أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني















المزيد.....

حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تلقفت المصادر الإخبارية والصحفية خبر مصافحة الاسد الشاب مع رئيس الكيان الصهيوني لتجعل منه حدثا دراميا جللا, وتتعامل معه على أنه الخبطة الصحفية والحدث ألاستثنائي الأبرز في سياق حدث التعزية في وفاة البابا, وانبرت في دراسة الاستدلالات لهذا والاستنتاجات وانعكاسها على المنطقة, وكأن بالمصافحات أو تبادل الأحاديث أو أي من ظواهر البروتوكولات الأخرى تبنى السياسات وتحدد, وليس عبر ممارسات سياسية محددة أو إجراءات و خطط اقتصادية وعسكرية متبعة من قبل سلطة ما و عبر أي سياقات شعبية منبثقة, وعبر أي شكل من أشكال العلاقة مبنية بين الحاكم والمحكوم, وطبيعتها وترجمتها بالتالي لتشريعات وقوانين وقرارات تنظم هذه العلاقة داخليا, أو مع أي طرف دولي أو مجموعات خارجية...فهل انفراج العلاقة مع العدو والخضوع له ولشروطه يجري الاستدلال عليه من خلال مصافحة مجاملة أو حديث بروتوكولي أم من خلال تحليل سياسة هذا النظام وما مارس على أرض الواقع على مدار حكمه الذي امتد منذ عام 1970 وحتى هذه اللحظة؟من خلال ما نفذ كمهمة وظيفية لقوى الاحتكار العالمي على الساحة السورية واللبنانية والفلسطينية ...
لنرصد إذا ممارسات هذا النظام وسلوكه الوظيفي منذ اغتصاب قائد الانقلاب السلطة من رفاقه والزج بهم في السجن حتى الموت, دون الوقوف أمام دوره المشبوه في مجازر أيلول 1970 التي نفذها النظام الأردني آنذاك بحق المقاومة الفلسطينية عندما كان الأسد الأب آنذاك وزيرا للدفاع...

أولاَ_فور استلام حافظ أسد السلطة تم اتخاذ اجراءات سريعةغير معلنة تندرج في إعادة تنظيم العلاقة مع المقاومة الفلسطينية بإبعاد قواعد الفدائيين عن خطوط التماس مع العدو في الجولان و سفح جبل الشيخ والتي كانت سلطة البعث السابقة قد سمحت للفدائيين بإقامتها إثر هزيمة 1967 , واستبدالها بقواعد شمال مدينة دمشق تحت الرقابة الشديدة لأجهزته الأمنية, وحرَم على الفدائيين الاقتراب من مناطق التماس مع العدو وأذكر أنه إن سولت لإحدى المجموعات لها نفسها بمحاولة استطلاع قوات العدو لاستخدامها في تنفيذ عملية فدائية يكون مصيرها أقبية النظام وتعذيب جلاديه, والتوقيف الطويل أحيانا في الوقت الذي لم تكن أجهزة النظام الأمنية قد استشرست كل الاستشراس الذي حدث فترة الثمانينات..أذكر أنه قد تم القبض على بعض العناصر الفلسطينية في تلك الفترة لأنه تم إلقاء القبض عليهم أثناء زيارة عائلية عند إحدى العائلات التي تقطن قرى الجولان...

ثانياَ_منذ وصوله للسلطة اتخذ النظام الجديد إجراءات استبعاد قبول تطوع العناصر الفلسطينية في سلاح الطيران السوري والتي اتسعت فيما بعد لتشمل أي مواطن يشك بولائه للنظام من السوريين حتى أنها في الفترة المتأخرة أخذت شكل استثناءات طائفية...

ثالثا_وفق اتفاق فض الاشتباك بقيت جبهة الجولان هادئة وآمنة وباردة لدرجة الصقيع لغاية كتابة هذا المقال تعبيرا عن التزام حرفي بالمواثيق منقطع النظير بشهادة العدو نفسه, بالرغم من التحرشات التي لم تنقطع من قبل العدو الصهيوني واعتداءاته, وبالرغم من ضم الجولان قانونيا للكيان الصهيوني وبالرغم من سياسة الاستيطان , هذا إلى جانب أن النظام حاول أن ينقل ساحة تحرير الجولان إلى لبنان وجنوبه ومن خلال وكلاء لبنانيين وفلسطينيين...

رابعاَ_إن الوظيفة التي أوكلت للنظام عام 1976من أطراف الإحتكار العالمي ووكلائه بالمنطقة وبرضا صهيوني بالقضاء على البرنامج الوطني لإنهاء الطائقية السياسية في لبنان, وتحجيم المقاومة الفلسطينية التي تعاظم دورها آنذك, هو الدلالة الأكثر وضوحا للاستدلال بها وليس المصافحة العابرة..

خامساَ_إن السياسة التي اتبعها النظام داخليا عبر انتهاج سياسة القمع التي اتخذت في بعض فتراتها أشكالا فاشية وتصفيات طائفية من خلال مجازر جماعية أو تصفيات فردية أو زج الناس في متاهات سجونه وأقبيته وفروعه الأمنية وما ترتب عن هذا من مفقودين ومشوهين جسديا ونفسيا ومحرومين من حقوقهم المدنية والعسكرية, وتحويل الكتلة البشرية إلى عبيد مخبولين بسبب الخوف والحقد للدرجة التي دفعت الأكثرية الصامتة من الكتلة السكانية أن تتمنى الخلاص من هذا النظام على الطريقة العراقية..من هذه السياسة يستدل على الحدث وليس المصافحة...

سادساَ_إن ما قام به النظام على الساحة اللبنانية خلال فترة وجوده فيه واتباعه نفس السياسة التي انتهجها داخلياَ بحق المواطنين السوريين, من نشر مخابراته لترهيب أهله , وسياسة النهب والسلب والتهريب وتجارة المخدرات وتصفيات أو اعتقال المعارضين لسياسته من اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في لبنان, وصل به الأمر لتحديد مرشحيه البرلمانيين ورئيسه ورئيس وزرائه ,حتى أنه وبالتعاون مع حلفائه الإيرانيين و قوى لبنانية معينة ذات صبغة مذهبية معينة احتكروا ساحة العمليات ضد العدو الصهيوني وإغداق المساعدات العسكرية واللوجستية لهذه الفئات, وحدّوا من حرية حركة القوى الوطنية الأخرى وحاصروها...هذا هو الاستدلال وليس المصافحة..

سابعا_إن ما قام به النظام وبذله المساعي لشق القوى الفلسطينية على إثر غزو الكيان الصهيوني للبنان, واستقواء أطراف منهم على الآخر ودفعهم للاقتتال الداخلي والتصفيات المتبادلة والسعي الدؤوب لامتلاك الورقة الفلسطينية لابتزاز قوى الاحتكار العالمي والكيان الصهيوني بها, وإنجاز ما عجزت إسرائيل عن القيام به من إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية على الساحة اللبنانية نهائيا من خلال معركة طرابلس, التي دفعت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية دفعا إلى البحث عن مخرج أتفاق أوسلو سيء الصيت, بعد أن سدت كل الآفاق والسبل بوجه المنظمة من متابعة خيار الكفاح المسلح بعد أن حرمت قواتها العسكرية من التواجد في قواعد قريبة من العدو وحرية الحركة لتنفيذ عملياتها..

ثامنا_ إن النظام السوري هو السباق قبل إسرائيل وأمريكا في محاولات التخلص من أبو عمار, وعبر محاولات متكررة لاغتياله, ولما عجزت عن تصفيته جسديا حاولت قبل أمريكا واسرائيل تصفيته سياسيا, عبر محاولات متكررة لإنشاء منظمة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية, ولما فشلت بهذا وذاك حرّمت عليه بقرار من الأسد الأب الأراضي السورية...

إن هذه السياسة التي اتبعها النظام منذ اغتصابه السلطة في سوريا هي التي يمكن اعتمادها كدلالات لتقارب النظام مع الكيان الصهيوني وليس المصافحة, إن الدور الوظيفي الذي قام به النظام وكل الأنظمة العربية التي على شاكلته على أتم وجه من خلال السياسة التي قدمنا هو الذي أوصل المواطن السوري والفلسطيني واللبناني والعربي ككل للتسليم بالخلاص أنَى يأتي, وللتعامل بكل السلبية التي نرى كأطراف معارضة سورية أم عربية بقضاياه الحياتية اليومية والسياسية والمصيرية.......



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - شعور الغربة والوحدة
- حوارية
- قصة قصيرة
- سفر التغريبة في ظلال الوجه الذي لم تكتمل ملامحه بعد
- المرأة في سورية والإعتقال والقهر السياسي
- رأي حول خطاب الرئيس السوري أمام ما يسمى مجلس الشعب
- رسالة تضامن مع المتحدث الرسمي لحزب الحداثة والديموقراطية لسو ...
- معلمتي الصغيرة ...دعاء الفلسطينية
- كابوس......
- قصة قصيرة جدا.......
- من ذاكرة معتقل سابق20
- يا يا يا سيزيف
- قصة قصيرة جدا..........
- قصيدة نثرية........ حبيبتي الصغيرة
- قصة قصيرة جدا.............عهر
- من ذاكرة معتقل سابق 19
- قسم
- خاطرة .. حزن
- من ذاكرة معتقل سابق 18
- قصيدة نثرية ... حب


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني