أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....4















المزيد.....

حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مسؤولية الإخلال بالأمن العام :

فمن يتحمل مسؤولية الإخلال بالأمن العام ؟ و هل هي مسؤولية قانونية ؟ أم أنها مسؤولية الدولة ؟ و هل تتحمل النقابات جانبا من تلك المسؤولية ؟ و ما نصيب الجمعيات في تحمل المسؤولية ؟ و ما دور الأحزاب في إشاعة الإخلال بالأمن العام في مختلف المجالات، و في جميع مناحي الحياة ؟
إن مسؤولية الإخلال بالأمن العام هي مسؤولية الجميع، و مسؤولية الطبقة الحاكمة، و مسؤولية القانون، و مسؤولية الدولة، و مسؤولية النقابات، و مسؤولية الجمعيات، و مسؤولية الأحزاب السياسية. فهي بامتياز مسؤولية جماعية لا يمكن أن يستثنى منها أي كان، و مهما كان. لأن الإخلال بالأمن العام يلحق الضرر بجميع أفراد المجتمع، مهما كان جنسهم، أو عرقهم، أو لغتهم، أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها. لكن يبقى أن نتساءل : كيف تتحدد تلك المسؤولية ؟ إن المسؤولية، أية مسؤولية، تتخذ مستويين : مستوى مسؤولية الحاكمين ، و مستوى مسؤولية المحكومين. فمسؤولية الحاكمين تتجسد في تكريس الإخلال بالأمن العام، و من موقع الحكم، في جميع المجالات، و باسم القانون، أو عن طريق استغلال النفوذ، أو تنفيذا للتعليمات الوافدة من جهات خارجية، كما يحصل في معظم الدول التابعة. أما مسؤولية المحكومين فتتجسد في الانسياق، و الانصياع، وراء ما يقوم به الحاكمون من إخلال بالأمن العام، و دون إبداء أية مقاومة تستهدف إرجاع الأمور إلى ما يجب أن تكون عليه، فيعمل الجميع على حفظ الأمن العام. لأن انسياق المحكومين وراء الحاكمين، و القبول بممارستهم المخلة بالأمن العام، لا يمكن اعتباره إلا مساهمة في تكريس الإخلال بالأمن العام.
و يتخذ الإخلال بالأمن العام مستويات متعددة يمكن تصنيفها في :
1) المسؤولية القانونية، المتمثلة في صياغة القوانين المختلفة، و خاصة قوانين الحريات العامة، لتناسب مصلحة الطبقة الحاكمة، ضدا على مصالح الكادحين، الذين تهضم حقوقهم في ممارسة حرياتهم السياسية، و النقابية فيضطرون، تحت ضغط القانون، إلى قبول كل ما يمارس عليهم، على أنه هو القانون نفسه، و هو الواقع الذي لا مفر منه. بالإضافة إلى عدم ملاءمة القوانين المختلفة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و بحقوق العمال، و حقوق المرأة، و حقوق الطفل، و غيرها من الحقوق الخاصة. لأن عدم الملاءمة لا يعني إلا الإخلال بالأمن العام، لكون القوانين تكرس الفوارق الجنسية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية. و تكريس تلك الفوارق، لا يمكن اعتباره إلا إخلالا بالأمن الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، لصالح الطبقة الحاكمة، و من يسبح في فلكها، و ضدا على مصالح الكادحين، و سائر المقهورين. و هو ما يستوجب التحرك الجماهيري، بقيادة المنظمات النقابية، و الجمعوية، و الحزبية، من أجل استعادة الأمن، و وضع حد للإخلال به، عن طريق السعي إلى تحقيق العدالة، التي بدونها لا يكون هناك أمن اقتصادي، و اجتماعي، و ثقافي، و مدني، و سياسي. و هذه العدالة لا تتم إلا بمراعاة مصلحة جميع أفراد المجتمع في صياغة القوانين المختلفة، التي يجب أن تتلاءم مع المواثيق الدولية.
2) مسؤولية الدولة المتمثلة في اعتبار نفسها أداة في يد الطبقة الحاكمة، و حامية لمصالحها و مطبقة للقوانين التي تخدم تلك المصالح، و قامعة لمجموع الكادحين، و عاملة على تسخيرهم لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، و من يسبح في فلكها. لأن الدولة كما يقول بعض المنظرين، هي أداة السيطرة الطبقية. و لذلك، فالطبقة التي تحكم، تستغل أجهزة الدولة لحماية مصالحها، و بسط نفوذها، و قمع المقهورين، و إخضاعهم للاستغلال. و استغلال الدولة ليس إلا إخلالا بالأمن العام، لأنه يلغي الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، و يتسبب في المزيد من الكوارث التي تلحق المجتمع، على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. و لذلك يمكن القول : بأن أكبر إخلال بالأمن العام تقوم به أجهزة الدولة. و ذلك الإخلال، هو الذي يؤدي إلى تنظيم المقاومة الحقوقية، و الثقافية، و النقابية، والحزبية، من أجل وضع حد لذلك الإخلال، حتى تسود العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و تتعامل أجهزة الدولة مع جميع المواطنين، على أساس المساواة فيما بينهم في الحقوق، و الواجبات، و على أساس احترام تكافؤ الفرص. و الدولة لا تتخلى عن قمعها للشعوب المقهورة إلا إذا تحولت، من أداة لبسط السيطرة الطبقية، إلى أداة لتكريس الديمقراطية الحقيقية المنطلقة من دستور ديمقراطي، و انتخابات حرة، و نزيهة لإفراز مجالس تعكس احترام إرادة المناضلين، و تكوين حكومة من أغلبية البرلمان، تكون في خدمة مصالح المواطنين المحلية، و الإقليمية، و الجهوية، و الوطنية.
3) و إلى جانب مسؤولية الدولة في الإخلال بالأمن العام، نجد قيام مسؤولية النقابات في الإخلال بالأمن العام، عندما تغض الطرف عن الخروقات التي تمارسها الدولة المسخرة من قبل الطبقة الحاكمة، بأجهزتها القمعية المختلفة، الإيديولوجية، و العسكرية. و النقابات عندما تغض الطرف، إنما تمارس بشكل، أو بآخر العمالة للطبقة الحاكمة، و تتآمر على الأجراء، و على الطبقة العاملة بالخصوص، و بتلك العمالة، و بذلك التآمر اللتين تباركهما الطبقة الحاكمة، تصير النقابة مخلة بالأمن الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، للأجراء. و بدل أن تعبئ الأجراء لخوض النضالات المطلبية المناهضة لإخلال الدولة، والطبقة الحاكمة، بأمنهم العام كما هو دورها الطبيعي، فإنها تتحول بعمالتها، و تآمرها، إلى وسيلة لتعميق أزمة الأجراء المادية، و المعنوية، و مساعدة على تكريس الإخلال بالأمن العام، في حقهم. و لذلك فإن حفظ أمن الأجراء، يقتضي إعادة النظر في التنظيمات النقابية، عن طريق رصد ممارستها، في علاقتها، مع الطبقة الحاكمة، و مع أجهزة الدولة. و العمل على تقويم تلك الممارسة، و فرض احترام مبادئ العمل النقابي، الذي يجب أن يكون منطلقا لإعادة هيكلة النقابة، من اجل وضع حد لإمكانية إنتاج ممارسة العمالة النقابية للطبقة الحاكمة، و لأجهزة الدولة. و تحويل النقابة إلى منظمة مناضلة من أجل حماية الأمن الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و المدني، للأجراء، و طليعتهم الطبقة العاملة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....2
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- في المجتمع المغربيدور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطا ...
- دور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع الم ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....4