أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - العملُ والمَناخ














المزيد.....

العملُ والمَناخ


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صديقي " حَمه " ، عاملٌ نشيط ومُتعّدِد المهارات . لهُ فلسفة معقولة ، في التعامُل مع الشُغل والمناخ . فهو يقول مُمازِحاً ، أنهُ يخدع الطقس القاسي عندنا في الصيف والشتاء ، بطريقةٍ بسيطة : فهو يعمل طيلة أشهُر الشتاء القارس البرودة ، في ( فرنٍ للصمون ) ، فيقضي النهار كلهُ في الفُرن وهو ( بطِرْك فانيلة نص رِدِنْ ) ! . وفي أشهر الصيف الملتهبة ، يعمل في ( معملٍ للثلج ) ، فلا تسقط منهُ قطرة عَرَق طيلة ساعات العمل ! .
.....................
" غَني الطُفيلي " الذي هو ليسَ صديقي . والذي لايعمل ولايمتلك أية مَهارات . كُل ما يجيدهُ ، هو الشفط واللهط من بَركات الغاز والنفط . هذا الذي ليس صديقي ولا أريده ان يكون ولا أتشرفُ بهِ .. يحلُ مُشكلة الطقس السئ عندنا ، بغَير طريقة صديقي " حَمه " . فهو في الواقع ، يعشقُ الربيع والطقس المُعتدِل . والحقُ يُقال ، فأنهُ ينجحُ في العيش في ربيعٍ دائم تقريباً . فهو يبقى هُنا في شَهرَي آذار ونيسان ، وفي العشرة أشهُر الأخرى ، يتنقلُ ما بينَ جنوب فرنسا وجنوب إسبانيا والفليبين وأستراليا وكاليفورنيا والمغرِب . مُعدلات درجات الحرارة في يوميات " غَني الطُفيلي " تتراوح بين 20 – 25 درجة مِئوِية .
..................
أما " عبدالله " ، فوضعهُ مُختَلِف عن كُل من صديقي " حَمه " ولاصديقي " الطُفيلي " . فهو مُقاتِل أو بيشمركَة . فلا هو يستطيع قضاء صيفه وشتاءه في معامل الثلج وأفران الصمون ، ولا يجرؤ حتى أن يحلم بالإستجمام بشواطئ البحر المتوسط او البرازيل .
ف " عبدالله " يكادُ ان يتجّمَد في ساعات واجبه في المواضع الأمامية ، والصقيعُ يُغّطيهِ تماماً ، والبردُ الكافِر ينخرُ عظامه نخراً . هذا في الأسابيع التي يكونُ فيها في وحدتهِ العسكرية .
وفي أسابيع الإجازة ، فأنهُ يتنقلُ في أعمالٍ مُختلِفة ، فأما أن يبيع السكائِر او يمسح الأحذية أو يشتغل عامل بِناء ... حسب الظروف . كُل ذلك الكَد والجُهد ، حتى يحصل على بعض ما يسُد إحتياجات عائلته الصغيرة . ان الحاجة والعَوز ، لايسمحان لعبدالله ، أن يُفّكِر كثيراً ، في طبيعة عمله ولا في الطقس البالغ القسوة .. فهو يُسابِق الزَمن ، لتوفير إيجار منزله المتواضع ، وكَسرة خُبز وحَبة دواء ، لزوجته وإبنه .
..................
أنا لستُ واحداً مِنْ هؤلاء الثلاثةِ أعلاه . لكني من المُبتَلين بِحتمِية ( المُقارَنة ) .
" حَمه " كادِحٌ ماهِر تتوفُرُ له بعض الفُرَص ، كي يعيش عيشةً بسيطة .
" عبدالله " يُدافِع عّنا جميعاً واقفاً بِوجه داعِش ، يتحملُ عبأً كبيراً ، مظلومٌ مغبون .
" الطُفيلي " يسرقنا وينهبنا ، ويعيش بِتَرَف .
كُلُ واحدٍ مِنّا ، لهُ زاوية خاصّة ، ينظرُ من خلالها ، الى : مسألة العَمَل والمناخ ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَسادُ قَومٍ .. عندَ قَومٍ إستثماراتٌ
- الدائِرة الجهنمِية
- رَحيل
- بْجاه العّباس أبو فاضِل
- إرفَع رأسَكَ وأنْظُر إلى الأمام
- مَنْ مازالَ يُصّفِقُ للأحزاب الحاكمة ؟
- كُردستان تُركيا ... تشتعل
- الأكلُ يحترِق .. الوطنُ يحترِق
- مُعاهَدة لافروف / كيري
- حِوارٌ عراقي
- ما هُو إسمُ حَماكِ ؟
- تدريب
- إيسِف / مُحاولات قصصية 7
- ( دينو ) يحلُ مَشاكِل الأقليم
- المعركة مُستَمِرة
- إستقبالٌ - جماهيري -
- يوميات مُوّظَف كُردستاني
- حذاري من الفتنةِ في خورماتو
- تحريرُ سِنجار
- الكانتونات ... هل هي حَل لمشاكِل الأقليم ؟


المزيد.....




- لجيل -زد- ذوق مختلف.. هذه أفضل مدن العالم بين الشباب بحسب مج ...
- الإعلان عن مشروع استيطان إسرائيلي -سيدفن- فكرة الدولة الفلسط ...
- قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم -تبادلها- بين روسيا وأ ...
- لجنة تحقيق أممي تصدر تقريرها بشأن أحداث الساحل السوري
- بشعار اكتشاف الداخل.. تغيّرات وجهات السائح الكندي صيفا
- -إسرائيل الكبرى-.. مشروع توراتي يهدد أراضي 8 دول عربية
- صحف عالمية: إسرائيل تبيد صحفيي غزة ولا تخفي ذلك رغم أنه جريم ...
- نعيم قاسم يشكر لاريجاني على الدعم الإيراني بمواجهة إسرائيل
- إسرائيل تحذر لبنانيين من الاقتراب من مناطقهم الحدودية
- إعلام إسرائيلي: اتصالات مع دول عدة لمحاولة تهجير الفلسطينيين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - العملُ والمَناخ