|
حَولَ حزب العمال الكردستاني PKK
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 14:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحتاجُ المرءُ إلى شيئٍ من المُراجَعة الذاتية ، وتفحُص الآراء المُسبَقة .. كي يستطيع الوصول إلى تخوم " الموضوعية " ، حين التطرُق إلى الشؤون السياسية . وهُنا اُريد التحدُث عن ما يجري في مُدن وقصبات جنوب شَرق تُركيا ، أي كُردستان الشمالية ، في الأشهُر الأخيرة ، ومدى صِحة سياسة حزب العُمال الكردستاني ال PKK . لا أجد الإسهاب مُجدِيا ، في الحديث عن نهج الحكومة التركية ولا عن أردوغان / أوغلو .. فهُم أثبتوا للعالَم ، عنصريتهم وإنتقائيتهم المُخزِية في التعامُل مع الملف الكُردي ، سواءً في تُركيا أو سوريا والعراق . سأركزُ فقط ، على حزب العمال الكردستاني PKK ... ما لهُ وماعليهِ ، وسأجهدُ أن أكون موضوعياً قَدَر الإمكان : ما لَهُ : * ظهور حزب العُمال الكردستاني ، نهاية سبعينيات القرن الماضي ، كانَ مُنعَطَفاً بالِغ الأهمية ، بالنسبة إلى الكُرد جميعاً ، لاسيما كُرد تُركيا . وإعلانه الكفاح المُسّلح بداية الثمانينيات ، إرتقى بهِ ، ليكونَ واجِهة النضال ضد العنصرية التركية المقيتة . * مُؤسِسي وقيادات حزب العمال الكردستاني ، المنحدرين من عوائِل بسيطة من عّامة الشعب ، شّكلوا إحراجاً وتحدِيا لقيادات الأحزاب الكردية التقليدية ذّوي الخلفيات العشائرية والدينية ، ولا سيما في كردستان العراق . * النهج اليساري الواضح ، في فِكر حزب العُمال الكردستاني ، كانَ علامةً فارِقة ، تُمّيِزهُ عن معظم الأحزاب الكردية في العراق وإيران وسوريا ، والتي أفكارها ، خليطٌ من القوميةِ والليبرالية والفكر الديني . * منذ تأسيسه وبعد ذلك إعلانهِ الكفاح المُسلَح ، وّفَر حزب العمال الكردستاني ، فُرصةً حقيقية ، لإنخراط الفتيات ضمن تشكيلاته بِشكلٍ واسِع . وكانتْ تلك ، خطوة ثورِية ، زلزلتْ القِيَم الإجتماعية المُتخَلِفة الرّثة في المجتمع الكردستاني . * في بداياته .. كان حزب العمال الكردستاني ، يرفع شعارات لاتعترف بالحدود المصطنعة بين الدُوَل الأربعة التي تضُم الكُرد ، ونجحَ سريعاً في كسب الكثير من الشابات والشباب في الأجزاء الأربعة . * نهاية الثمانينيات والتسعينيات وما بعدها ، شهدتْ أفول [ ثَوريِة ] الأحزاب الكردية التقليدية جميعها .. مُقابِل لَمَعان نَجم حزب العُمال الكردستاني وعُنفوان مُقاتليه . * نجاح حزب العُمال الكردستاني ، في إستقطاب عشرات الآلاف من المهاجرين الكُرد في أوروبا وغيرها ، وتشكيل جماعات ضغط مُنّظمة ، نشطتْ في الخارج ودعمتْ حزب العُمال ، بمُختلف الوسائل ، من بينها الدعم المالي . .................. ما عَليهِ : - خروج مُؤسسيه وقياداته ( رُبّما إضطراراً ) ، بداية الثمانينيات ، من ساحتهم الأساسية " كردستان تركيا " ، وإستقرارهم في سوريا تحت رعاية النظام ، وما تبعهُ من تأثيرٍ أكيد ، للمُخابرات السورية ، على حزب العُمال الكردستاني . ذلك التأثير في جانبهِ السلبي ، تُرجِمَ لاحقاً ، في الحرب القذرة التي خاضها حزب العُمال ، ضِد بيشمركة الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، في أقليم كردستان ، وراح ضحيتها الآلاف من الجانبَين . من تداعيات تلك الحرب الغبية ومن نتائجها اللاحقة ( إضافةً إلى أسباب أخرى طبعاً ) : إرتماء الحزب الديمقراطي ، تدريجياً ، في حُضن تُركيا وتوجُه الإتحاد الوطني ، تدريجياً ، نحو إيران . وكذلك هيمنة الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، على كُل مُجريات الأمور في الأقليم وإحتكار السُلطة لغاية الآن . - عدم عَودة أوجلان " بعد تشديد الخِناق عليهِ " في 1998 في سوريا ، إلى جبال كردستان تركيا ، أو حتى الى جبال قنديل ، وكانتْ الفُرصة مُتاحة أن يفعل ذلك . وفّضَل ان يُغادِر بالطائرة إلى أوروبا ... حيث وقع في الكمين الذي نصَبَتْهُ له المخابرات التركية بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية وغيرها . فوقع في الأسْر . - التدخُل المُبالَغ بهِ ، في سياسة ونهج ، الأحزاب الكردية في تركيا ، والتي هي واجهة لحزب العُمال الكردستاني . وآخرها : حزب الشعوب الديمقراطي HDP . كانَ من الأفضَل ، إفساح المجال ، ل HDP ولا سيما بعد تجاوزه لعتبة ال 10% في الإنتخابات ، كي يقوم بدوره السياسي المدني ن بعيداً عن ضغوطات ال PKK . تلك الضغوطات ، وّفرتْ ذريعة لأردوغان وحكومته العنصرية ، لتدمير العديد من المُدن والقرى الكردية وقتل المئات وتشريد الآلاف من الناس وحرمانهم من مصادر عيشهم . - دأبتْ المخابرات التركية ، منذ ظهور حزب العمال الكردستاني PKK ، على مُحاولة " إختراق " التنظيم . وهي سياسة معمولٌ بها في كُل مكان ، حيث تسعى السُلطات الحكومية ، إلى إرسال جواسيس ، داخل التنظيمات المعارضة او المُعادية . وهنالك دعايات تُرّوِجها المخابرات التركية والمتعاونين معها ، بأن ثلاثة أرباع حزب العُمال الكردستاني PKK ، هُم عُملاء للمخابرات ! . طبعاً ، هذه الاقاويل لاتعدو ان تكون جزءاً من الحرب النفسية . لكن ... هنالك دلائِل على نجاح الأمن التركي ، في إختراق التنظيم هُنا وهناك . وليسَ نادراً ان تقوم المدفعية التركية ، بين الحين والحين ، مثلاً ، بقصف تجمُعٍ لمُقاتلي ال PKK ، في مكانٍ سري ، داخل أقليم كردستان .. وبِدِقة ، في الوقت الذي يكون فيهِ ، مسؤول ذاك التجمُع ، غير مُتواجِد " مُصادفةً ! " . ويُرى بعد فترة ، في مدينةٍ تُركية مُعزَزا مُكرَماً . ولا أرى ، أي جدوى ، من ( حفر الخنادِق ) داخل المُدن الكردية مثل سلوبي والجزيرة وبعض أحياء دياربكر ... بل ان الذي أصدرَ مثل هذا القرار ، لا أجدهُ بعيداً عن أحابيل المخابرات التركية ! . أعتقد ان حزب العمال الكردستاني PKK ، فقدَ العديد من مُؤيديه ، خلال الأشهُر القليلة الماضية ، في المُدن الكردية في تركيا ، بعد ان تسببتْ الحرب الدائرة ، في تعطيل الأعمال والصناعة والزراعة والتجارة ، والحصار المفروض عليها . - لم يستطِع حزب العمال الكردستاني PKK ، النأي بنفسهِ ، عن لُعبة الصراعات الأقليمية المُحتدمة " وهو بهذا لايختلف عن الحزب الديمقراطي والإتحاد " . ولم ينجح في تقّبُل الآخَر ولم يّدخِر وسعاً لإحتكار النفوذ ، أينما إستطاع إلى ذلك سبيلا " وهو بهذا أيضاً ، لايختلف كثيراً عن الديمقراطي والإتحاد " . - قبوع أوجلان في السجن منذ حوالي 17 سنة ، وشُبه الإنقسام في مواقف مراد قريلان / و جميل بايك .. أدى إلى بعض الإضطراب في سياسة حزب العمال الكردستاني PKK ، وإنعكسَ ذلك سلبياً ، على الأغلب ، على ساحات أقليم كردستان العراق – كردستان سوريا – كردستان تركيا .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ناقِل الكُفر .. ليسَ بِكافِر
-
شُبهُ إنسان
-
مِشط الخِبرة
-
أي شبابٍ وأي مُستقبَل ؟
-
إرهابُ دَولة
-
العملُ والمَناخ
-
فَسادُ قَومٍ .. عندَ قَومٍ إستثماراتٌ
-
الدائِرة الجهنمِية
-
رَحيل
-
بْجاه العّباس أبو فاضِل
-
إرفَع رأسَكَ وأنْظُر إلى الأمام
-
مَنْ مازالَ يُصّفِقُ للأحزاب الحاكمة ؟
-
كُردستان تُركيا ... تشتعل
-
الأكلُ يحترِق .. الوطنُ يحترِق
-
مُعاهَدة لافروف / كيري
-
حِوارٌ عراقي
-
ما هُو إسمُ حَماكِ ؟
-
تدريب
-
إيسِف / مُحاولات قصصية 7
-
( دينو ) يحلُ مَشاكِل الأقليم
المزيد.....
-
إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟
...
-
الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا
...
-
وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي
...
-
وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا
...
-
حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ
...
-
انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية
...
-
في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟
...
-
دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول
...
-
أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ
...
-
-واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|