الصين.. مصر قلب طريق الحرير الجديد

احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 03:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

الصين.. مصر هي قلب مشروع طريق الحرير الجديد
اصدرت حكومة الصين الاربعاء الماضي 13يناير2016 ، أول وثيقة حول سياستها العربية، قالت فيها إن هدفها "التوصل الى اجماع عريض حول حماية سيادة الدول وسلامتها الاقليمية والدفاع عن الكرامة الوطنية والسعي نحو حل الازمات وتعزيز السلم والاستقرار في الشرق الاوسط." ، وبالفعل بدأ الرئيس الصيني " شي جينبينغ " الثلاثاء 19 يناير2016 ، بجولة تستغرق 5 أيام في منطقة الشرق الأوسط يزور خلالها ايران والسعودية ومصر، حسبما اعلنت الجمعة وزارة الخارجية في بكين ، حيث تكتسب زيارة الرئيس الصيني إلى مصر أهمية كبيرة، والتي من المقرر لها أن تبدأ الأربعاء 20 يناير 2016 ، وحتى الجمعة المقبل، في ضؤ العلاقات السياسية والاقتصادية التي تجمع البلدين، فضلًا عن كونها الزيارة الأولى لرئيس صيني إلى مصر منذ12 عامًا ، ومن المرتقب أيضا أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ الأقصر للمشاركة في افتتاح فعاليات العام الثقافي الصيني المصري، والذي ستطلق فعالياته من داخل معبد الأقصر، وذلك بالتزامن مع ذكرى مرور 60عاما على تأسيس العلاقات المصرية الصينية ، وتأتي هذه الزيارة بعد مرور عام تقريبا على زيارة الرئيس السيسي الى الصين وكان عنوانها " بكين والقاهرة اتفقتا سياسياً ويبحثان التوافق الاقتصادى " ، والتي أختتمت بالتوقيع على وثيقة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين ،ومن المتوقعأن يبرم الجانبان عددًا من الاتفاقات ومشاريع، في مجال الطرق والمواصلات والنقل والكهرباء والطاقة والبناء والتعمير ، كذلك الإتفاقيات التي تدعم السياحة المصرية ،ومن المتوقع أن الصين سوف تركز معظم استمثاراتها واتفاقياتها مع الجانب المصري على منطقة قناة السويس،
قال ابن بطوطة، الرحالة العربي الشهير بعد رحلته لطريق الحرير إلى الصين " إذا كنت تسعى للنجاح فاجعل وجهتك شرقا "،الصراع في منطقتنا تعدى حالة خلق توازن بمفهومه السياسي، فالصراع اقتصاديا بامتياز، فالصين بمشروعها الاستراتيجي (طريق الحرير الجديد)،هو ما يؤرق الغرب ،وهذا هو الصراع الدولي والاقليمي ،فقد كانت سورية بالنسبة للصين هي قلب نجاح هكذا مشروع ، وإختيارها لتكون جسرا حقيقيا بين العراق وتركيا وارمينيا واذربيجان وروسيا، وفي الزاوية الغربية جسرا لاوروبا، فبعد وقوع سوريا في أتون الحرب والأنقسام اصبحت مصر إختيار الصين لانجاح المشروع .
فالاستراتيجية الصينية هي كالاتي :
**إنشاء شبكة من سكك الحديد لربط دول الشرق الاوسط بدول حوض بحر قزوين .
**الربط بين البحار الخمس " الخليج العربي،البحر الابيض،البحرالاحمر،البحر الاسود،وبحر قزوين" .
**مشروع الغاز العربي،الذي يمتد من مصر الى سورية عبر الاردن، ومن ثم الى لبنان،ليصل الى تركيا، باتجاه معاكس لتزويد الخط العربي بالغاز الاذري .
**مع طهران لاقامة خط لنقل الغاز الايراني الى سورية عبر العراق، ثم الى البحر المتوسط .
اذا فالصراع أعمق بكثير يستخدم فيه ما هو مشروع وغير مشروع لمواجهة نفوذ بكين الهادف الى السيطرة على مصادر وطرق امدادات الطاقة ، فداعش وباقي المسميات اداة من ضمن ادوات الصراع ، وعلينا ألا ننسى كيف كان دور جماعة الحشاشين وتأثيرها وتركها لتسيطر على الموصل لقطع طريق الحرير وقتها ، وكأن التاريخ حاضرا ليعيد مشهد من مشاهده على نفس مسرح الحدث .
فبعد توالي المواقف المتسارعة والمتصارعة ، هناك سؤال يطرح نفسه هل سيسمح الغرب لهكذا مشروع أن ينجح ؟ هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة .

#احمد_البهائي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل