أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - رأي في العمل السياسي















المزيد.....

رأي في العمل السياسي


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد انهيار ما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي , وتردي أوضاع حركات التحرر , وانتكاس القوى المناهضة للإحتكار العالمي ومحاولاته للهيمنة , و هجوم قيم اللبرالية المحدثة تحت قيادة الامبريالية الأمريكية عن طريق القوة العسكرية لتسييد القيم العولمية الداعية للتبعية للسوق ومنافساته على حساب الفقراء في العالم, و الحركات التي تدعو إلى رفع سوية القيم الإنسانية البينية والحفاظ على عالم أكثر لطافة وإنسانية وأقل وحشية وحيوانية , منئذ كثرت الدعاوى لتحريرالنشاط العام المحلي والعالمي والعمل الحزبي من الإيديولوجية وتأثير الفكر والإقتصار على ممارستها في الحقل السياسي المباشر, والإكتفاء لإدارة الإصطراعات الإجتماعية والدولية في الحقل السياسي دون الحقول الأخرى من فكرية أو أيديولوجية أو إقتصادية , فغابت عن التداول عبارات ذات دلالات ايديولوجية وفكرية محددة , كالامبريالية , والإشتراكية , وكولونيالية , وتبعية , وصراع الطبقات , و سيطرت عبارات ذات دلالات سياسية عامة, لا تحمل مدلولات ايديولوجية فكرية . فكثرت عبارات العالم الحر وحقوق الإنسان( على الرغم من أهميتها) وساد بالخصوص أكثر من غيره تعبير الديموقراطية للدرجة التي بدأ المرء يشعر أنها حلت بديلا واكتفاءا عن كل التعابير التي سادت سابقا , على أساس أن هذا سيعطي للنشاط العام والحزبي حرية أكثر في المناورة والإتفاق , وسيؤدي إلى حياة أكثر أهلية على مستوى البنية المجتمعية المحلية , فتخفف بهذا الصراعات الإجتماعية( الطبقية), ويجعل العلاقات الدولية اكثر هدوءا وودا على أساس الشراكة المتبادلة .
ما سبق يدعونا لبعض التساؤلات:هل من الممكن حقا نظريا كان أم بالإمكان, ممارسة النشاط الإجتماعي العام, أهلي كان أم حزبي, في الحقل السياسي دون مرجعية فكرية ما أو ايديولوجية, ولهدف اقتصادي تسعى له البشرية منذ وجودها أفرادا و جماعات, أنتجت خلاله كل أنواع الأفكار والإيديولوجيات على مدار وجودها , وخاضت صراعات وحروب مدمرة, لتحصيله وتحسينه؟؟ وهل شعار الديموقراطية يختصر طريق الخلاص للبشرية أو لبنية إجتماعية ما في إقليم ما , في تحقيق العدل والسلام الإجتماعي وتفض الخلافات المحلية و الدولية في ظلها؟؟
وإن افترضنا جزافا أو تعسفا إمكان ذلك, فهل حقا تحرير النشاط الأهلي والحزبي من حقله الفكري والإيديولوجي وسطوتهما ومرجعيتهما لهما , وإضعاف دورهما كمرجعية والإقتصار على الحقل السياسي والسعي الحثيث لاستقلاليته عن توأميه المستوى الفكري الايديولوجي والإقتصادي هو عمل إيجابي وخلاق؟ وهل تعويم النشاط الحزبي والإجتماعي فقط في السياسة عملية إبداعية تضع الأمور في نصابها؟
هل يمكننا نشاطا حزبيا ما فقط باتباع الحذلقات و التكتيكات السياسية السائدة والمتعارف عليها فقط ( وهي بالطبع المكيافيلية) دون أن نكون منحازون لمنظومة أفكار بعينها وايديولوجيا معينة وشريحة إجتماعية بعينها( لكي لا نستعمل تعبير طبقة)؟فيضبط بهذا مواقفنا السياسية ويحصنها أمام أصحاب المال والقرار أو شروط الإحتلال إن كان في الطرف الآخر من النشاط قوى عسكرية محتلة ؟.
إن مفاهيم ك : شعب , عدل, مساواة, حق,وطن,أخلاق,ديموقراطية,إخلاص,عدو,صديق, مفاهيم واحدة بالنسبة لكل الفئات الإجتماعية المحلية والدولية ولكننا نتنضد محليا ودوليا ونحدد مواقف منها وتفسيرات لها حسب مواقعنا الإجتماعية الطبقية وحسب المنظومات الفكرية والعقائدية والايديولوجية التي طبختنا أو تبنيناها طواعية أو إكراها.
نحن نرى أن خوض النشاط الحزبي والأهلي في الحقل السياسي دون محددات فكرية ايديولوجية و إجتماعية وانحياز لها يودي بهذه القوى إن كان في مرحلة التحرر الوطني أو في مرحلة البناء الإجتماعي ما بعد الإستقلال والمشاركة في حركته إلى مزالق تكون أحيانا مدمرة, أتصور أن إلقاء نظرة إلى بعض منها فيما جرى في الماضي والحاضر لأحزاب أو منظمات أو حركات تحرر يغنينا الإضطلاع عليها عن التفصيل فيها والخوض في تفاصيلها والمسارب التي وصلت إليها.
إن سياسة تحريم السياسة التي اتبعتها وتتبعها أنظمة الإستبداد في الوطن العربي ينبغي أن لا تدفعنا للمبالغة في دور الحقل السياسي عل حساب الحقول الأخرى , و لا ينبغي أيضا أن تمنعنا محاولات الصهيونية وقوى الإحتكار العالمي العولمي في اتهام أي فكر أو إيديولوجيا مناهضة لهما ومقاومة لسيطرتهما من خلال تأكيد السيادة من إنتاج فكري ثوري دائم يتصدى لمحاولات الهيمنة من قبلهما, ولا ينبغي أيضا أن ترهبنا تهمة الإرهاب التي تطلقها الصهيونية وقوى الإحتلال الأمريكية وغيرها من أن نخوض كل أنواع الكفاح والمقاومة ضدها وضد تواجدها في منطقتنا واحتلالها لأوطاننا ونهب ثرواتنا .
نحن نرى أن هناك استحالة لممارسة السياسة دون مرجعية ايديولوجية فكرية, ونحن نرى أيضا أن خلف هذي الدعوى منظومة فكرية وايديولوجية أنتجت في المطابخ الإمبريالية لتتمكن من تعويم الأفكار والايديولوجيات وتسفيهها في طريق فرض سيطرة احتكاراتها وتسييد نظرية أبدية علاقاتها, وهذه الممارسة هي التي أدت للصورة السيئة الموجودة في ذهن العامة في كل المعمورة عن السياسة والتي تقول أن السياسة هي فن الكذب والخداع.
نحن نرى أنه لا يمكن خوض الصراعات إن كان على مستوى البنية الإجتماعية المحلية أو في تجلياتها الدولية , سلمية كانت أم حربية إلا على مستويات ثلاث : مستوى فكري ايديولوجي , مستوى اقتصادي , مستوى سياسي وهو الذي يمثل لأي معادلة صراع محرق( بؤرة) المستويات الثلاث.
نحن نتفهم أن المنظومة الفكرية بمرور الزمن وتغير شروط إنتاجها سيشوب بعض جوانبها أو كلها الشيخوخة , ونتفهم أيضا أن العقيدة مرضها الجمود العقائدي, وفي الإيديولوجيا هناك أمراض شيخوخة وجمود وتعصب ودوغما,ونحن نرى أنه لزاما على القوى الإجتماعية صاحبة المصلحة في التغيير التقدمي وسيادة العدالة الإجتماعية السعي الدائم للإنتاج النظري والفكري المتجدد الملائم لكل مرحلة ولكل هدف ولكل تغيير ثوري كان أو تراكمي ,كما تفعل بالضبط قوى الرأسمالية والإحتكار الراسمالي في محاولاتها الحثيثة في التجدد مستثمرة كل ما أنتجته البشرية من فكر وتكنولوجيا ,وعلى هذه القوى الثورية الإبتعاد عن الجمود العقائدي والتعصب الايديولوجي واتباع سياسة صفتها الصدق والشفافية والمسؤولية أمام الفئات الإجتماعية التي تمثل وتسعى لتحقيق مصالحها.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء ا ...
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟
- هل نصغي بما يكفي لأطفالنا ؟؟
- ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي
- قصة قصيرة جدا...
- شعر....وبالذاكرة نقاوم
- من ذاكرة معتقل سابق 21
- زمن العولمة........زمن الكوليرا
- رسالة إلى صديق..
- حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني
- قصة قصيرة - شعور الغربة والوحدة
- حوارية
- قصة قصيرة
- سفر التغريبة في ظلال الوجه الذي لم تكتمل ملامحه بعد
- المرأة في سورية والإعتقال والقهر السياسي
- رأي حول خطاب الرئيس السوري أمام ما يسمى مجلس الشعب
- رسالة تضامن مع المتحدث الرسمي لحزب الحداثة والديموقراطية لسو ...


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - رأي في العمل السياسي