أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حذاري من الفتنةِ في خورماتو














المزيد.....

حذاري من الفتنةِ في خورماتو


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعُد التوتُر في مدينة طوزخورماتو ، بين الحشد الشعبي والبيشمركة ، في اليومَين الأخيرَين ، ينذر بِخطَرِ داهِم ، قد تمتدُ تأثيراته السلبية ، إلى أماكن أخرى ، إذا لم يتُم مُعالجة الأمر بسُرعةٍ وحكمة .
أرى أن " طوزخورماتو " هي صورةٌ مُصّغَرة ل " كركوك " ، فإذا نجحَ ( الحشد الشعبي ) في فَرض وجوده داخل طوزخورماتو .. فأنه سيُكّرِر ذلك غداَ في الحويجةِ ونواحيها أيضاً ، وبعد غد في خانقين ثم في كركوك نفسها ، وبِعين الحّجة : الدفاع عن الشيعة ومراقدهم ! .
والمُشكلة العويصةُ ، بالنسبةِ للكُرد عندما يُريدون حَل النِزاع مع " الحشد الشعبي " سواء في طوزخورماتو أوغيرها ، هي : مَعَ مَنْ تتباحث ومَع مَنْ تتفاوَض ؟ . صحيح ان الكُرد أنفسهم غير موحَدين بصورةٍ مُرضِية ، لكن على أية حال ، فأن خطورة الإنقسام تكمن ، في [ إمتلاك وسائل العُنف أي السلاح ] وسلاح الكُرد بيد فِئتَين فقط ، البيشمركة والأسايِش ، العائدين للحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، وهنالكَ نوعٌ من التنسيق وتوزيع النفوذ بين الحزبَين ، وهنالك قيادات مركزية معروفة ، تقود وتوّجِه وتُسيطِر على قوات البيشمركة والأسايِش .
لكن ( الحشد الشعبي ) هو كيانٌ فوضوي ذو عدة رؤوس ، وفيهِ مراكز قُوى لاتعترف أحدها بالأخرى .. وكُل الذي يجمعها هو : المذهَب . فإذا حدثتْ مُشكلة مع ميليشيا حزب الله مثلاً ، فأن علاقتك الجيدة مع ميليشيا سرايا السلام ، لاتشفع لك ، وإذا إصطدمتَ مع سرايا الخراساني ، فأن قوات بدر ، لاتستطيع لجمها .
* من نافلة القَول ، ان الحشد الشعبي ، قد تشكلَ أساساً بفتوى " الجهاد الكفائي " من مرجعية النجف ، بعد سقوط الموصل بيد داعش . وان الحشد يحظى بدعمٍ مُباشِر من إيران . [ وذلك دليلٌ على الفشل المُزري لل " الدولة العراقية " ، إذ لا يُمكن ان يتواجد جيشان في دولةٍ واحدة ، إذ ان جيش الحشد الشعبي ، أصبح من الناحية العملية ، رديفاً وحتى بديلاً للجيش الرسمي ] . الحشد الشعبي ، هو مجموعة ميليشيات شيعية ، هدفها المُعلَن هو مُحاربة داعش والدفاع عن الشيعة .
* كركوك وخانقين وطوزخورماتو ، هي مناطق نفوذ الإتحاد الوطني الكردستاني ، عموماً . والإدارة بيدهم . وعندما كانت " طوزخورماتو " تُعاني من تواجُد عصابات داعش ، في مناطق قريبة منها ، وكذلك جلولاء والسعدية ، فأن بيشمركة الإتحاد الوطني ، لم تُمانِع في ان يقوم " الحشد الشعبي " بِمساندتهم في دحر داعش ( أو رُبما فُرِضَ ذلك عليهم فَرضاً )، وبالفعل فأن الحشد الشعبي مدعوماً من إيران ، كان لهُ دورما في كسر شوكة داعش ، في تلك المناطِق . والمُشكِلة تكمن ، في ان الحشد ، يعتقد بما أنهُ شاركَ في طرد داعش ، فأنهُ ينبغي ان " يبقى " هناك ، ويُشارِك بفعالية في إدارة تلك المناطِق ، في حين ، ان الإدارة الكردستانية ، متمثلة في الإتحاد الوطني ، تُريد ان تكون الإدارة ولا سيما الملف الأمني بيدها ، فهي التي قدمتْ الكثير من التضحيات خلال السنوات الماضية .
* ليسَ من الصحيح ، وضع جميع ميليشيات الحشد الشعبي ، في سّلةٍ واحدة . فهنالك " المعتدلون " ، مثل قوات بدر [ حسب المعايير الكردستانية ، فان قوات بدر مُعتدِلة ! ] ، وكذلك سرايا السلام .. في حين ان عصائب أهل الحَق ، مُتشددة ومتعصبة . فإذا كان جيش المهدي وسرايا السلام ، عائدتَين لمقتدى الصدر ، وبدر لهادي العامري ، فأن عصائب أهل الحق وغيرها من المتشددين ، يُقال انها تأتمِر بأمر نوري المالكي .. والمالكي معروفٌ بمواقفهِ الشوفينية تجاه كركوك وغيرها .
* وصلَ الإستهتار ببعض ميليشيات الحشد الشعبي ، في طوزخورماتو ، في الأيام الأخيرة ، إلى درجة ، هجومها على المستشفى الجمهوري في المدينة ، وقتل أحد الأطباء بطريقةٍ بشعة . وكذلك إختطاف عشرات المواطنين الكُرد من أهالي المدينة وكذلك من مواطني أقليم كردستان ، القادمين من بغداد وإحتجازهم في سيطرة طوزخورماتو الجنوبية . وأيضاً حرق محلات ومنازل الكُرد في المدينة ، بل وحتى بعض منازل العرب والتركمان السُنةِ أيضاً ! .
ليستْ قوى الأمن الكُردية في طوزخورماتو ، ملائِكة ، ولا إدارة المدينة خالية من النواقِص .. ولكن والحق يُقال ، وبشهادة العديد من أهالي المدينة وبمختلَف قومياتهم ومذاهبهم ، فأن المشاكِل بين المكونات ، كانتْ شُبه معدومة ، قبل مجئ الحشد الشعبي ، والكل متعايشون معاً .
ان تشكيل ميليشيات تركمانية شيعية مسلحة ، ودفعها لإقتراف أعمال إستفزازية ، ضد الكُرد عموماً وحتى ضد العرب والتُركمان السُنةِ أيضاً ، إلى حد نشر القناصين فوق المباني العالية ، وإستهداف الآخرين .. هو لعبٌ خطيرٌ بالنار ، ويبدو أنه جزءٌ من مُخطَطٍ مشبوه ، لإشعال الفتنة متعددة الاوجُه : الفتنة القومية والطائفية والمذهبية . وطوزخورماتو مُرشحة ان تكون الفتيل في ذاك الحريق .
* جرتْ مباحثات يوم أمس السبت 14/11/2015 ، بين وفدٍ قادم من بغداد ، الى طوزخورماتو ، مع إدارة المدينة وقوى الأمن فيها وممثلين عن الحشد الشعبي ، وتوصلوا الى إتفاقٍ بوقف القتال وتحرير الرهائن والمختطفين ، والإستمرار في المفاوضات للتوصل إلى صيغةٍ مقبولة من الجميع .
لكن المُؤسِف ، انهُ حصلتْ تجاوزات من قِبَل ميلشيات الحشد الشعبي ، ليلة امس ، واُشعِلتْ النيران في بعض منازل الكُرد الذين هجروها في الأيام الأخيرة .
..........................
ينبغي إيلاء إهتمامٍ بالِغ لما يجري في طوزخورماتو ، وأن تتدخل القيادات الكردسنانية على مُستوى عالٍ ، لإيجادِ حلول نهائية ، بالتنسيق مع بغداد وإيران ، صاحبتَي النفوذ على ميليشيات الحشد الشعبي .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريرُ سِنجار
- الكانتونات ... هل هي حَل لمشاكِل الأقليم ؟
- بعض ما يجري في أقليم كردستان
- الإنتخابات التُركية : - صَلعتهُم - و - كَرعَتنا -
- من الله التوفيق أولاً وأخيراً
- وزيرة الدفاع الألمانية .. ولبن أربيل
- أقليمٌ - مُنتهي الولاية - !
- إطلالةٌ على المشهد في الأقليم
- إيجابيات أوضاعنا الراهِنة
- بين أربيل والسليمانية
- الذُباب .. ومُؤخرة الحكومة
- لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا
- الغَضَبُ والعَجز
- أينَ هي الحقيقة ؟
- هل تعرف الحِساب ؟
- الدنيا حظوظ
- المُؤتمَر السادس ل PYD
- ( بِسَبَبِكَ .. أصبحتُ بعثِياً )
- الأفكارُ أم الكباب ؟
- أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حذاري من الفتنةِ في خورماتو