أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت














المزيد.....

القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت

الشعر تلك الملكة التي أودعها الجمال عند البعض شكلت في مداراتها الكبرى ظاهرة مميزة حتى يكاد يطلق وصفها على الشعر ذاته , الظاهرة هنا هي الصوت المسير حرفيا وبرشاقة ليكون سفيرا للرجل عند المرأة ,إنه السفير الذي لا يمل من التوافد في كل لحظة إلى مملكة القوارير معلنا أنه رسالة جمال لجمال معاتبا مغاضبا متشوقا شاكيا النسيان والهجر متغزلا متولعا هائما ولكن فقط لحضرة السيدة الأنثى , الملاك الأنثى حتى في الحرب في الموت في الرحيل الخطاب موجه للمرأة للحياة التي تختزنها في وجودها , حتى يقال لولا الأنثى ما كان لأحد أن يكون شاعرا أبدا .
هل هذه الظاهرة لها وجود في ميادين أخرى من النشاط العقلي الإنساني تتركز وبشكل رئيسي في عالم الشعر ومجتمع الشعراء ,الحقيقة التي لا مفر من الإقرار بها أن الشعر له خصوصية خاصة تتصل بكونه تعبير جمالي عن خلجات وإنفعالات حسية وعقلية نرتبط بمبدأ أخر هو علاقة الرجل ككائن محتاج إلى وجود أخر ,ليس مناقضا ولا مضادا بل شعور بالحنين إلى عالم تسوده النعومة والترافة والرقة والاستيعاب ليكون معادلا موضوعيا لخشونة الرجل وبأسه وقوته في الصراع الدائر بينه وبين الما حول الطبيعي , إنه الحنين للسكينة والأمان والشعور بالتكامل الذي يجعل من الحياة مسألة تساوي ومساواة بين النقائض والمتضادات الطبيعية , قسوة الحياة وإنثيالية الرقة وقدرتها على توفير العلاج الروحي للنفس المتوترة من هذا الصراع والنزاع بين الرغبة والقوة .
يخطئ من يظن أن الشعر ممكن أن يكون بدون فلسفة وبدون عوامل معرفية حساسة ومنفعلة بذات الشاعر وروحه الجميلة , فهو عندهم مجرد تقنية يمكن تحقيقها أو إنجازها حين يمتلك الشاعر أدوات مادية فقط , يا سيدي الشعر ممكن أن يكون كذلك ولكن لا يسمى شعر بل نظما كلاميا خاليا من الروح ,بناء شاهق قد يكون وقد يكون جميلا ولكنه بالأخر بلا نبض بلا حياة , مثل الذي يشيد بناء كبير وشاهق ومتراص يستخدم فيه أفضل المواد الإنشائية لكنه لا يصلح أن يستوعب روحية الساكن أو يعبر شخصية الشاعر وفكرته الخاصة عن الوجود , إنها عملية ميكانيكية بلا حياة بلا إبداع , فلا يمكنه أن يثير في النفوس المتحسسة تفاعلات الشعر حينما يكون في قبلة العشق والحب للأنثى الرمز أو الأنثى الحقيقة .
الشعر قدر وفرصة ولحظة تجلي يحركها عقل متصل بروح الحياة , يستهدفها بأرق الحروف ويرسمها كالملائكة يرسلها على أجنحة الفراشات وعندما تنزل في حضرة التوهج حيث عيون وأذان المرأة يفرش لها الحرير المطرز بالجواهر لتكون بساط الريح الذي ينقلها لعالم تنتفي فيه الخصوصية ,تذوب فيه الأرواح في بوتقة الذات الأولى ما قبل التكوين , هناك في ذلك العالم ينفرد حروف الشعر لتنشد أغان وترانيم عشق أشبه بالجنون المطلق حيث يتساوى العقل مع العدم , الشعر بلا إحساس حجارة مصفوفة تعبر عن شيء ما ولكنها لا تقبل التعبير عن الحياة لأنها ميتة والميت لا يعي شيئا .
إذن المرأة هي روح الشعر وهي العنوان الأهم وإن كانت جميع العناوين الأخرى هي وليدة وجودها أو ظلها أو فيض ما فيها من رمزية , الشعر يعني الحياة في شكلها الأجمل الأرق الأكثر قدرة على صنع الجمال والسعادة والأمل , لا تفرطوا في حقيقة كون الشعر هو الأنثى التي تنبع من بين أصابعها ماء الوجود الذي فيه كل شيء ممكن وموجود ,بل هي من تجعل ذلك ممكنا وقادرا على التجلي , الشعر بدون القوارير نكتة سمجة وحروف تائهة في صحراء الأدب كما هي تائه في صحراء الوجود , الشعر أما أن يكون عطرا أو عسلا أو حياة في قارورة تسمى قصيدة يقصدها الشعر ليخاطب بها سر وجوده وسر أسراره المتشحة بكل أثواب الجمال الحقيقي , الشعر هو الطبيعة حين تكون ربيعا وخريفا وشتاءا وصيفا لأنه حياة كاملة ووجود تام .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا
- لماذا نتدين ؟ . ح6
- لماذا نتدين ؟ . ح5
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي


المزيد.....




- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت