أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الهادي قادم - قالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة














المزيد.....

قالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة


الهادي قادم

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 19:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


   شاهدا كنت حينما بكوا حطامك بشفيف الدمع على غد زنجية
وعندما نخر صداء صوتهم جروح فيك سكنت القلوب الأبنوسية
توشح محيائهم حداد الارامل وكانوا يحضنون في صدورهم أحلام قمرية
هاجرت نوارس احبتهم قسرا مكرهين الى أقطارا وأصقاع كونية
فذبلت معها قرنفلات السياج و لم يتبقى  لهم بعدما رحلوا ،الا الذكرى و مر الهزيمة
لا رسوخ جبالك يكبحهم فيك يا مطمورة الغضب منزوعة الفتيلة
ولا جفاف شتائك يطردهم منك يا نبع الحضارة الافريقية
لماذا كلما ارتدوا ثياب الافراح للطيران في سمائك مرحين يمزقهم الطغاة بنوايا شريرة ؟
ولماذا كلما زارت احدى الغيوم الممطرة ارضك تطردها الرياح والعواصف الشرقشمالية
لقد أشعل التاريخ أرواحنا فيك شموعا بهيبة من غرسوا المسلات العتيقة
و أطفأتها البداوة فينا ويا للاسف بوحشا ينادوه آيات وسماحة شريعة ..!
أتعبنا الرقص فرا وكرا منك و اليك يا أيتها الصامدة فينا نيلا واهرامات
 يشهد لها الصحراء  شمالا حتى جذورها جنوبا في البجراوية
و يا أيتها المهدورة عند من سرقوك و قطعوك اربا اربا بالسيوف الدخيلة
أوقات نترنح مخمورين في تجاويف عقولنا الحرة مسلوبة الهوية
وأحيانا نتنسك في كهوفها التي لم تدخلها بعد , ذئاب القبيلة
ولكن سرعان ما ينسف الاجلاف تأملاتنا فيك بوابل من الذخيرة يا حبيبة
ياما سرحنا  بأبقارنا وأغنامنا في قيزانك الخضراء الظليلة
وحلمنا ان نمسح غباش وجهك يا مهد طفولتنا الأولى,
بمناديل الشامخات بناتك يا جميلة
حلمت ليلتها .. بأننا تسابقنا مع الصبح ركضا اليك لنفديك بدمائنا
حتى لا يطفئ الحرب شموع ليالينا اليتيمة
ولكن  مطرقة الرعب كانت الأقوى,
فأربكنا الحال عندما رأينا الكهنوت يخطف شعاراتنا رهينة
ويدفن الموت في توابيت أوردتنا والخراب يعلق على جيد السمراء تميمة
تملكني الخوف وهم فيك يا وطني بجلدهم  براءة الفتيات بسياط الفاحشة و الرذيلة
لقد حرقوا أغشاش الفقراء المنور  فيك يا حبي
باسم من عقر الحكمة و أحتكر منابر الرأي وصد الفضيلة
غرسوا أنيابهم في عنقك غدرا وامتصوا دماءك بحقد الثأر للعشيرة
ففرقونا برياح الكراهية وسمومها و سلخوا السلام من وجوهنا
وقالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة
وكسروا الاخاء بيننا لشعاب قبائل وجوامع وكنائس
لولا اعداء السلام للحمتها عواصر الوطنية
قسموا رؤوسنا على موائد المشايخ الاثنية
و ربيباتها من مذهبية ودينية
أقسم بك يا بلد لقد سئمنا حياة الذل والقهر
وارواحنا مشدودة للرحيل و صوتنا صادح بالحرية
قالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة
فلو كان كذلك اذا وجب علينا
رفع ما اسقطه لنا السماء من شريعة لسماءها بيدينا القديرة
سنتبخر شيبا و شبابا  لبلوغ الحرية ..
سنتبخر كمياه المستنقعات والعرق النازف من جلد الفلاح الضحية
وسنتكثف في عليا العالي هناك كالسحب معتد بذاتها السائرة بعرين الحرية
وسنعبر الصحاري والغابات والانهار وسنصعد أمواج البحار والجبال بخفة و سنهطل اينما شئنا و لم نشئ في واحات النخيل هنا أو هناك على التلال البعيدة و ان نزلنا اليك يا بلدي في احدى الفصول الخريفية سننزل كالصاقعة على تماثيل الهمجية وخيرا على الضعفاء الجوعى والابطال من رفاقنا دعاة التحرر والانسانية
لقد ضجرنا حديث الالهة وسوف لن نركع ونهان ولو جبرنا
بحد السيف ان نؤمن بما قالوه لنا بان هكذا قدر ودبر لنا الحياة في البسيطة



#الهادي_قادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لما لا تغامر
- أصل الشرور بين التعاطف مع المعتدلين و غض الطرف عن جذور المتش ...
- كابوس أول الفجر
- و مازال ليلي برد و سهاد
- التوهان
- مزمار الاندثار
- ستتحاور الألوان
- القرنفلة السمراء
- انا وصاحبي والقمر
- قصيدة أركاماني
- صماء
- في ماذا الاستغراب
- ضد النوستالجيا
- الى متى تشفير النساء ؟
- أعتقيني فأنا لست الا انسان
- خرافة الانسان و براءة القردة
- غريب أعرفه ولا
- تقرح روحي ووطني
- حكايتي
- سرطان الأرض


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الهادي قادم - قالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة