|
أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الآونةِ الأخيرة ، رأيتُ وسمعتُ العديد من مُواطني أقليم كردستان ، المُستائين من الوضع المُتردي ، يَصِفون الأحزاب السياسية الرئيسية ، من خلال شاشات التلفزيون ، بأنها [ شركات ] وليست أحزاب . رُبما قبلَ سنواتٍ ، لم يَكُن المواطنون ، يستخدمون هذه العبارات في توصيف الأحزاب الحاكمة ، خوفاً من بطشها ، أو كانوا مازالوا يأملونَ خيراً فيها .. لكن اليوم ، تغيرتْ الأحوال وتراكمتْ السلبيات وإشتدتْ الأزمات .. وبقِيَتْ الفئة الطُفيلية المُستفيدة مُباشرةً ، من إحتكارات الأحزاب الحاكمة .. هي الفِئة الوحيدة ، المُتحمِسة للدفاع عن السُلطة والإستماتة في طمس الحقائق عن الفساد والنهب المُنظَم . أثبتَتْ أحداث السنة ونصف السنة الماضية ، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بدرجةٍ رئيسية ، والإتحاد الوطني الكردستاني ، بدرجةٍ ثانوية ... عمدا الى إشراك أحزاب المُعارضة السابقة ( التغيير / الإتحاد الإسلامي / الجماعة الإسلامية ) ، في الحكومة ، وإسناد وزارات مُهمة إليها ، مثل وزارة المالية والبيشمركة والكهرباء .. فقط من أجل [ إحتواء هذه الأحزاب ] ، وكذلك إمتصاص غليان الشارع وتمييع الوضع السياسي تدريجياً . ولقد نجحَ الحزبان ( ولا سيما الحزب الديمقراطي ) في ذلك ، الى حدٍ ما . فلم يستطِع وزير البيشمركة " وهو من حركة التغيير " ، أن يفعل شيئاً يُذكَر في وزارتهِ ، فما زالَ البيشمركة الخُضُر يستلمونَ أوامرهم الفعلية ، من قادة الإتحاد الوطني ، كما يأتمر البيشمركة الصُفُر ، بأوامِر قيادة الحزب الديمقراطي .. تاركين للوزيرالمسكين ، مُهِماتٍ شكلية بسيطة ! . كذلك ، سّلموا خزينةٍ فارغة ، لوزير المالية " وهو من حركة التغيير " ، زائداً ديون مُتراكمة على الحكومة ن وقالوا لهُ : تفّضَل وحّسِن الوَضع ! . وأخْفَوا عنهُ واردات النفط الرسمية والسرية ، ولم يُسهلوا له طريق التعامُل مع الجانب التركي والبنوك التُركية ، وتعمدوا أن تعجز وزارة المالية ، عن توفير الرواتب .. ولقد نجحوا في مسعاهُم ! . لَم يكُن رَد فِعل حركة التغيير ، بعد تجربة أكثر من سنة ، في الحكومة ذات القاعدة الواسعة ، وبعد فشل وزراءها ، في تحقيق إصلاحات جذرية وتنفيذ وعودها .. لم يكن رَد فعلها ، بالمُستوى المطلوب .. وما هذه الإجتماعات المكوكية الطويلة .. إلا هَدراً للوقت ولحقوق المواطنين ، و" تمديداً فعلياً " لإحتِكار الحزب الديمقراطي لملَفَي النفط والأمن والعلاقات الخارجية . سَلّموا وزارة الكهرباء المُثقَلة بالمشاكِل ، للإسلاميين ، وقالوا لهم : تفضّلوا وحّلوا أزمة الكهرباء ! . وتفنَنَتْ وزارة الموارد الطبيعية ، في عرقلة أي إصلاحٍ جدي في وزارتَي المالية والكهرباء .. ولم تُجهِز الوقود الكافي ، لتمشية عمل وزارة الكهرباء بصورة منتظمة ، وإفتعلَتْ مناقشات بيزنطية غير مُجدية . ولم يكُن رَد فعل الأحزاب الإسلامية المُشارِكة في الحكومة ، بالمُستوى المطلوب إطلاقاً . وكانتْ النتيجة : أن الحزب الديمقراطي ، يلقي اليوم ، مسؤولية تأخُر الرواتِب ، على عاتق وزارة المالية ولا سيما شخص الوزير وحزبه ! . ومسؤولية تردي الكهرباء ، على رقبة وزير الكهرباء وحزبه ! . طالما إرتضتْ أحزاب المُعارضة السابقة ، بهذا الوضع المَشّوَه ، وأصبحتْ جُزءاً من آلة السُلطة .. فأنها تتحمَل وِزر ، كُل هذه الأزمات التي ، تخنُق المُواطِن خنقاً . يا حركة التغيير ويا الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية ، لو بَقِيَتْ عندكُم ذرةٌ من المصداقِية ... إخرجوا من السُلطة وإتركوا مناصبكم وإمتيازاتكم وإصطفوا مع الجماهير المحرومة المنكوبة .. ويا الإتحاد الوطني ، إحزموا أمركم : أن تكون لكم بيشمركتكُم وأسايشكم وأجهزتكم الأمنية وشركاتكم الإحتكارية الكُبرى ومصالحكم النفطية والتجارية ومواقعكم ومناصبكم وإمتيازاتكم ومافيات الفساد .. الخ ، وأن تكونوا في نفس الوقت ، داعين للإصلاح والتغيير .. فهذا لايجوز ولا يمكِن ! . فأما أن تتطهروا وتتخلوا عن قواعِد الفساد التي أنشأتموها .. أو تبقوا كما أنتُم : شُركاء الحزب الديمقراطي في جميع السلبيات المتراكمة منذ 24 سنة ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أنتَ حِزبي ؟
-
عتابٌ على ( حمه حاجي محمود )
-
الراتب الأوَل
-
القّارة العجوز
-
إبداعٌ في التحايُل
-
شيلادزى
-
العريف بنيامين
-
شطرنج
-
عزيزة
-
ضِد الجميع
-
لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
-
بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
-
الأرنبُ الهِندي
-
هل حضْرتكَ تكريتي ؟
-
ما أجمل عبارة ( وبأثَرٍ رجعي )
-
في بغداد .. ثّمة أمَل
-
صديقي الذي ( طابَتْ لهُ الكَعْدة )
-
التيار الديمقراطي العراقي في نينوى ، يستذكر فاجعة سنجار
-
على هامش الإعتداءات التركية على الأقليم
-
ساعات وساعات
المزيد.....
-
لماذا لن يُعتقل بوتين في أمريكا رغم صدور مذكرة توقيف دولية ب
...
-
ما أصل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
-
قتلى بنيران إسرائيلية بين منتظري المساعدات، وبيان عربي يدين
...
-
مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنو
...
-
زيلينسكي غاضب من ترامب ويرفض التنازل عن أراض لروسيا
-
القضاء بجنوب أفريقيا يأمر بإعادة جثمان الرئيس السابق لونغو ل
...
-
مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غز
...
-
الإعلام الإسرائيلي يرصد ردود فعل دولية ضد خطة احتلال غزة
-
دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟
...
-
سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مقاتليها مستوطنة بغلاف غزة
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|