|
دور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع المغربي.....1
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 11:38
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
1) إننا عندما نتكلم عن البورجوازية الصغرى لا نتكلم عن طبقة عادية، إنها طبقة حربائية لا تستقر على حال ، و لا تترك الحال لحاله في نفس الوقت ، و لا تعمل على أن تترك الأمور تسير بشكل طبيعي . و لا تسمح بحدوث تطور إيجابي في الواقع الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و الثقافي ، و المدني ، و السياسي . لأن كل ذلك يتناقض مع حربائيتها من جهة ، و لأن تلك الحربائية لا تحدث إلا في شروط تنتفي فيها الموضوعية ، و تحضر الذاتية . و لذلك فهي تعمل على إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع المغربي . فهي ثارة تعمل على إشاعة النعرة القبائلية ، و أخرى النعرة الأمازيغية، و ثارة تعمل على استحضار الجهوية في ممارستها السياسية ، و أخرى تبث في المجتمع الفكر الظلامي المنبثق عن أدلجة الدين، أنى كان هذا الدين ، و خاصة ، إذا تعلق الأمر بأدلجة الدين الإسلامي . لتكون بذلك سنية ، أو شيعية ، أو خوارجية ، أو عدالية ، أو عدلية و احسانية، و تعمل على إنشاء أحزاب أمازيغية ، أو دينية ، أو مذهبية ، حتى تعمل بذلك على شرعنة الطائفية التي تعمل على تجسيدها في ممارستها السياسية ، و الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية . 2) و يتمظهر سعي البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع ، باعتماد البعض رفع شعار دسترة الامازيغية . ذلك أن المغاربة و منذ القدم لم يفكروا أبدا في كون البعض منهم ينتمي إلى الامازيغ ، أو ينتمي إلى العرب ، أو أي عرق آخر، بل إنهم لم يستحضروا إلا كونهم ينتمون إلى الشعب المغربي ، الذي هو الملاذ لكل إنسان مغربي . و إذا كان هناك حيف يلحق المجتمع المغربي الكادح . فهو الحيف الطبقي الذي يتساوى في المعاناة منه الكادحون ، و الأمازيغ الكادحون على السواء . و النعرة الامازيغية التي يدعو إليها هؤلاء البورجوازيون الصغار، و المتمثلة في الدعوة إلى دسترة الامازيغية ، و إلى تأسيس حزب أمازيغي ، لا يمكن أن تكون إلا خدمة كبرى تقدم إلى التحالف البورجوازي الإقطاعي الحاكم ، و إلى الإمبريالية العالمية . كما لا يمكن أن تكون إلا وسيلة لشرعنة سلب الحريات الفردية ، و العامة ، التي تمت شرعنتها حتى الآن ، حتى يتم في نفس الوقت إعادة الاعتبار للاستبداد بمضامينه الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية . و بالدعوة إلى شرعنة الطائفية على أساس الدعوة إلى دسترة الامازيغية ، و المطالبة بتأسيس الحزب الأمازيغي تكون البورجوازية الصغرى قد ارتكبت جريمة في حق الإنسانية ، و في حق الشعب المغربي . لأن سعيها ذاك سيشرعن صراعا آخر غير الصراع الطبقي الحقيقي ، و سيجد المجتمع المغربي نفسه منقسما إلى طوائف تتصارع فيما بينها لتحرق الأخضر و اليابس . و ستنهار كل القيم التي تأسست عليها وحدة الشعب المغربي . 3) كما يتمظهر سعي البورجوازية الصغرى ، ذاك ، في السعي إلى إشاعة أشكال أدلجة الدين الإسلامي ، لأن البورجوازية الصغرى ، و بسبب فقدانها لأيديولوجية واضحة تعتمدها في بناء تنظيماتها الحزبية ، فإننا نجد أنها تلجأ إلى أدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة عن طريق اللجوء إلى تأويل النصوص المختلفة ، التي تعمل على إعطاء فرصة التأويل حتى تصير بذلك في خدمة المصالح الطبقية للبورجوازية ، التي تعمل على تضليل جماهير المسلمين ، و خاصة منهم ، أولئك الذين لا يملكون القدرة على تلاعب البورجوازية الصغرى بالنصوص الدينية التي تتحول إلى تعبير إيديولوجي متنوع تنوع المشارب المصلحية للبورجوازية الصغرى ، و تنوع ادعاءاتها التي تدفع إلى تجييش المسلمين وراءها سعيا إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية ، أو سعيا إلى الوصول إلى السلطة من أجل فرض الاستبداد بالمجتمع، و التمكن من رقاب المسلمين . و نظرا لتعدد التأويلات الإيديولوجية ، فإن الطبقة البورجوازية الصغرى تسعى إلى تشكيل تنظيمات متعددة ، تعدد التأويلات المؤدلجة للدين الإسلامي ، مما يؤدي إلى تشكيل الطوائف المؤدلجة للدين الإسلامي ، كالطوائف الشيعية ، و الطوائف السنية ، التي تسمي كل طائفة منها نفسها على أنها هي حزب "الله" و ما سواها حزب "الشيطان". و تلك الطوائف القائمة على أساس أدلجة الدين الإسلامي . تدخل في صراع مع كل من لم ينسق وراءها ، و مع بعضها البعض ، لتعطي للصراع وجها آخر ، و تحرف الأمور السياسية ، و تصرف أنظار الكادحين عن الصراع الطبقي الحقيقي . و هو ما يمكن اعتباره خدمة عظيمة تقدمها شرائح البورجوازية الصغرى المؤدلجة للدين الإسلامي إلى التحالف البورجوازي الإقطاعي ، و إلى سائر المستفيدين من الاستغلال الطبقي ، الذين يضاعفون استغلال الكادحين حتى لا يعملوا على المطالبة بحقوقهم الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و الثقافية ، و المدنية ، و السياسية . و من أجل أن ينشدو إخلاصهم في ما يدعو إليه مؤدلجو الدين الإسلامي الذين يفتقدون القدرة على الوضوح الإيديولوجي ، فيعملون على تأويل النصوص الدينية بما يخدم مصالحهم الطبقية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....
...
-
عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك
...
-
عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك
...
-
عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك
...
-
عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك
...
-
عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك
...
-
3.....عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسم
...
-
الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي
المزيد.....
-
محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
-
التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة
...
-
غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
-
الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار
...
-
يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024
...
-
مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب
...
-
فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
-
الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
المزيد.....
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|