أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - حقوقنا النهرية والبحرية














المزيد.....

حقوقنا النهرية والبحرية


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقوقنا النهرية والبحرية
مقارنة مؤلمة بين مياه مصر ومياه العراق

كاظم فنجان الحمامي
لا فرق على الإطلاق بين مياه النيل ومياه الفرات، ولا فرق بين سواحل الإسكندرية وسواحل خور عبد الله، ولا فرق بين دلتا دمياط ودلتا شط العرب، فالجغرافية هي نفسها بكل عواملها الطبيعية، والبحر هو البحر، والنهر هو النهر. لا اختلاف بينهما من حيث الجريان والتدفق، ومن حيث الخطوط الملاحية، أو السواقي الإروائية، أو الملامح السياحية، لكن التطلعات المستقبلية السيادية هي التي تختلف من بغداد إلى القاهرة، ومن البصرة إلى الاسكندرية.
ربما تكمن نقاط الاختلاف في حجم الحرص، الذي عبرت عنه مصر بقوة، عندما تمسكت بحصصها المشروعة من الاطلاقات المائية المتفق عليها مع دول الجوار، وتكمن أيضاً في حرص مؤسساتها الذكية التي بسطت نفوذها على ممراتها الملاحية، ومدى استعدادها للدفاع عن امتداداتها البحرية المتشعبة في جرفها القاري وبحرها الاقتصادي.
فعلى الرغم من المسافة البعيدة، التي تفصل مصر عن جزيرة قبرص في حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تصل إلى (545) كيلومتراً، وعلى الرغم من المسافة الهائلة التي تفصلها عن اليونان، والتي تقدر بنحو (1143) كيلومتراً، نرى أنها حرصت أشد الحرص على ترسيم حدود المنطقة البحرية الفاصلة بينها وبين قبرص واليونان، فضمنت سيادتها البحرية المطلقة على جميع مسطحاتها المائية، وضمنت سيطرتها الكاملة على حقل (لفياثان)، الذي يُعد من أكبر حقول الغاز في كوكب الأرض. بينما نرى العكس تماماً في الجانب العراقي، فقد قدمت حكوماتنا المتلاحقة تنازلاتها السخية، وأهدتها إلى دول الجوار على أطباق من ذهب، من دون أن تطلب منها دول الجوار ذلك، فامتلكت إيران زمام السيطرة على نصف شط العرب بمعاهدة 1975، وتحول اسمه إلى (أرفند رود)، ثم زحفت إيران غرباً باتجاه خور عبد الله مستفيدة من ظاهرة الإرساب والترسيب، حتى اقتربت لمسافة عشرة أميال بحرية فقط من الحدود البحرية الكويتية الزاحفة شرقاً نحو مدخل شط العرب، ثم بسطت الكويت نفوذها على قناتنا البحرية الوحيدة المارة عبر خور عبد الله. فانكمشت سواحلنا شيئاً فشيئاً نحو الداخل، وأصبح العراق بلا سواحل، وذلك بفضل السياسات الغبية التي استبعدت خبرائنا البحريين، وسارت وراء مخططاتها الطائشة.
الطامة الكبرى أن الأمر نفسه تكرر مرة أخرى بسبب هذا الغباء المركب، الذي انفردت به الحكومات العراقية، فسمحت لتركيا بتشييد (22) سداً مائياً جباراً في هضبة الأناضول، لمنع تدفق مياه دجلة والفرات نحو سهولنا المتصحرة، وفعلت إيران الشيء نفسه عندما حوّلت مسارات نهر الوند نحو الداخل لتحرم بساتين (ديالى) من استحقاقاتها المائية، في حين لم تكن ردود أفعال العراق بمستوى الكارثة البيئية والزراعية والإروائية التي عصفت به، وأودت بمياهه البحرية والنهرية، بينما وقفت الحكومة المصرية بقوة ما بعدها قوة بوجه مشروع سد (النهضة) الذي فكرت أثيوبيا بإنشائه على نهر النيل، وهددت بقصف السد ونسفه بالكامل بسلاح الجو المصري.
يا للهول. شيدت تركيا (22) سداً ولم تحتج حكومتنا، وفكرت أثيوبيا ببناء سدها اليتيم فثارت ثائرة مصر، ووجهت لها أقوى صفعاتها، ثم ضيقت عليها الخناق حتى جعلتها تذعن لمطالبها، ومنعتها من التصرف كيفما تشاء. يقولون: ما ضاع حق وراءه مطالب. لكن الثروات السائبة تسمح لدول الجوار بسرقة ما تريد سرقته، والحديث ذو شجون.



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة الجامعة في زمن الضياع
- الله يستر من الجايات
- جياني شيشكيان تفضح البهلوان
- مشاريع الأتربة المتطايرة
- حكومات الدكاكين النفطية
- الإسلام دين الناس
- أنصار الإرهاب يفضحون أنفسهم
- ثورة الدب الروسي
- غاز العراق وألغازه العجيبة
- صفعات لا يتحملها النزيه
- هل نحن ظاهرة صوتية ؟
- سموم التراخيص النفطية
- السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة
- الأفضلية يصنعها أهل المروءات
- خطوط الشحن البحري ومنغصاتها المحلية
- صاحب شعار نفط العرب للعرب
- زعماء بعد منتصف الليل
- بيريسترويكا بنكهة الدولمة
- قراءة في سجل الربان الكبير عصام عمسو
- شطحة واحدة كلفتنا الكثير


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - حقوقنا النهرية والبحرية