أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مقدمة في مفهوم العقل الجمعي














المزيد.....

مقدمة في مفهوم العقل الجمعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 23:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة في المفهوم

في ظاهرة التدين تبرز قضية مهمة تأخذ مدى مؤثر داخل وخارج عالم التدين خصوصا وإن لم يعدم في مواضيع أو ظواهر أجتماعية أخرى ,شكلها العام فعل أجتماعي ولكن الغالب في عوامل نشأتها وتصنيفاتها العلمية (سيكولوجية ) نفسية سلوكية حسية , لأنها أساسا تتعلق بما يمارسه أفراد المجتمع من أفعال تلقائية وأحيانا مقصودة مترجمة على أرض الواقع , والحقيقة بالرغم من أن البعض يسميها العقل الجمعي وينسبها كمجموع سلوكي على أنها أداة تفكير عامة والصحيح هي مظهر جمعي يصبغ سلوك الأغلبية ,لذ سمي عقلا أي تجسيد لما يؤمن به أو يتشارك به المجمع من رؤية أو تفكير .
قد تكون ظاهرة العقل الجمعي أو ما تسمى علميا (الأثر الاجتماعي المعلوماتي ) أو المعياري ظاهرة نفسية طبيعية تفرض وجودها في المجتمعات كافة خاصة تلك التي تتحرك وفق محددات ثقافية أو حضارية أو دينية شبه واحدة ,الظاهرة مجردة تفترض قاعدة غالبة مفادها أن تصرفات الجماعة التي تنتمي لمزاج نفسي وفكري أو ميل سلوكي معين أنها في حالات معينة تعكس سلوكاً محددا وتعتبره صحيحا وموافقا للعقلً.
وبالتالي فإن ما يصدر من هذه الجماعة طالما أنه جمعي ومشترك وبدون تعارضات أو معارضة قويه يمثل ما يعتقده أفراد الجماعة أنه أما إجماع حقيقي أو واجب طبيعي أو هو الخيار الأمثل ,ويتجلى تأثير العقل الجمعي في الحالات التي تسبب غموضاً اجتماعياً أو إبهاما في المعطيات أو النتائج أو كليهما معا (حشر مع الناس عيد)، وهنا تفقد المجموعات قدرتها على تحديد السلوك المناسب أو الأنسب أستنادا لمعيار المنطق العقلي لا المنطق الواقعي ،وأيضا ما يعزز هذا الشعور وينميه هو دافع افتراض أن الآخرين يعرفون أكثر منهم عن تلك الحالة.
سطوة أثر الجماعة على الفرد تظهر في قابلية الأفراد إلى الانصياع إلى قرارات معينة بغض النظر عن صوابها من خطئها وتحت تأثير (الهوس الإدماجي) في ظاهرة تسمى أيضا بسلوك القطيع , وعلى الرغم من أن ظاهرة العقل الجمعي بما يصاحبه من هوس وفقدان التوازن الفردي في ظل تناغم مع حركة المجموع قد تعكس دافعاً منطقياً بالنسبة للبعض ،مما يستدعي من هذا البعض الدفاع المستميت عن هذا الأعتقاد خاصة إذا تحول إلى مفهوم أكثر تطرفا وأقل منطقية ,إلا أن التحليل السيكولوجي والأجتماعي يظهر أن بعض أنواع من سلوك القطيع قد يدفع الجماعة إلى الانحياز سريعاً إلى أحد الآراء وقد تتجه للتشخصن بصورة ما ، ولذلك كثيرا ما نشاهد الانقياد والتقليد والإتباع قد تنحصر في آراء الجماعات الكبيرة ضمن دائرة ضيقة من المعلومات أو من الأشخاص.
عليه تكون ظاهرة العقل الجمعي هي أحد أشكال الانصياع والإذعان الجمعي اللا واعي بمعنى التسليمي لمحدد معين أو لفكرة محددة أو بشخص فرد يستولي على حرية الآخرين بدون أن يواجه بمقاومة أو تمنع , مثلا عندما يفقد الفرد الأجتماعي قدرته على اتخاذ موقف من أمر معين بموجب الوضع الطبيعي لاتخاذ قرار ما قياسا بما هو مألوف ونسقي أو وفق الأنماط المعتادة خارج دائرة الهوس ، يلجأ هذا الفرد إلى الآخرين بحثاً عن مؤشرات شاخصة أو دالة أو يمكن أن يندمج بها أو معها بسهولة ,وكأنه يبحث عن القرار الصحيح والموقف المناسب من خلال ما في الواقع من توجه وهذا ما يسمى بمنطق الواقع.
في قضية التدين يظهر أثر العقل الجمعي واضحا في بنيان شكلية الظاهرة وكيفية تسخيرها من قبل المتحكم المتشخصن في رسم توجهات المجموع المتعبد ,فعندما "ننصاع بسبب أننا نؤمن أن تفسير أكثرية المجموع لهذا الموقف الغامض أو الذي يتصف في بعض جوانبه بالقدسية والأستجلال والغموض هو أكثر صواباً مما قد نختاره بأنفسنا ، وبناء على ما درج عليه اليقين الجمعي أو الغالب الظاهر فيه هو الأكثر أحقية في التقليد أو الألتزام الطوعي فيه ,وهو الذي سوف يساعدنا في تحديد الأجوبة والتساؤلات عن إشكالاتنا الوجودية المرتبطة بمفهوم الدين أساس .
بهذا يسبب التأثير الاجتماعي المعلوماتي بترسيخ الأعتماد على العقل الأخر دون أن نعط للعقل الفردي حرية السؤال والجواب , وهذا عكس التأثير الاجتماعي الطبيعي حيث ينقاد الفرد للواجب الوظيفي لكي يكون جزء من منظومة البناء الفكري المشتركة والمتفاعلة والمتواصلة مع الآخرين ,الرضوخ للعقل الجمعي لا يؤدي فقط إلى الإندماج السهل مع العامة فحسب (موافقة تصرفات الآخرين بدون الاقتناع بصحتها ضرورةً) بل قد يصل إلى التقبل الشخصي (القناعة الشخصية بأن الآخرين على صواب تام) هنا يظن المهووسين بما يعتقدون أن العقل الجمعي يمتلك قيمته عليا عندما يكون الشعار والهدف هو أن تكون على حق في أعين الغير ، وتعتقد بأن على الآخرين واجب هو (أنهم أجدر بمعرفة الحق منك لأنك أنت الحق ).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف والوطني وخيارات المستقبل السياسي
- علم الأجتماع وظاهرة العنف والسلام
- القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت
- هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا
- لماذا نتدين ؟ . ح6
- لماذا نتدين ؟ . ح5
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي


المزيد.....




- الكشف عن المدينة الأكثر ملاءمة للعيش بالعالم في عام 2025
- قطر.. الشيخة مريم تلفت لـ3 نقاط بصراع إيران وإسرائيل
- هل ما زال بنفس القوة؟.. ما هو وضع علي خامنئي بعد حكم إيران ل ...
- الأردن.. فيديو يرصد رد فعل برلمان أوروبا على كلمة الملك عبدا ...
- أوريشكين: التغيرات الديموغرافية العالمية الحالية أسوأ مما ك ...
-  الإعلام العبري: الإسرائيليون يهربون من القصف الإيراني إلى أ ...
- سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
- هل تتدخل روسيا إلى جانب إيران في المواجهة مع إسرائيل أم أن ل ...
- إيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفر ...
- تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط ترقب للدور الأمريكي في النزاع


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مقدمة في مفهوم العقل الجمعي