أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - انتظار - قصة قصيرة جدا














المزيد.....

انتظار - قصة قصيرة جدا


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


يسكن أعماقه انتظار فرح مبهم , يخال أن الأيام دواؤه الوحيد , فظل يقلب الأيام وتقلبه يحبوه الأمل أن تسكب عليه يوما دماء الواقع فتهبه سكينته المسروقة سنين طويلة , فتنهي بذلك قلقه وحزنه للأبد...
و الأيام تخذله كما تعود دائماً , فتعزز لديه ما اعتاد من القهر والحزن , لكنها تستمر برسم إيماءات الفرح القادمة فتغذي عزيمته ليتابع العوم ضد التيار في بحر المستحيل , ساعياً إليها ومحاولاً التقاطها و تبقى هي عصية عليه , فيستمر يطوي سنينه يبيت على الحلم الذي لا ينتهي, ويصبح على الأمل الذي لا يأتي...
يشعر بالقلق , ويحس بالكبر, تغزوه شيخوخة فاجأته , ويكبر انتظاره فيغرق في مرارة الوحدة ويزداد انتظارا..
لا يفهم لماذا يعانده الفرح كل هذا العناد .... يسعل قليلا سعلة جافة خشنة مما يوحي أن القلب بين جوانحه قد ضجر من الانتظار وهو بعد لم يضجر..
يهيم حائراً , ويغرق في بحر التمني وينتظر , ويستمر يطارد فرحاً مستحيلاً , فرجا ً لا يأتي , ألم يقولوا ما بعد الضيق إلا الفرج ؟؟
ويستمر قلبه ينبض ويتسع الناس جميعاً , ولكنه يتعطش لقلب يسعه , ويتسع لحلمه الصغير..
ضاق فيه المنفى على اتساعه وضاقه الحلم , متى يمكنه لقاء أطفاله , ثم استدرك : لم يعودوا أطفالا , لقد كبر الأطفال...وإن, فإنهم بالنسبة له ما زالوا أطفالا..
إلى جانب أن الصور الراسخة في رأسه عنهم هي هيئتهم عندما تركهم صغارا قبل أن يتلقفه المنفى..
تعب هو, وتعب معه الإنتظار والحلم والأمل , وتجرحت العيون والنظرات , وما زال يعتمره الحلم , وينتظره الفرح على مفرق ما في طريق الأيام إليه , وهناك في زاوية ما من الأفق البعيد ينتظره الأمل لضم أطفاله بين ذراعيه..
وتبقى ذراعيه مفتوحة للهواء ويبقى خياله يسبح في انتظار أمل قادم ....



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتشرق الشمس من جديد
- صمت الحوارية...وحديث العيون
- الديموقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- قضية العرب الأولى ..قضية فلسطين
- العالم قرية صغيرة
- مصلحة الشعب الفلسطيني
- غزة … المنعطف المجهول
- شعر..لصديقة من الوطن
- أحداث غزة واتفاق القاهرة …
- اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة …
- رأي في العمل السياسي
- مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء ا ...
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟
- هل نصغي بما يكفي لأطفالنا ؟؟
- ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي
- قصة قصيرة جدا...
- شعر....وبالذاكرة نقاوم


المزيد.....




- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - انتظار - قصة قصيرة جدا