أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود جلبوط - مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء الحوار المتمدن لليسار الديموقراطي في العراق















المزيد.....

مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء الحوار المتمدن لليسار الديموقراطي في العراق


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 08:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لو أطل مواطن شرق متوسطنا الحزين ورهين المحبسين: الإستبداد من جهة ومطامع الإحتكار العالمي والصهيوني من جهة أخرى,لو أطل على المشهد العراقي لأصابه الإحباط هذا إن لم نقل اليأس , وهو يراقب عاجزا كيف ينفرط عقد الوطن و لحمة المجتمع عبر اللبننة والمحاصصة الطائفية والأثنية وإقامة كل أنواع العلاقات البينية الما قبل مدنية بين سكان هذي الرقعة الجغرافية التي كانت تسمى عراق , والتي تحاول القوى المقررة و المسيطرة فيه إقامة العلاقات بين الناس ليس على أساس المواطنة أو على أساس صياغة عقد إجتماعي جديد بعد انهيار العقد السابق بل على أسس الكولونيال وانفراط الوطن والمجتمع وعلى أساس قروسطي ما قبل مدني . إن الوضع الكارثي الذي آلت إليه الأمور في العراق بعد سقوط النظام الاستبدادي الوكيل لقوى الإحتكار العالمي على أيدي المعلم الكبير مباشرة واستبداله بشريحة قزمة مسلوبة الإرادة وعميلة نأسف أن يكون بعضها قوى محسوبة على قوى اليسار, إن هذا الوضع يدفع المواطن في العراق أو في الأقطار المجاورة له والتي ما زالت ترزح تحت حوافر الإستبداد إلى استنتاج كارثي فظيع تحاول قوى الإستبداد تسويقه لديه وهو:
1- إن ديمومة الإستبداد والقمع واستباحة المواطن ونهبه واستباحة كرامته هي الضمان لوحدة التراب الوطني(ولو كان جزء منه محتل) وضمانة للحفاظ على اللحمة والوحدة الإجتماعية( ولو كان هناك ما هناك تحت الرماد) ومنعا لخوض صراعات على أسس طائفية أو قومية شوفونية أو أثنية وتمزيق الوطن على مقاسات أجنداتها.

2- إن التغيير الديموقراطي خطر على الوطن والمجتمع وفرصة سانحة أن تنفلت قوى الظلام وقوى الإرهاب بكل أنواعها من معاقلها فتنهال تكفيرا وتصفية وإقصاءا لكل الحريصين على الوطن ومصالحه وعلى أي محاولة لقيام وطن بكل معنى الكلمة وحماية سيادته, أو صياغة عقد اجتماعي مدني بديل يصون المجتمع وأفراده ويؤسس لعلاقة مقوننة عبر دستور متفق عليه تحفظ الفرد والمجتمع وتحمي مصالح الناس بكل فئاتها ومشاربها.

من الذي سبق تتصور قوى الإستبداد , واستنادا إلى المثل العراقي الذي حاولت قوى الإحتكار العالمي تقديمه نموذجا لشعوب المنطقة ومنارة لها , أن ليس هناك للمواطن الصالح لديها سوى الإختيار بين خيارين لا ثالث لهما : إما القبول باستمرار الإستبداد بعد تجميله ببعض الإجراءات التنفيسية الضرورية لإعادة إنتاجه وإنتاج علاقاته ومفاهيمه و بالتالي سدّ ثغرة إمكانيات التغيير الداخلي الوطني الحقيقي....أو القبول بالتغيير الأجنبي من قبل قوى العولمة الأمريكية الصهيونية أيضا بعد القيام ببعض إجراءات التجميل للنموذج العراقي المتعثر لإعادة إنتاج العلاقات الكولونيالية وأيضا لسدّ ثغرة التغيير الشعبي الحقيقي لقوى الداخل صاحبة المصلحة في التغيير.
لقد راقب المواطن العراقي والجار العراقي بعينه كيف أن قوى الظلام الطائفي والمذهبي لم تهتم لما حدث من تخريب وتهريب ونهب للتاريخ وللآثار العراقية من المتاحف والمراكز الثقافية بل على العكس فإن بعض هذي الآثار ربما كان من وجهة نظر قوى الظلام هذه تعتبر رموز وثنية فلم تهتم لحمايتها وربما شاركت في تحطيمها,ومن ناحية أخرى أيضا لم تهتم قوى الكولونيالية المقرفة بعمالتها للغزاة ولا القوى الغازية إلا بنهب الثروة, بل ومن خلال أطماع جنودها في المال وأطماع وكلائها المحلييين سعت هذه القوى بيع التاريخ والآثار للمتاحف الخارجية الدولية في محاولة لإعادة هذا البلد الحضاري لعهود الظلام الدامس. ولاحظ المواطن أيضا أن هذه القوى لم تهتم لأمنه ولحياته فهدرت بالآلاف حياة المواطنين, ولا أهتمت للقمته الكريمة فبات العراقي العادي مالك ثاني إحتياط نفطي في العالم يعاني الجوع والقحط والحياة بلا كهرباء وبلا ماء صالح للشرب.
إن هذه النتيجة الكارثية التي بذلت قوى الإستبداد المحلية والعالمية لإيصال المواطن إليها عبر عشرات السنين من القمع الرهيب وعبر سياسات وإجراءات وممارسات إمبريالية باتت معروفة للجميع هي الإعاقة الأولى والأساسية التي تواجهها قوى اليسار الديموقراطي بشكل خاص و القوى الوطنية للتغيير الديموقراطي بجميع أطيافها بشكل عام عبر أجندات الداخل ومصالح الداخل .
إن شدة قهر الإستبداد الماضي في العراق وغير العراق لا يقدم لقوى اليسار الديموقراطي فيه أو خارجه عذرا لعجزه وتفتته ووقوفه موقف المتفرج والنادب حظه أو انضمام بعض أطرافه لجوقة المحتل من العملاء, فلقد عرفت مناطق أخرى من العالم في أمريكا اللاتينية والجنوبية وأفريقيا وأسيا إستبدادا شبيها بل أشد أحيانا وتدخلا مباشرا مبكرا من الإمبريالية الأمريكية في جمهوريات الموز أو قصب السكر السابقة أو فيتنام وكمبوديا لكن قوى اليسار هناك أفرزت دائما ثورات و احتجاجات جماهيرية.
إن اللحظة الحاضرة في المشهد العراقي هي وليدة اللحظة الماضية ولا يمكن إستقراء اللحظة المستقبلية دون تحليل عميق للحظة الماضية والوقوف قليلا عند اللحظة الحاضرة.لنتغاضى عن الموقف السلبي الذي ساد قوى اليسار الديموقراطي قبيل سقوط الإستبداد,ولنتغاضى عن الطريقة التي تمت بها إسقاط الإستبداد ولنقف عند اللحظة الحاضرة ونناقش ونسأل على من يعوّل المواطن في العراق للخروج من الأزمة ؟ وعلى من يعوّل لإنجاز المرحلة ما بعد إسقاط الإستبداد ؟
إن المواطن في العراق يتطلع إلى الخلاص وإلى الأمن والأمان وإسترجاع السيادة وطرد المحتل وتحسين لقمة العيش,وقد أدرك أن هذا لا يتم عبر القوى المتحكمة في العراق الآن من القوى الطائفية والمذهبية والقومية الشوفونية ولا عبر قوى الكولونيال للبرالية الحديثة العميلة للأجنبي,بل عبر القوى الوطنية الديموقراطية التي تمثل قوى اليسار الديموقراطي فصيلا اساسيا فيه, بعد أن شاهد بأم عينه ما تحمل القوى الأخرى من أجندات للتغيير في العراق ,على أن تتقدم إليه هذه القوى وتبادر, وتحدد هويتها وتؤسس لمشروعيتها لدى المواطن, ولكن كيف؟؟
كيف يمكن لقوى اليسار الديموقراطي العلماني تحديد هويتها؟ هل من خلال تسميتها فقط؟ وكيف تؤسس لمشروعيتها في اللحظة الراهنة السائدة في العراق؟
إن تحديد الهوية يتأتى من خلال التنضد الإجتماعي الوطني , وتحديد من هو الذي سنكون حاملا إجتماعيا له في التشكيلة الإجتماعية , تحديد مع من , وضد من,و من نمثل . من خلال تحديد الحليف ونصف الحليف , والصديق ونصف الصديق, والعدو ونصف العدو. ما هي السياسة التي نوافق عليها والتي لا نوافق عليها , كل هذا يدفع القوى إلى الموقف الفكري المحدد والغير مميع, وسهولة تحديد الموقف السياسي المتخذ والذي سيتخذ.
بعد هذا تحتاج القوى اليسارية الديموقراطية لتأسيس مشروعية لها لدى الفئة الإجتماعية التي تعتبر نفسها ممثلا لمصالحها والتي أرى من الحكمة أن تشمل القطاع العريض من الشعب. ولكن كيف يمكن تأسيس مشروعية لدى الشعب في بلد يرزح تحت الإحتلال ويتحكم بمقدراته مع وكيله الكولونيالي؟ هل من خلال الإنخراط بأجنداته ؟ أم من خلال التسليم للفرز الذي أقام العلاقات البينية على أساسه ؟ أم عبر القبول أن نكون يساريين في المثلث السني , ويساريين في الجنوب العراقي الشيعي , ويساريين في المنطقة الكردية ؟ ويساريين للمنطقة التركمانية , ويساريين للمنطقة المسيحية الآشورية أو السريانية ؟ هل من خلال التصالح والتأقلم مع وجود المحتل ؟ أم من خلال الدعاء لخروج المحتل ؟ .لا نرى بدا لتأسيس هذه المشروعية أولا في التصدي للإحتلال وبذل كل الجهود والوسائل لطرده خارج البلاد وطرد وكيله الكولونيالي من السلطة لكي لا تتكرر المأساة ويعاد إنتاج الإستبداد , وثانيا من خلال التصدي للمشروع الطائفي والأثني والإرهابي الذي يجري من خلال سياسة المحاصصة والإقصاء لكل ما هو وطني لا طائفي لا إثني لا شوفيني.
على قوى اليسار الديموقراطي إذا أرادت الخروج من الحالة السلبية التي هي فيها التي تتجلى عبر العجز والدفاع عن النفس, والإنتقال إلى الحالة الإيجابية والهجومية, أن تعمل وأن تخرج من سلبيتها في الإكتفاء بالمراقبة منفعلة لا فاعلة , وأن تدعو لتجميع القوى ذات المصلحة المشتركة ولمواجهة كل المشاريع المعادية التي تحملها أجندات الإدارة الأمريكية في عصر إمبراطوريتها للمنطقة . و لكي ترى نتيجة إيجابية لأعمالها وجهودها أن تتداعى إلى عقد مؤتمر عام تدعو إليه كل القوى ذات المصلحة في طرد المحتل وعميله , وذات المصلحة في الحفاظ على الوطن ووحدته ولحمته الإجتماعية في ظل نظام ديموقراطي دستوري يفصل الدين عن الدولة والدولة عن إستغلال الدين أو قمعه , تتبنى هذه القوى برنامجا مرحليا تتحد تحت ظلاله لإنجاز المرحلة القادمة في طرد المحتل ولتمهد لمرحلة قادمة تبذل فيها الجهود من خلال حوارات مكثفة بين أطراف الكتلة الإجتماعية للإتفاق على عقد إجتماعي جديد يبني لعلاقات مستقبلية بين المواطنين بكل إنتماءاتهم الفكرية والدينية والإثنية والسياسية.

******************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟
- هل نصغي بما يكفي لأطفالنا ؟؟
- ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي
- قصة قصيرة جدا...
- شعر....وبالذاكرة نقاوم
- من ذاكرة معتقل سابق 21
- زمن العولمة........زمن الكوليرا
- رسالة إلى صديق..
- حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني
- قصة قصيرة - شعور الغربة والوحدة
- حوارية
- قصة قصيرة
- سفر التغريبة في ظلال الوجه الذي لم تكتمل ملامحه بعد
- المرأة في سورية والإعتقال والقهر السياسي
- رأي حول خطاب الرئيس السوري أمام ما يسمى مجلس الشعب
- رسالة تضامن مع المتحدث الرسمي لحزب الحداثة والديموقراطية لسو ...
- معلمتي الصغيرة ...دعاء الفلسطينية


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود جلبوط - مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء الحوار المتمدن لليسار الديموقراطي في العراق