول البيئي والكوني الذي وضع به الإنسان دون أن يكون مستعدا أساسا لأن يفهم أنه سيكون في وضع محرج , الدليل أنه وحسب الرواية الدينية آدم لم يكن متدينا ولا ملتزم بشريعة وهو في الجنة ,فلم تورد النصوص التي وصلتنا من كل الأديان أنه صام أو صلى أو أدى طقسا عباديا , لكن مجرد أن هبط الأرض صار مطلوبا منه أن يفعل كذا وكذا ,العقل السوي يستنكر الرواية لتناقض في حقيقة ما تقول .
لنناقش هذه الفكرة ببساطة ودون فلسفة قد تضيع على القارئ متعة المتابعة ,الدين إن كان لزوم حقيقي للوجود كان من المفترض أن يكون جزء من حالة وجود سابق للإنسان بغض النظر عن الكيفية ,أو أن يكون هذا اللزوم مفترض في حال وواقع محدد حصرا وتنصيصا لكان هناك نص يفرض هذا أو يشير له خاصة وأن النصوص والروايات التي وصلت تنافي هذه الحالية المخصوصة حينما تشير إلى أن كل شيء يسبح بحمد ويقدس لربه ويعبده بمثال خاص دون أن يستثني الجماد والحجر والغير عاقل أ واع لوجوده .
إن كانت العبادة بأشكالها من البسيطة الطبيعية للمعقدة والمركبة أفتراض تكويني ,كان على الديان أن ينزل دين على سكان الجنة ومرتاديها وبالخصوص آدم وزوجه ,وهذا ما لم يقم عليه دليل ولا خبر صحيح وبالتالي سيكون المخرج أن الجنة وما شابهها من مواقع غير مشمولة بظاهرة التعبد وفكرة الدين ,وبالتالي نعود لنفس فكرة التناقض الواردة في النصوص أن الملائكة الذين يحملون عرش ربك بالرغم من شغلهم الشاغل لا يفترون عن عبادة اهدم وتسبيحه ؟!.
الخلاصة هناك مساحة فارغة لا بد أن نجد لها لونا بين المعقول المنطقي وبين التسليم الديني ببعض الحقائق التي يسميها نصوص وأحكام تأخذ مداها من غلاف القداسة وصعوبة تحديد المنطلق النقدي , ليس من شأننا ولا من هدفنا تسفيه فكرة الدين التي لطالما أرست الكثير من القيم الأخلاقية وصاغت ألوانا من الضوابط الناجحة في تسوية السلوك الإنساني وتعديله نحو مفاهيم هو أختطها .
مفاهيم وقيم مثل الخير والحق والفضيلة والأحسنية والمحبة لتكون شواهد على قيمة فكرة الدين وأهميته في الجانب الإيجابي من حياة الإنسان , وتبقى مهمة الباحث في عمق الفكر الإنساني أن يكتشف هذه الفسحة بين المعقول والمنقول بين الواقع والرسم الديني ليجد لنا إجابات محددة وربما أفكار أسميها أفكار ما بعد الدين , تنطلق بنا إلى أفق قد يحرر عقولنا من الكثير من التعجز في المواجهة والتهيب من البحث عن أشياء شديدة العمق في الوجود الكوني العام .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا
- لماذا نتدين ؟ . ح6
- لماذا نتدين ؟ . ح5
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .