أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - تدريب














المزيد.....

تدريب


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بِغض النَظَر عن طبيعة أو نتائج الحروب العديدة ، التي خاضها الجنود والضُباط العراقيين ، طيلة عقودٍ من الزَمن ... وبِغض النظَر أيضاً ، عن آراءنا السلبية ، حول أهداف الكثير من تلك الحروب ووقوفنا ضِدها .. فأني أعتقد ، بأن معظمنا ، يتفق على نباهة الضباط وشجاعة الجنود العراقيين عموماً . ولا يخفى على أحد ، ان الكُليات العسكرية العراقية ، ولا سيما في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، خّرجتْ المئات من الضُباط الأكفاء والقادة العسكريين المَهَرة ، بل ان العديد من الضُباط بمختلَف الإختصاصات والطيارين من الدول العربية وغير العربية ، قد تعّلموا في تلك الكُليات العراقية . أي بالمُختَصَر ، ان المعاهد العسكرية العراقية ، كانتْ كفؤة في التعليم و ( التدريب ) .
أما البيشمركة ، فيشهد لهم القاصي والداني ، بالشجاعةِ والإقدام ، وروح التضحيةِ والفِداء ، وخبرتهم الطويلة في حروب العصابات ضد الدكتاتوريات المتعاقِبة ولاسيما في المناطق الجبلية والوعِرة .
* بإنتهاء الحرب العراقية الإيرانية ، المُدّمِرة .. وتورُط صدام في حرب الكويت وما تلاها ، من حِصارٍ مُتعّدد الأوجُه .. فأن كُل مفاصِل الحياة تراجعَتْ بشكلٍ خطير ، ومن ضمنها : الجيش . فلقد تخلفَتْ المؤسسة العسكرية العراقية ، عن التطورات المتسارعة الجارية في العالم ، ولا سيما في مجال المعلوماتية وإستخدام التكنولوجيا والأسلحة الحديثة .
* بعد 2003 وحَل الجيش ، وتشكيل جيشٍ جديد برعاية المُحتَل الأمريكي ، فأنهم ، أي الأمريكان ، فشلوا في خَلق تشكيلات عسكرية حديثة وِفق اُسُسٍ علمية صحيحة ( أو بالأحرى تعمدوا ذلك ) . فكان الفساد ينخر في جسد الجيش الجديد ، منذ ولادتهِ ، والطائفية البغيضة تُسيطِر عليهِ ، وإفتقار الولاء للوطن من أبرز سماتهِ .
* أموال طائلة صُرِفتْ على ( تدريب ) الجيش الجديد ، أموال خُرافية غير معقولة ، وإمتدَ طيف " المُدربين " من الأمريكان أنفسهم ، مروراً بالبريطانيين ، وصولاً الى الأردنيين ! . بالله عليكم : الأردنيون يُدربون الضباط والجنود العراقيين ؟! ، هل يُعقَل هذا ؟
* البيشمركة كانوا يفتقرون أساساً ، الى التدرُب على الأسلحة الحديثة وإستخدام التكنولوجيا المتقدمة . ومع وجود كُليات عسكرية في الأقليم منذ حوالي العشرين سنة ، وضُباط محترفين ذوي خبرة طويلة .. إلا ان الإمكانيات المُتاحة كانتْ بسيطة ومتواضعة . ومع ظهور داعش على الساحة ، تبينَ بوضوح مدى حاجة البيشمركة ، الى التسليح الحديث والتدريب المتطور . كما عّرَتْ داعش بصورةٍ غير مُباشرة ، الفساد الموجود في هيكلية البيشمركة ومواطن الضعف والترهُل فيه .
* ولكن ( هجمة ) التدريب ، ولا سيما بعد إحتلال داعش للموصل والأنبار وتكريت ، أخذتْ طابعاً مُبالَغاً فيهِ ، وفيها بعض ملامِح السُخرِية . فعشرات الدول قدمَتْ عروضاً لتدريب القوات العراقية والبيشمركة : الولايات المتحدة الامريكية بالطبع / إيران / تركيا / بريطانيا / فرنسا / روسيا / ألمانيا / رومانيا / هنغاريا / بلغاريا / كندا / استراليا / التشيك / لاتفيا / بولونيا / صربيا / البرازيل / الأردن / مصر .... الخ . وللسُخرية يُقال ، ان إمارة قَطَر أيضاً أبدتْ إستعدادها ل ( تدريب ) البيشمركة والجيش العراقي ! .
ومن البديهي ، ان كُل هذه الدُول ، لاتفعلُ ذلك ل " وجه الله " ، لاسيما البلدان الصناعية الكبيرة ، إنما في سبيل بيع السلاح والعتاد لنا ، من أجل إدامة الحروب المندلعة على أراضينا ، تلك الحروب التي نقوم بها ، ب " الوكالة " عنهم ! .
الجيش الإيراني والضباط الإيرانيون والمخابرات الإيرانية ، متواجدون في العراق ، منذ 2003 ، من أجل ( تدريب ) نا .
الجيش التركي والضباط الأتراك والمخابرات التركية ، متواجدون منذ قبل 2003 ، في سبيل ( تدريب ) نا .
ضُباط وخُبراء أكثر من عشرين دولة ، متواجدون ل ( تدريب ) نا .
.............................
صُناع الحروب ومُخطِطي الأزمات الدولية ، لم يعودوا ، يتحاربو فيما بينهم " مُباشرةً " ، بل يعتمدون على عمالة وتبعية حُكام البُلدان الطرفية ، للقيام بحروبٍ بالوَكالة . فيصرفون من خلالها ، خزينهم من الأسلحة والأعتدة القديمة ، ويسيطرون تدريجياً على مصادر الطاقة ويتحكمون بأسعارها ، ويُؤمِنونَ أسواقاً جديدة لبضاعاتهم المختلفة .
..........................
" السيادة العراقية " المتهرئةِ أساساً ، من تجلياتها مُؤخَراً ، تمركُز قوات تركية قرب الموصل . بالنسبةِ لي ، ليسَ الأمرُ غريباً .. وسطَ لوحة العراق والأقليم عموماً .. تلك اللوحة السيريالية العجيبة الغريبة ، الغير مَنطِقية ، الغير مفهومة .
.........................
عندما تكون جموع الناس ، مُتخَلِفة عموماً / لامُبالِية / كسولة / لاتنتظم في تشكيلات سياسية رصينة وطنية / جموع راضخة لمشيئة المتاجرين بالدين والمذهب والقومية ... فمن الطبيعي ان يُحكَموا مِنْ قِبَل حُكامٍ إنتهازيين .
وما نحنُ جميعاً ، كما يبدو ، إلا قطع غيار صغيرة ، في آلة حربٍ جهنميةٍ عملاقة .
فرحنا أمس بتحرير تكريت وفرحنا بتحرير سنجار وسنفرح غداً بتحرير الموصل والرمادي ... وسنَرِث مُدناً مُدّمرةً بالكامِل ، ومُجتمعاً فقيراً وبُنىً تحتية مُحّطَمة ... وسيحتفل حُكامنا بالإنتصارات العظيمة ، ويعقدون إتفاقياتٍ طويلة الأمَد مع نفس الدول الكُبرى ، التي خططتْ لكل تلك الحروب ، إتفاقيات لِرَهن ثرواتنا في باطن الأرض وفوقها ، من أجل إعادة البناء ، وإبقاءنا نحنُ وأحفاد أحفادنا ، مدينين ومُعدَمين .
بإلتقاء مصالِح صُناع الحروب الدوليين ، مع مصالح الطبقات الحاكمة الإنتهازية ... سيُفّرخون لنا عشرات الحروب والمعارك ، حتى بعد تحرير الموصل / حروب أقليمية تهدف إلى تفتيت الكيانات القديمة / وحروب داخلية مريرة نضجتْ ظروفها .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيسِف / مُحاولات قصصية 7
- ( دينو ) يحلُ مَشاكِل الأقليم
- المعركة مُستَمِرة
- إستقبالٌ - جماهيري -
- يوميات مُوّظَف كُردستاني
- حذاري من الفتنةِ في خورماتو
- تحريرُ سِنجار
- الكانتونات ... هل هي حَل لمشاكِل الأقليم ؟
- بعض ما يجري في أقليم كردستان
- الإنتخابات التُركية : - صَلعتهُم - و - كَرعَتنا -
- من الله التوفيق أولاً وأخيراً
- وزيرة الدفاع الألمانية .. ولبن أربيل
- أقليمٌ - مُنتهي الولاية - !
- إطلالةٌ على المشهد في الأقليم
- إيجابيات أوضاعنا الراهِنة
- بين أربيل والسليمانية
- الذُباب .. ومُؤخرة الحكومة
- لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا
- الغَضَبُ والعَجز
- أينَ هي الحقيقة ؟


المزيد.....




- مجزرة كشمير.. الهند تغلق مجالها الجوي أمام طيران باكستان
- حرائق الغابات في إسرائيل قد تكون -الأكبر على الإطلاق- بالبلا ...
- التعبئة العامة في الجزائر: هل المنطقة مقبلة على حرب؟
- عودة 80 ألف أفغاني من باكستان بعد انتهاء مهلة العودة الطوعية ...
- واشنطن وكييف تبرمان اتفاق -المعادن الأرضية النادرة-
- -أنا لا أثق بك-.. ترامب يثير تفاعلا في إجابته على سؤال مذيع ...
- بوليانسكي: إدارة ترامب على دراية بمحاولات زيلينسكي إطالة أمد ...
- مواطنة أمريكية تتهم عناصر الهجرة باقتحام منزلها وترويع أسرته ...
- إعلام صيني: واشنطن تواصلت مع بكين لمناقشة الرسوم الجمركية
- تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! (صور) ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - تدريب