امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 15:04
المحور:
كتابات ساخرة
" ثلاثةُ خٌبثاء ، تراهنوا على أيهُم أكثرُ دناءةً وخباثة . فرأوا طفلاً ضعيفاً مُنهَكاً ، يُريد عبور شارعٍ مُزدَحِم . فبادرَ الأول وأخذ بيدهِ ، وتركهُ في منتصف الشارع ! .أما الثاني فلقد حاذاهُ وضربهُ على قفاه . الخبيثَين إستغربوا عندما رأوا زميلهم ، جالساً وهويضحك ، قائلاً لهما : لقد غلبتكما . قالا لهُ كيف ، فأنتَ لم تفعل شيئاً للطِفل ؟ أجاب مبتسماً : أنهُ إبني وقد تركتكُما تفعلان بهِ ذلك !! ".
...................
حُكام العراق ، بتقسيماتهم الثلاثة ، تلك التقسيمات التي غّذاها وشّجعها ، المُحتَل الأمريكي ... يشبهون إلى حدٍ ما ، الخُبثاء الثلاثة في الحكايةِ أعلاه . والمُنافَسة بينهم ، مُحتَدِمة ، أيهُم أكثرُ فساداً وسرقة ونهباً ... والتسابُقُ على أشّده فيما بينهم ، على مَنْ أكثر تسبُباً في إيذاء المواطنين وتحويل حياتهم إلى جحيم ... والمُباراة بينهم قَوية ، على مَنْ أقدَرُ على تدمير ما تبقى من البَلَد .
والحَقُ يُقال ... فأن حُكامَنا بتنويعاتهم ... لم يُقّصِروا في إبتداع كافة الوسائِل ، لِنَيل أعلى المراكز ، في تصنيفات الرداءةِ والخِسّةِ والدناءةِ والخيانة ... إلى درجة ، بحيث يحتارُ المرءُ ، في مَنْ هو في المركز الأول .
.................
ماذا تقولونَ أيها السادة ... هل الذي قادَ الطِفل المستضعَف أي [ العراق بعد 9/4/2003 ] إلى منتصف الشارع ، وتركهُ عُرضةً للحوادِث ، هو الأسوأ ؟ أم الآخَر الذي إستقوى على الطفل المريض ، وضربهُ ؟ أو الأب الذي إستملَحَ الحَدَث وتضاحَكَ مع زميلَيهِ وهو يُشاهدهما يُؤذيان ولده ؟
ألا ترونَ أن قاموس البذاءةِ بأكمَلهِ ، لايكفي لوصفهم ؟!
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟