أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد البهائي - الانتخابات المصرية..قمع الإنتلجنسيا عنوانها














المزيد.....

الانتخابات المصرية..قمع الإنتلجنسيا عنوانها


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 14:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المعروف أن القوى السياسية والاجتماعية التي تحكم في الدول الديموقراطية تنتمي لطبقتين، الأولى البورجوازية الكبيرة بجناحيها (الزراعي الصناعي، التجاري المالي)، حيث تعرف تلك الطبقة بالرأسماليين مالكي وسائل الإنتاج الإجتماعي الذين يستخدمون العمل المأجور، أي هم ملاك وسائل الانتاج الذين يعيشون على القيمة الفائضة بأشكالها الثلاث: الريع للأراضي، والفائدة للأموال، والربح للتجارة والصناعة، ويستخدمون تلك الوسائل من أجل إبقاء القرار والسلطة بأيديهم. الطبقة الثانية هي البورجوازية الصغيرة التي تقوم على جناح المثقفين بالذات، فدائما وأبدا تعتبر طبقة البورجوازية الصغيرة بأجنحتها (التجاري والصناعي، الانتلجنسيا، الزراعي ) أحد الركائز والدعائم الأساسية للثورات، بل المشغل الأساسي لحركتها الديالكتيكية، ففي أوروبا كان لجناح الانتلجنسيا دور فاعل في نجاح ثوراتها، فهي جماعة المثقفين ذوي التفكير النقدي الذين يقتربون من الشعب، وهي السند الطبيعي للحكم الديموقراطي الليبرالي. ومن هنا، كانت البورجوازية الصغيرة نصير الحكومات الديموقراطية المعتدلة.

في مصر الآن، عصب طبقة البورجوازية الصغيرة أو الطبقة الوسطى التي تآكلت لم يعد جناح الانتلجنسيا، ذلك الجناح الذي يشمل المثقفين والموظفين الصحفيين وأساتذة الجامعات وغيرهم، فلم يستطيع هذا الجناح أن يمثل في مصر ما مثله في أوروبا وأميركا. وبالتالي، فلم يستطع أن يقوم بدوره التاريخي، ما انعكس سلبا على استحقاقات الثورة، وهو ما تجلى في مشهد استحقاق الانتخاب البرلماني، فالأشخاص المؤهلون لهذا المشهد استبعدوا عمدا.

لحرمان الانتلجنسيا من المشاركة في مشهد الاستحقاق الانتخابي آثاره الوخيمة على الحياة السياسية المصرية، فعندما تقوى الانتلجنسيا ويكون لها دور فعال تقوى الفكرة القومية على حساب فكرة الرابطة أو الجامعة الدينية، نتيجة احتكاكها المتواصل بالغرب والثقافة الغربية، حيث تختلف ثقافتها عن الثقافة الدينية التي تلقتها الرابطة الإسلامية، كذلك عندما تقوى الإنتلجنسيا تقوى الديموقراطية الليبرالية، فدائما تقف بجانبها، باعتبار أن الديموقراطية هي الوجه الآخر والأساسي للقومية.

من أضرار إضعاف الانتلجنسيا فقد لغة التخاطب مع طبقة البروليتاريا، تلك الطبقة التي تمثل الجانب الأكبر والأهم من الشعب، فهى طبقة العمال والأجراء المعاصرين الذين لا يملكون أية وسائل إنتاج، ويبيعون قوتهم لكي يعيشوا، فالانتلجنسيا هي الوحيدة التي تستطيع التعاطي مع طبقة البروليتاريا عندما تثور، بسبب ما تمتلكه من كاريزما حركة التخاطب اللغوي، ولقربها من الحركات العمالية، والأهم أن طبقة البروليتاريا دائما وأبدا تقف إلى جانب القوى المدعومة بالإنتلجنسيا في النضال السياسي ضد الحكم المطلق وضد قوانين الانتخابات والدساتير الرجعية .
من ينظر إلى مشهد الانتخاب البرلماني يجده هزلياً بكل مواقفه، فعزوف الناخبين، وخصوصاً الشباب، رسالة قوية وواضحة، عنوانها رفض تلك الانتخابات جملة وتفصيلا، فهناك عدد كبير من المرشحين أنفق كل منهم في حملته مايزيد عن عشرة ملايين جنيه مصري من أجل الحصول على مقعد في البرلمان، فهل يعقل أن يكون هذا من أجل المواطن الفقير؟

البرلمان القادم من أخطر البرلمانات، وربع مواد الدستور المصري تتكلم عن البرلمان، وجاءت لخدمة البورجوازية الكبيرة بكل أجنحتها، حيث تتجلى سيطرتها على التشريع في الدستور والقانون، لتضمن بقاءها والاحتفاظ بممتلكاتها وتكوين امبراطوريتها بقوة الدستور، وأي مسألة خارج نص مادة الدستور تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، أي استخدام الدستور وسيلة لمناهضة الدعوات التي تدعو إلى محاسبة تلك الطبقة.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطان اردوغان..الدب الروسي في المياه الدافئة
- سعر الفائدة والاحتياطي الالزامي جراحة سريعة
- أردوغان وشبح إتفاقية لوزان
- الدولار واليوان..معركة كسر عظم
- المشهد الثالث من خريطة الطريق المصرية
- وكالات التصنيف.. الاقتصاد المصري تحت المراقبة
- ايميل (2) الى سيادة الرئيس. عبد الفتاح السيسي-مصر بدون اعلام ...
- الدب الروسي .. صدق رومني واخطأ اوباما
- رفع الفائدة..مواجهة الدولرة في مصر
- الحكومة المصرية من الاسكان الى البترول
- اليورومنى والبورجوازية الكبيرة
- هيكل .. والذات العارفة
- الى السيسي احتكار المرافق العامة هذا ما نخشاه
- الرحلة المقدسة على خطاها فتحت مصر
- المستشار الزند ..سقطات وانتلجنتسيا السلطة
- الخليج..من البروباغندا الى شراكة مع إسرائيل
- حكومة محلب.. كسابقاتها
- رد على مقالة (العفريت الأصولي)لطارق حجي
- هل أخطأت القيادة السياسية السعودية ؟
- دساتير مصر..البورجوازية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد البهائي - الانتخابات المصرية..قمع الإنتلجنسيا عنوانها