أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1














المزيد.....

إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1) قديما قالوا "الحياء من الإيمان" . و نحن نقول "الحياء احترام لكرامة الإنسان" . لأن الإيمان ، و احترام كرامة الإنسان متطابقان . و الإنسان لا تقوم له قائمة إلا باحترام الآخر ، بقطع النظر عن لونه ، أو سنه ، أو جنسه ، أو مستواه المعرفي ، أو عرقه ، أو لغته. لأن الإنسان إنسان كيفما كان ، و أينما كان . و احترام الآخر على أسس موضوعية ، هو الذي يكسب الإنسان إنسانيته . و تلك الإنسانية هي العصب الذي يربط بين الناس جميعا ، فتتشكل منهم وحدة متكاملة على جميع المستويات الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية .
2) غير أننا نصاب بالهول العظيم ، و الدهشة المباغتة ، عندما نجد أناسا يدعون أنهم يعملون على احترام حقوق الإنسان الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية ، و مع ذلك يقومون ، و دون حياء ، بأمور لا علاقة لها بما يدعون ، فيصدق عليهم المثل القائل : " إذا لم تستحي فافعل ما شئت" . و هذا النوع من المدعين للنضال ، يغطون على أفعالهم المشينة بادعاء النضال ، من أجل تحسين الأوضاع المادية ، و المعنوية ، و ينطلقون من ممارسة الاستبداد المكشوف على الجماهير الشعبية الكادحة التي يتعاملون معها على أنها غبية ، و غير معروفة من لدن المدعين للنضال المتنوع الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و الثقافي ، و المدني ، و السياسي . و هم في ذلك إنما ينتهزون الفرص ، و يعملون على تحقيق ما يمكن من التطلعات الطبقية . لأن هذه التطلعات أو تلك ، هي محرك الممارسة الانتهازية ، التي لا تتوقف أبدا ، حتى و إن صار الانتهازي من كبار البورجوازيين .
3) و من سمات الانتهازي ، حرصه على انتهاز الفرصة ما أمكن ، حتى تحقيق التطلعات ، و ما فوق التطلعات المنشودة . فالمعلم الانتهازي يستغل نفوذه على التلاميذ ليمارس عليهم الابتزاز . و الإداري يمارس الابتزاز على أصحاب الحاجات الإدارية ، و رجل السلطة ينتهز الفرص باستغلال نفوذه ، من اجل ممارسة الابتزاز على المواطنين ، لتحقيق تطلعاته الطبقية ، مما يؤدي بالضرورة إلى نشر الفساد الإداري ، و الطبيب يبتز المرضى في القطاعين العام و الخاص . و المحامي يبتز موكليه ، و القاضي يبتز المتقاضين ، و هكذا إلى أن يصير الابتزاز سائدا في الواقع ، و متخللا لجميع مناحي الحياة ، بسبب ممارسة الانتهازيين .
فانتهاز الفرص المواتية يصير هاجسا يوميا في السلوك الخاص ، و العام ، على السواء ، بسبب ما يؤدي إليه ذلك ، من تحقيق التطلعات الطبقية . و كل من لا يمارس الانتهازية ، لا يمكن أن يكون إلا مغفلا في مجتمع محكوم بممارسة الانتهازية التي تقف وراء تراجع القيم النبيلة ، و المتقدمة في المجتمع المغربي .
4) و من سمات الانتهازي ، أيضا ، إظهار خلاف ما يخفي ، قبل الإقدام على الممارسة الانتهازية . لأن أهم ما يهتم به الانتهازي هو حرصه على ثقة الناس به ، و عمله على ادعاء النضال ، و الإخلاص فيه في الإطارات النقابية ، و الجمعوية ، و الحقوقية ، و الحزبية ، حتى يصير موثوقا به ، و حينها يمارس انتهازيته بشكل مفضوح ، متقمصا منطق التبرير ، حتى يتأتى إقناع المعنيين بادعاء النضال بالشروط التي تجعله يعمل بخلاف ما يدعي .
و ممارسة ، كهذه لا تحضر فيها مصلحة الجماهير الشعبية الكادحة ، لا يمكن أن تخدم العمل النقابي ، و لا العمل الجمعوي ، و لا العمل الحزبي ، و لا العمل المهني ، و لا أي شيء آخر ، بقدر ما تخدم المصلحة الانتهازية المتمثلة في تحقيق التطلعات الطبقية .
و الانتهازي ، عندما يدعي خلاف ما يمارس ، إنما يقوم بممارسة التضليل المادي ، و المعنوي على الجماهير الشعبية الكادحة المعنية بالادعاء ن مما يؤدي بالضرورة إلى تكريس التخلف على جميع المستويات الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية . كما يجعل الجماهير الشعبية الكادحة ، معنية بفقدان الثقة بالإطارات النقابية ، و الجمعوية ، و الحقوقية ، و الحزبية التي يقودها الانتهازيون ، مما يجعل الحركة النقابية ، و الحركة الحقوقية ، و الحركة الجمعوية ، و الحركة الحزبية فاقدة للامتداد الجماهيري الواسع .



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- في المجتمع المغربيدور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطا ...
- دور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع الم ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...


المزيد.....




- فئوية المساعدات في غزة: حين يُكافأ الولاء ويُعاقب الفقر
- ألمانيا- الحزب الاشتراكي الشريك بالحكومة يطالب بحظر -البديل- ...
- بوليتيس: هكذا يشعل اليمين المتطرف الفرنسي حربا عرقية ودينية ...
- جبهة البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب يريد تحرير نتنياهو من قبضة اليمين المت ...
- صوفيا ملك// الاستعدادات الحربية للإمبريالية الأطلسية وصراع إ ...
- البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية والجي ...
- ب? توندي س?رک?ن?ي د?ستگيرکردني ه??سو?اواني نا?ازي د?ک?ين ل? ...
- زهران ممداني... يساري مسلم يهزّ نخبة نيويورك
- استمرار شرارة انتقام النظام المخزني من عائلة قتيل جهاز الأمن ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1