|
المُؤتمَر السادس ل PYD
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 14:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنعقد المؤتمر السادس لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD ، يوم الأحد 20/9/2015 في شمال سوريا أو روج ئافا كردستان أي كردستان الغربية ، كما يحلو لنا نحنُ الكُرد أن نُسّميها . ولقد تابعتُ أحداث المؤتمر أولاً بأوَل من خلال محطات التلفزيون ، كما أسعفني الحظ ، أن ألتقي مساءَ أمس ، بأحد المدعوين للمُؤتمر ، الذي تحّمَل وابلاً من أسئلتي ، وأجابَ صابراً . أدناهُ بعض الإستنتاجات والملاحظات عن المُؤتَمر : * تأسسَ حزب الإتحاد الديمقراطي PYD في سنة 2003 ، ويعقد مؤتمره كُل ثلاث سنين . * هو إمتدادٌ لحزب العمال الكردستاني PKK ، فكريا وتنظيمياً ، مع إحتفاظه بخصوصيته . * إضطلع الحزب ، بتشكيلاتهِ المُسلحة : وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ ، بالدور الرئيسي ، في الإنتفاضة الشعبية في روج ئافا ، وإستبسلَ مُقاتلوه ، في الذَود عن المدن والقصبات ، ولا سيما في كوباني ورأس العين وتل أبيض وحتى قامشلو والحسكة . * إستشهدَ حوالي 3000 من مُقاتليه من الجنسَين ، في المعارك العنيفة ، ضد ما يُسمى داعش ، دفاعاً عن المدن والقُرى في روج ئافا . وجُرح أكثر من سبعة آلاف آخرين . * إبتدعَ الحزب ، نظام ( الكانتونات ) لإدارة المناطق التي يُسيطِر عليها .. ويقول بأن هذا النظام نافعٌ لتعميمه ، على كامل تُراب الدولة السورية ، بل ويمكن إستخدامه بنجاح ، في العديد من بُلدان الشرق الأوسط ، كحلٍ للصراعات السياسية والمذهبية وغيرها . * المؤتمر السادس ، هو الوحيد الذي إنعقدَ بصورةٍ علنية ، وعلى الأراضي السورية ، ودُعِيَ إليه أكثر من 600 مندوب وشخصية كردستانية من جميع أجزاء كردستان وأوروبا وتركيا ، ومُمثلين عن أحزاب أوروبية وعربية ومن المُعارضة السورية . عُقِد المُؤتَمر في ( مُجّمَع رميلان ) النفطي ، الكائن وسط المسافة بين ضفاف دجلة ، مُقابل فيشخابور، والقامشلي . ................................. - إنجازٌ كبير لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD ، بكافة المقاييس ، أن ينجح في عقد مؤتمر وسط الظروف بالغة الصعوبة من كافة النواحي : الأمنية / السياسية / الإقتصادية . وأن يجمع كُل هؤلاء المندوبين والضيوف ، ويدير الأمور بكفاءة ، رغم الإمكانيات المتواضعة المتوفرة . " لَم تُقّدَم أي مشروبات كحولية أثناء الإستراحات أو مساءاً / كان الطعام المُقدَم للجميع ، بسيطاً ومتواضعاً / لم تكُن هنالك أي مظاهِر للترف أو الفخفخة " . الكهرباء كانتْ ضعيفة . المئات من مُقاتلي ومُقاتلات روج ئافا ، كانوا يحرسون مُحيط مُجمع رميلان ، على مدار الساعة ، حماية للمؤتمر والحضور . - دُعِيتَ كافة أحزاب أقليم كردستان ، وحضر ممثلوا الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني وحركة التغيير والأحزاب الأخرى ، ولم تتُم دعوة الإتحاد الإسلامي الكردستاني ال يككرتو ( إعتذر حزب الإتحاد الديمقراطي PYD رسمياً ، من الإتحاد الإسلامي ، قائلاً : حدث سهو غير متعمد ! ) . - وّجَه العديد من الحاضرين ، نقداً علنياً قوياً ، الى سياسات ال PYD وطريقة إدارته للكانتونات ، وقُوبِل النقد برحابة صَدر .. مما أظهرَ ان هنالك مساحة جيدة للتعبير عن الرأي . - حسب النظام الداخلي للحزب ، كان من المفروض ، أن لايترشح " صالح مُسلم " لمنصب الرئاسة المُشارِك .. لكن المندوبين ، فرضوا ترشيحه وكذلك ترشيح " أسيا عبدالله " فرضاً ، وتم إنتخابهما . حبذا لو كانَ " صالح مُسلم " أصّرَ على الإلتزام بالنظام الداخلي ، وعدم ترشيح نفسه [ على الرغم من جدارته وكفاحه وتواضعه ونزاهته وإستعداده للتضحية ... الخ ] ، إذ لو كان فعلَ ذلك ، لقّدَمَ نموذجاً للزعيم الديمقراطي ومثالاً لتداول السُلطة ! . - من بعض النواحي ، تُذكرنا تجربة روج ئافا الحالية ، بسنوات 1991 / 1992 في كردستان العراق . حيث كان هنالك حصارٌ مزدوج . أقول من " بعض النواحي " . إذ ان PYD إستفادتْ من أخطاء أحزاب أقليم كردستان وليسَ في نيتها تكرار التجارب المريرة . - من العلامات المُشرِقة ، في الحكومة المحلية لكانتون الجزيرة ، ان رئيس الحكومة ( مُستَقِل ) وأن هنالك وزراء عَرَب .. وأن راتب الوزير لايتعدى 150 دولار شهرياً ، وأن هنالك وزراء متطوعون يعملون بدون راتب ولا أية إمتيازات . - هنالك حوالي (40000) مُسّلَح ضمن YPG و YPJ ، وهنالك أيضاً (30000) أسايِش أو عناصر أمن من الجنسَين . بهؤلاء تَم حماية روج ئافا ، من هجمات الفاشية الداعشية والعصابات الأخرى . في الإجتماع الذي عُقِد قبل أسابيع ، في صلاح الدين ، بين رئيس الأقليم " مسعود البارزاني " و " صالح مُسلم " ، وبحضور الجانب الأمريكي ، قالَ مُسلم بوضوح : ( .. أنه مع وجود قوة عسكرية [ واحدة ] في روج ئافا ، وتحت قيادة واحدة ، وأنهُ يُرحِب بأي مُقاتلين يأتون ، ولكن بشرط ان يكونوا تحت أمرة قيادة قوات روج ئافا ) . أي ببساطة ، أنه وبسبب أحداث الإقتتال الداخلي المريرة ، بين الفصائل المسلحة في كٌردستانَي العراق وإيران ، في سنوات سابقة ( نتيجة وجود عدة تنظيمات مسلحة ) ، فأنهُ لايريد تكرار نفس الأخطاء ، ويصرُ أن تكون قوات روج ئافا موحَدة وتحت قيادة واحدة ! . .................. * أصدرتْ الإدارة في الكانتونات ، قبل فترة ، تعليمات حول ( مُصادرة منازل المواطنين الذين يُغادرون ويسعونَ الى الهجرة ) ، في مُحاولة لردع الناس ولا سيما الشباب ، عن ترك مناطقهم . هذا الأمر ، يسبِبُ بعض التذمُر لدى قسمٍ من المواطنين . * هنالك تعليمات ، بفرض الدراسة باللغة الكردية فقط ، لجميع الطلاب في السنوات الثلاثة الأولى من الإبتدائية . ولا يلقى هذا الأمر ، رضىً عند العديد من المواطنين .. إذا أنهم يريدون ان يتعلم أولادهم بلغات أخرى الى جانب الكردية ، كالعربية والإنكليزية أيضاً . * التجنيد الإجباري للشباب الذكور ، والخدمة الإلزامية لمدة ستة أشهُر ، تُلاقي بعض الإعتراضات أيضاً من هنا وهناك . ..................... - حزب الإتحاد الديمقراطي PYD ، لهُ علاقات معقولة ومنطقية مع معظم الأطراف : مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً ( فهو ليسَ مُصّنَفاً كجماعةٍ إرهابية ، حسب المقاييس الغربية ) وهنالك نوعٌ من التنسيق ، حول مُجابهة داعش / له علاقة مع النظام السوري ، بِحُكم المصالح المشتركة ، فكلاهما يُحارِب داعش ، وقوات PYD على الأرض في روج ئافا ، أقوى وأكثر تنظيماً من القوات الحكومية . إضافةً الى ان الحكومة السورية مازالتْ تدفع رواتب الموظفين في كافة المُدن التي يُديرها الكُرد بأنفسهم ، بل ان الكانتونات الكردية ، تبيع قسماً من النفط المُنتَج الى الحكومة السورية . وإستطاعتْ الإدارة الكردية ان تتفادى ، بواسطة هذه العلاقات مع النظام ، البراميل المتفجرة التي تُسقطها طائرات النظام على العديد من المُدن ، بل ان هنالك إحتمالات ان يكون جزء من السلاح والعتاد الموجود بيد مُقاتلي روج ئافا ، مصدره دمشق / الى وقت قريب ، كان له علاقات حتى مع الحكومة التركية ، فعلى الرغم من وجود تقاطعات حادة بين الطرفَين ، فأن ال PYD ، يسعى الى تحسين العلاقة مع الجار الشمالي الكبير ، فالجغرافية السياسية ، تُحتِم عليهِ ، ان ينظر نظرة بعيدة تتضمن المصالح المشتركة ، سواء مع أردوغان أو غيره / له علاقات متشابكة مع أقليم كردستان ، فرغم وجود إختلافات جدية في وجهات النظر بينه أي ال PYD وبين الحزب الديمقراطي ، إلا ان العلاقات مُستمرة ، بل ان روج ئافا ، تُصّدِر 20000 برميل من النفط يومياً ، من خلال الأقليم الى الخارِج ، ويُشكِل ذلك مورداً هاماً لايمكن الإستغناء عنه . .................... عموماً .. أن حزب الإتحاد الديمقراطي PYD ، شأنهُ شأن حزب العمال الكردستاني PKK ، يختلف إختلافاً جذرياً عن الأحزاب التقليدية الكردية في كردستان العراق وإيران وتركيا وسوريا .. إذ ان الأخيرة ، طالما إعتمدتْ منذ تأسيسها ولحد اليوم ، على شيوخ العشائر والآغوات ورجال الدين ، وتستمد شعبيتها من خلالهم .. بعكس ال PYD المُستند الى عامة الشعب والمُوّفِر للمرأة موقعاً طليعياً .. أن ال PYD ، وكما تصدرت لافتة كبيرة ، صدر قاعة مؤتمره السادس ، يريد ان يُطبِق : [ مبدأ الإدارة الذاتية الديمقراطية ، يتجسد في السياسة الأخلاقية ، على المبدأ الإيكولوجي ] .. أي في سياسةٍ تحاوِل التناغُم بين الإنسان وبيئته الطبيعية ، من خلال تنمية مُستدامة قائمة على اُسُسٍ صحيحة . مرحى لل PYD الذي مازالَ مُحتفِظاً برونقه الثوري .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( بِسَبَبِكَ .. أصبحتُ بعثِياً )
-
الأفكارُ أم الكباب ؟
-
أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟
-
هل أنتَ حِزبي ؟
-
عتابٌ على ( حمه حاجي محمود )
-
الراتب الأوَل
-
القّارة العجوز
-
إبداعٌ في التحايُل
-
شيلادزى
-
العريف بنيامين
-
شطرنج
-
عزيزة
-
ضِد الجميع
-
لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
-
بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
-
الأرنبُ الهِندي
-
هل حضْرتكَ تكريتي ؟
-
ما أجمل عبارة ( وبأثَرٍ رجعي )
-
في بغداد .. ثّمة أمَل
-
صديقي الذي ( طابَتْ لهُ الكَعْدة )
المزيد.....
-
قبيل زيارته إلى المنطقة.. شركة ترامب تعلن عن مشروعين في دبي
...
-
وزير الصحة الأمريكي يثير جدلًا بادّعاءات غير دقيقة حول لقاح
...
-
المبادرة المصرية تشارك في مؤتمر المنتدى العربي للتنمية المست
...
-
سوريا.. شركة فرنسية تستثمر في تطوير ميناء اللاذقية
-
والتز يعدد فوائد اتفاقية المعادن المبرمة بين واشنطن وكييف
-
إدارة ترامب تدعو لمراجعة برنامج الرعاية الصحية للمتحولين جنس
...
-
مستعرضا قدراته الحديثة.. الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية
...
-
فعاليات روسية في معرض تونس للكتاب
-
فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال الم
...
-
البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات
...
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|