أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - وتشرق الشمس من جديد














المزيد.....

وتشرق الشمس من جديد


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


عندما أتيت حلماَ ما بين حدود القلب وخفقان الوطن

كرؤية وليّ ليلا في نومه تجليت...أشرقت شمسا

ولما تعانقت خيوط حروفنا على صفحة الليل

عرفت أنك هي أنت.. فاحترق القمر....

وأدركت أناّ قبل نهاية التاريخ عبر التاريخ مرارا التقينا

هناك على الشّاطيء الأسطوري الواصل بين كنعان وأثينا

حيث كانت فينيقيا تمد يدها على طول الساحل وحيفا

تفتحتِ زهرة ندية وسط الكمائن والانفجارات ونفس أبية

يومها سموك دلال المغربية و سموني عبد الله الارهابيّ

و لما نزلت من البحر تصاعد دخان ساخن يعلن عنك

ويعلن بدء الولادات القسرية

فانكسر روتين الزمن

وعمت الفوضى (اللا خلاقة) في حيفا فسحة المكان...




عندما صارت كلماتنا تدب متعثرة على صفحتنا حدود الفجر

وحملت لي بين كفيك الرقيقتين زهرة عباد الشمس

عرفتك من يديك..وكنت قبلها غبٍِشاَ عنها وعنك

يلهثني الزمن, وتحوّّّمني مئات الأسئلة

ترى أين التقينا ؟؟أين تصافنا؟؟وأين جال الزمن فينا

علّه هناك, في أفاميا حيث ينبت عطر الليل و الفتنة

هناك, زفكِ البحر إلي حورية فاتكأتِ على جذع تفعيلة

من قصيدة, يومها كانت أحلامنا تسكن جزرا بيضاء

وقاربنا من زعفران وياسمين وزعتر....




عندما التقت نظراتنا خريفا في صفحتنا وحارت عينانا

وتساءلت إن كنت هي أم كنت أنت

ولكني أدركت أنّا تصادفنا تحت إحدى العرائش

حيث ارتفعتِ مئذنة يجللك الأخضر من جهاتك الأربع

كنت تحملين ناقوسا قديما تدندني على إيقاعه نشيدا

لم يكن يسكن المدينة بعد حينها لا مسلم ولا يهودي ولا نصراني

كان يقطنها السريان ومن ساكنيها اشتقّ اسمها

كانت تقدم لعابري السبيل رطبا وماءا عذبا

هناك التقيتك تستحمين في شفاف الرؤيا

تبين من تحت ثوبك نهداك بحلماتها النافرة

كان اسمك يومها شام وكان اسمي كنعان....




عندما استحالت كلماتي قصيدة أحبك على صفحتنا

واستحالت على شفتيك أغنية (أحبك أكثر)

ضممتك إليّ عنوة , فعبقت رائحة الليمون فيّ

وأدركت أنّا على حدود حصار المدينة تلاقينا

غادرها درويش ممطرة في قصيدته وغنت ماجدة حصارها

هناك, تعلمت كيف أشرب قهوتي الصباحية

وكيف أغازل النساء وأنام في مخادعها

وكيف أكون مقاتلا

سموك فيها سناء المتحيدلة في دمك وسموني عليا...




عندما راحت حروفنا ترقص على صفحتنا نشوى بلقائنا

عرفتك, وأدركت أنّا قبل الآن مرات كثيرة تصادفنا

هناك في مدينة لاتينية من أصول هندية

في بوليفيا حيث كدت تنغرسين شجرة خضراء فيّ

كانوا ينادونك كرستينا وينادوني جيفارا الارهابي ....




عندما راحت حروفنا تكوّن جملا أنظم منها قصيدتي

صارت نشيدا أمميا تجمع في قوافيها حيفا وباريس وبيروت وهافانا

أدركت أنا قبل الآن في مدينة القت بنفسها أقصى الجنوب تلاقينا

كنت في العراء تستلقين , وعلى صفحتي إغراءاَ تنعكسين

حيث كنت تنتظرين هطول الأمطار الموسمية

آتي أنا مترددا , فأحتسيك , وأهطل عليك شهوة وعشقا

لتلدي لنا أطفالا نضفي عليهم ملامحنا

نسكنهم أنغام معزوفة لموسيقار افريقي لم تنله بعد يد الشهرة

و بعد أن انطفيء فيك استلقي بقربك نغمغم كلمات طرية

فأحدثك عن الاطفال الجوعى في انغولا ونيجيريا

وعن الأطفال المشوهين في فيتنام ونيكاراغوا و كمبوديا

وعن الأطفال القتلى في العراق وفلسطين ولبنان

عن ممالك الذعر حيث يموت الفرح انتحارا أو بسيارة مفخخة

عن الشمس التي قرصنوها من سمائنا لتغرب في سمائهم

وعن الأمل الذي اغتالوه الفايكونغ من مدننا الشرقية

حيث يقطن الأنبياء في حضرة الله, وينمو الشعرُ

لأن مدنهم الرجيمة تكره الفرح وتحقد على الشعراء

وتكونين أنت منشغلة عني بما يشبه النبوءة...

لا بد للأحداق المسكونة بالرعب والأمل أن تتسع

ولا بد للشمس أن تعود إلى مدننا لتشرق من آسيا

ومن تحت البشرة السمراء, وجلودنا

ومن بين أنقاض المدن التي هدمتها حروبهم

تنطلق مسيرة لتعلن بدء الولادات الطبيعية

تعيد لنا بعد رحلة عصيبة موسيقانا وأغانينا

يندلع انفجار يكون فاتحة لمسيرة لا تنتهي

حتى نصل مواسم الفرح القزحية......




عندما تشابهت ألوان حروفي مع ألوان حروفك زهرية في صفحتنا

وخرجتِ إليّ ندية كالآذان ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود

أدركت أنا على حدود كل الأزمان والمكان تلاقينا

فحملتكِ عاليا يجللك الشبق العسلي في عيوني

وغنيت لك ببحة صوتي الشرقية كل الأغاني

وهمت بك فرٍحا وهمت بي, وخرجنا من أسر صفحتنا حبورا

وأيقظ غنانا الإشتهاء فينا عبر السماء واحتفلت الملائكة بنا

ورحنا نتوالد أحلاما و للوطن إشتهائا

وافترشنا أرصفة السماء فأمطرتنا أماني

فصاروا ينادوك هناك ثورة وصاروا ينادوني فدائيا...



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الحوارية...وحديث العيون
- الديموقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- قضية العرب الأولى ..قضية فلسطين
- العالم قرية صغيرة
- مصلحة الشعب الفلسطيني
- غزة … المنعطف المجهول
- شعر..لصديقة من الوطن
- أحداث غزة واتفاق القاهرة …
- اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة …
- رأي في العمل السياسي
- مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء ا ...
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟
- هل نصغي بما يكفي لأطفالنا ؟؟
- ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي
- قصة قصيرة جدا...
- شعر....وبالذاكرة نقاوم
- من ذاكرة معتقل سابق 21


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - وتشرق الشمس من جديد