أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا














المزيد.....

لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللقطة الأولى :
عصر يوم الإثنَين 5/10/2015
أثناءَ تبادُلٍ القصف بمدافع الهاون ، بين البيشمركة وقوات ما يُسمى دولة الخلافة الإسلامية داعِش ، قبل أيامٍ قليلة ، على مشارِف مدينة الموصل .. جُرح البيشمركة ( إسماعيل ) ، جرحاً بليغاً في كتفهِ الأيسَر .. واُخلِيَ فوراً الى المواقع الخلفية ومن ثم الى المُستشفى . في خِضم حملهِ مِنْ قِبَل رفاقِهِ وإيصالهِ إلى السيارة التي نقلَتْهُ .. سقطَ هاتفهُ النَقال ، كما يبدو ، من جيبهِ ، وعثرَ عليهِ صديقهُ ورفيقهُ في نفس الربية ( أحمد ) ، ولكن بعد مُغادرة السيارة .
بعد نصف ساعةٍ من الحادِث .. رَنَ الهاتِف .. وجرتْ المُحادثة التالية :
* آلو
- آلو .. " بلهجةٍ مُعاتِبة " : مرحبا كاك إسماعيل .. أنتَ مطلوب إيجار شهرَين ، وهذا هو الشهر الثالث .. و
* عفوا .. مَنْ أنتَ ؟
- أليسَ هذا تلفون إسماعيل ؟
* بلى .. وأنا صديقهُ أحمَد .
- وأين إسماعيل ؟
* ماذا تُريد منهُ ؟
- أنا صاحب الدار التي يُقيم فيها .. وهو مطلوب لي وأنا بحاجة إلى الإيجار ، وإذا لم يدفع ، فسأضطرُ إلى إخراج عائلتهِ من الدار ! .. نادي عليهِ رجاءاً .. لأكلِمهُ .
* اُنادي مَنْ ؟ لقد جُرِح قبلَ قليل ، ونُقِلَ إلى المستشفى ، وسقط منهُ تلفونهُ .
- أنا آسف لسماع ذلك .. أرجو له الشفاء العاجل . مع السلامة
......................................
اللقطة الثانية :
عصر يوم الإثنَين 5/10/2015
في أحد أزِقة سوقٍ ما في أربيل ، حيث تُباع أرقام الهواتف النقالة وأرقام لوحات السيارات .. في تقليدٍ أحمق وساذج ، لما يجري في بعض المُدن الخليجية .. وصل شابان متأنقان ، الى المحل .. وجرت المحادثة أدناه ، بين الشابَين وصاحب المحل :
* الشاب الأول : مرحباً .. هل رقم الموبايل الذي أوصيتُ عليهِ جاهِز ؟
- نعم ، حصلتُ عليهِ بعد جُهدٍ جهيد .. ولكن صاحبهُ لا يرضى بأقل من 21 ألف دولار . ناولهُ البطاقة والكارت . وبعد أن تفحص الشاب الأرقام ، وتأكدَ بأنها مُطابِقة تماماً لنفس يوم ميلاده ، إنفرجتْ أساريرهُ .. وأخرجَ من جيبهِ " دفترَين " أي عشرين ألف دولار وأضافَ إليها ألف دولارٍ أخرى من جيبه الآخر ! .
* الشاب الثاني : ورقم لوحة السيارة المتكون من رقمين متشابهَين فقط ؟
- أنهُ موجود .. ولكن هنالك مُشكلة . كنتُ قد أخبرتُك ، بأن السعر خمسين ألف دولار .. في حين ان صاحبه يصرُ على ثلاثة وخمسين ألف .. علماً أنهُ هنالك مُشتَرٍ جاهِز بهذا السعر ، إذا لم تردهُ أنتَ ! .
* الشاب الثاني ، بتأفُف : أمري إلى الله .. هاتَ المُعامَلة . ثم فتح حقيبته ودفع المبلغ على داير مليم . وغادرَ مع صديقه الشاب الأول .
...................................
لقطتان .. في نفس الساعة ونفس اليوم ، في مكانَين مُختلفَين ، لاُناسٍ من نفس المُجتمع :
* بيشمركة جريح .. لم يستلم الراتب منذ ثلاثة أشهُر " علماُ أن راتبه الشهري لايتجاوز 800 ألف دينار أي حوالي 650 دولار ".. لايملك مالاً لدفع إيجار المنزل الصغير الذي يقيم فيهِ .
* شابٌ يشتري رقم هاتفٍ نّقال ، مُطابِق ليوم ميلاده ، ب 21 ألف دولار . وشابٌ آخَر يشتري لوحة سيارةٍ برقمَين مُتشابهَين ب 53 ألف دولار [ أي ما يُعادِل أكثر من 81 راتب شهري للبيشمركة إسماعيل ] .
..................................
لا يُمكِن أن يستمر الوضع هكذا .. في ظل هذا التفاوت الطبقي المُشين .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغَضَبُ والعَجز
- أينَ هي الحقيقة ؟
- هل تعرف الحِساب ؟
- الدنيا حظوظ
- المُؤتمَر السادس ل PYD
- ( بِسَبَبِكَ .. أصبحتُ بعثِياً )
- الأفكارُ أم الكباب ؟
- أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟
- هل أنتَ حِزبي ؟
- عتابٌ على ( حمه حاجي محمود )
- الراتب الأوَل
- القّارة العجوز
- إبداعٌ في التحايُل
- شيلادزى
- العريف بنيامين
- شطرنج
- عزيزة
- ضِد الجميع
- لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
- بينَ الهمسةِ والصَرخةِ


المزيد.....




- رجل يتنكّر كطائر ويسير 85 كيلومترًا في بريطانيا.. ما السبب؟ ...
- مشاهد تحبس الأنفاس لمغامر يقف على حافة شاهقة في جبل جيس بالإ ...
- مقتل شخصين وإصابة آخرين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان ...
- أوكرانيا: مقتل شخصين وإصابة 15 في غارات روسية على مدينتيْ أو ...
- إسرائيل تعيد فتح طرق رئيسية أغلقتها الحرائق ودول تمد يد العو ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- برلماني أوكراني: اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن فوق القوان ...
- نتنياهو يستعد لتوسيع العمليات القتالية بغزة
- القوات الأوكرانية تستهدف سوقا في مدينة أليوشكي في خيرسون
- موسكو.. شجار جماعي عنيف في مباراة دوري الهوكي الوطني للشباب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا