أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - هيكل .. والذات العارفة















المزيد.....

هيكل .. والذات العارفة


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هيكل .. والذات العارفة
أجرت صحيفة السفير اللبنانية، حوارا مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ، في عددها الذي صدر الثلاثاء ، والذي اثار حالة من الجدل السياسي في وسائل الإعلام المصرية وغضبا سعوديا ، حيث تطرق فيه إلى السعودية قائلًا: " السعودية تهيمن على الخليج، وهي قوة ترهلت قبل أن تبلغ الشباب، والنظام السعودي غير قابل للبقاء. وانعدام البدائل هو ما يبقي السعودية.. ، مضيفا: " السعوديون سيغرقون في مستنقع اليمن " . وعن علاقة مصر بإيران بعد الاتفاق النووي، قال هيكل " المعركة في مصر حول ما إذا كان ينبغي الانفتاح على إيران أم لا، وهناك محاولات مع السيسي كي لا يحصل التقارب مع طهران..مضيفا : " مصر في أزمة، لكن لا خوف عليها من داعش، موضحًا: نحتاج بين 12 إلى 15 سنة لتنتهي الفوضى في العالم العربي . وعن حزب الله اللبناني وقتاله في سوريا قال " وقتال حزب الله هو من أجل بقائه ودفاعا عن نفسه وعما يمثله في لبنان، وهذا ما يؤكد مشروعيته في انه يقاوم، وليس في انه جزء من مشروع إيراني. إيران قد تستفيد من ذلك، وكذلك مصر برغم اننا لا نعترف بذلك: فنحن نستفيد من كل بؤرة مقاومة معطّلة لتسوية شاملة في لحظة ضعف العالم العربي وتهاويه بهذه الدرجة .

ومن هنا نقول ، *اولا :هناك فرق بين مؤرخ ومفكر،وبين كاتب ومحلل ، وكذلك بين صحفي وباحث ، فالفرق كبير فهناك ملكات تفرق بين ماسبق ذكره ، ف استاذنا محمد حسنين هيكل يعتبر ضمن الاول وليس من الضمن الثاني ، *ثانيا :بالفعل استاذ هيكل من ابناء الحركة القومية التي ناهضت الاستعمار الاجنبي ولكنها تجاهلت عن قصد او بدون قصد مناهضة الاقطاع من العمق كما فعلت الحركات القومية الاوربية من محاربة الاقطاعيين والاحتكاريين وقتها ، *ثالثا :من احد عيوب الحركات القومية في بلادنا، ان طبقة الانتلجنتسيا التي منها استاذ هيكل والتى كانت تمثل العمود الفقري للطبقة المتوسطة المثقفة استطاع الاقطاع استمالت اغلبهم داخل احزاب وحركات او مراكز قوى تخدم مصالحها الاقطاعية مما ادى الى ظهور نوع من البورجوازيه اسمها بورجوازية الدولة معظمهم من المثقفين والمفكرين وغيرهم.. تشبه البورجوازية الاوروبية التى قامت بعد الثورات التحررية في اوروبا ولكنها تختلف معها من ناحية تكوينها الذي كان قائم على عمودين اساسيين الاول-;- بناء اقتصاد وطني قوي يقوم على العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والاقطاع ، الثاني -;- وهو الاهم الاهتمام بطبقة البروليتاريا المكونة من العمال الصناعيين والزراعيين ، وهذا مالم تفعله وجعلها حبيسة فكرها القديم ، فاستاذنا له ثقل كبير ، ولكن الظهور له قواعده وخاصة الان ، فمصر والمنطقة تمر بمرحلة دقيقة للغاية ، فعدم الدقة في التوقعات قد يسبب نوعا من التخبط والارباك في المشهد على مسرح الاحداث ليس داخل مصر فحسب بل خارجها وفي المنطقة العربية كلها وخاصة اذا كانت تلك التوقعات تأتي من شخص في حجم وثقل استاذنا هيكل ، بمعني اننا في القرن الحادي والعشرون وان اليات وطرق تناول الحدث وتحليله الان تختلف تماما عن القرن العشرين ، فهل يصلح الان الاعتماد على الفاكس وحده ونحن في عصر الايميل والجيل الرابع من التقنية !؟ ، فالاستاذ يمتلك الخبرة والنشاط العقلي والعملي ، ولكن يفتقد لغة القرن الواحد والعشرين ، اي النموذج المعرفى ، وهذا ما جعل كل توقعاته غير صحيحة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر توقعه أن ينجح تنظيم الاخوان الارهابى فى تجربة الحكم وهو ما ثبت عدم صحته ، وكذلك توقعه بضرب امريكا لسوريا وهو ما لم يتحقق أيضا ، وما يحيرني ويدهشني دفاعه المستميت والمستمر عن حزب الله وما يقوم به من قتل وافعال في سوريا التي لا تقل ضراوة عن افعال داعش مثيلاتها من جماعات ارهابية ووصفه بانها للدفاع عن النفس ، كذلك ولعه بالثورة الايرانية الخمينية والحديث عنها بالنموذجية .

هناك من الكتاب من ينظر الى نفسه بانه مثقف تلون بأجيال ، وهو المثقف والحكيم الذي احاط والم بكل المعارف والمتكلم الفصيح الذي يجيد الحديث في كل الموضوعات ، وله الحق التنقل بينها سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية ، ويعطي لنفسه احقية التوقع والتنبؤ بل تأكيد الحدث قبل وقوعه ، من خلال استعراضه لمهاراته وصولاته في كل المواقف والاحداث والاماكن التي مر بها ومرت عليه ، مستعينا بما لديه من ادوات فكرية ولسان وخطابة وراديكالية الحركات الموروثة والمكتسبة ، ليؤثر على الجمهور سواء كان القارئ او المستمع او المشاهد ، ليحظى برتبة المثقف النخبوي العارف المالك لينابيع التوقعات التي يجب ان نسلم بها ، وهنا تصل الذات العارفة لديه الى اعلى دلوها ، وهنا تكمن الخطورة .

فالذات العارفة هى تلك الذات التي تقوم على الوجود البشري ، والتي تنمو من خلال نشاطان يكمل كل منهما الاخر ، النشاط العقلي والنشاط العملى ، وما يهمنا الان في موضوعنا النشاط العقلي ، الذي يعمل على انتاج افكار تكون لها قيمة معرفية من خلال فهم الواقع وربطه بالحدث لبناء معرفة صحيحة ، وفق معطيات الحدث وموضوعات ومناهج متعددة ومتنوعة يمتاز بها صاحب الذات ، كلها مترابطة بالاليات الذهنية والاختبارية والخبراتية لديه لينتهي المطاف الى تدقيق مفهوم الحقيقة وتحديدها ثم بلوغها ، ولبلوغ الحقيقة ادوات لابد ان تمتلكها الذات العارفة ،اهمها ،*موضوع المعرفة الذي قد يكون ماديا او فكريا ، *استعدادات الذات وماكونته من مهارات وخبرات وكفاءات ، *اللغة باعتبارها اداة التعبير اي فن الكلام وبها سيتكون الخطاب ، لينتهي القول كما نرى ونسمع على لسان الكتاب والمثقفين والاعلاميين ان الحقيقة هى .........

ومن هنا نقول ، هناك من مثقفين النخبة في حاجة لمراجعة الذات العارفة الخاصة بهم ، واعادة تكوينها وتأهيلها مرة اخرى وهذا ليس عيبا او نقصا في المعرفة المثاليه لديهم ، فالاستاذ هيكل له في التاريخ المعاصر صفحة ، فانا من المتابعين للاستاذ مثل اي مواطن عربي يبغي التعلم وكسب المعرفة ، تلك المعرفة التي تجعلنا نلجأ الى متابعة مثقفينا ونخبنا الذين يملكون الذات العارفة وادواتها ، لتدقيق الحقيقة ، ويؤسفني ان اقول قد اخفق فيها استاذنا ، فكل توقعاته لم تتحقق حتى الان ، وكنت اتساءل عند متابعتي للستاذ لماذ لم تتحقق توقعاته ، حتي ان قرأت حواره الاخير في جريدة السفير ايقنت لماذا اخفق الاستاذ في تدقيق الحقيقة ، ومنها وضعت يدي على الحلق المفقودة التي تفسر عدم تحقق توقعاته ، فالجميع لا يشكك في صدقية المعلومات التي يحصل عليها من مصادرها الاساسية بحكم موقعه وتاريخه الصحفي ، فبالاضافة الى ما سبق ذكره في اول المقالة ، فالاستاذ يتحدث دائما عن ثورة 25يناير وامتدادها 30 يونيو واثارها على مصر والمنطقة باكملها ، ولكن في قناعاته مازالت الحقبة الماضية التي شارك فيها الاستاذ تسيطر على ذاته العارفة بكل مكوناتها التي اجمعت مهاراته وكفاءاته ، مما اثرت على ادوات واليات البحث عنده في موضوع المعرفة المتمثل في حدث 25 يناير و30 يونيو ، فنجده مرة يتناولها من الناحية المادية وتارة اخرى من الجانب الفكري ، فالحقبة الماضي بثورتها 23يوليو بالنسبة للاستاذ تجربة خاضها ومارسها ، واصبحت موضوع معرفة تعامل معها ماديا وفكريا بلغتها ونص خطابها ، فساعدته في إنشاء بنية منطقية قامت على الملاحظة والاستنتاجات والتجربة العملية ، كون من خلالها مجموعة من المعارف والخبرات ، فالاستاذ يعتبر ما حدث في السنوات الاربعة الماضية حالة لم ترقى الى تجربة ويجب خضوعها الى التجريب بشروط وادوات مجموعة المعارف والخبرات التي كونها من تجربة الحقبة الماضية ، فيجب على استاذنا ان يعترف بان ماحدث هو تجربة كاملة بكل ابعادها المادية والفكرية ، ولها ادواتها النابعة من موضوع المعرفة الخاص بها ، فالحدث له نجاحات وانجازات ونكبات وانتكاسات وعندما يتناولها يريد ان يخضعها مباشرة للمساءلة بهدف الوصول الى اجوبة وفروض كان يبحث عنها فى تجربته من الحقبة الماضية .

وهنا يستلزم أن يراجع الاستاذ ذاته العارفة أو فليعتزل بالفعل كما قرر آنفا وهذا يجعلنا نكرر ونعيد فعدم دقة توقعاته سببت ارباكا فى المشهد العربى فى الشوارع والقصور وهذا ما لا أرجوه أن يتكرر مع أستاذ شارك بجزء أصيل فى تشكيل وجدانى وعقلى ... بالفعل لكل دولة زمن ورجال وصدق المولى عز وجل بقوله تلك الآيام نداولها بين الناس .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى السيسي احتكار المرافق العامة هذا ما نخشاه
- الرحلة المقدسة على خطاها فتحت مصر
- المستشار الزند ..سقطات وانتلجنتسيا السلطة
- الخليج..من البروباغندا الى شراكة مع إسرائيل
- حكومة محلب.. كسابقاتها
- رد على مقالة (العفريت الأصولي)لطارق حجي
- هل أخطأت القيادة السياسية السعودية ؟
- دساتير مصر..البورجوازية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة
- عاصفة الحزم بين التحليل والوقائع والمتغيرات
- بلداننا من لوزان تركيا الى لوزان إيران
- مؤتمر مصر المستقبل .. ما نخشاه الاحتكار
- السيسي وأردوغان وزيارة التكهنات
- اليك بعض السطور ( للحب عيد )
- ايميل الى سيادة الرئيس ( السيسي )
- الدواعش .. الحشاشون الجدد
- السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية
- شارلي إبدو..الاساءة للرسول وتغيير الخطاب الديني
- هل سيزور السيسي المغرب ؟
- بورسعيد الباسلة..النسيج الانثروبولوجي والكوزموبوليتاني
- الدولار..الخليج بين السندات والاحتياطيات


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - هيكل .. والذات العارفة