أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - هل نحن ظاهرة صوتية ؟














المزيد.....

هل نحن ظاهرة صوتية ؟


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نحن ظاهرة صوتية ؟

كاظم فنجان الحمامي

ما أكثر الذين يولولون ويزبدون ويرعدون ويعربدون، وتصدح حناجرهم بالصراخ والضجيج في الأماكن المنعزلة وفي الفضاءات المغلقة، وما أكثر الذين يخنقون أصواتهم خلف أبواب بيوتهم الموصدة، ويبددونها في المقاهي والمجالس الخاصة، التي لا يراهم فيها أحد، ولا يسمعهم فيها أحد. من دون أن يفكروا في الخروج ولو مرة واحد إلى الساحات والميادين، ليعلنوا عن تذمرهم وسخطهم على أوضاعنا المزرية. لا شك أنهم يمثلون ظاهرة صوتية خجولة، تطفو فيها التناقضات الاجتماعية على سطح الأحداث، آخذين بنظر الاعتبار الفوارق الكبيرة بين انفعالات الكلام الصادق المؤثر، وبين الثرثرة الفارغة، وشتان بين الهتافات الوطنية المدوية في التعبير عن الأهداف المصيرية، وبين همس الكلام المحبوس في أقبية الحسرات والزفرات.
لا شك أنهم يدركون إن الساكت عن الحق شيطان ملعون أخرس، ويعلمون إن جبهات التغيير والتصدي للفساد تتألف من ثلاثة خنادق متوازية، يخوض فيها الإنسان صراعه المصيري الأول في جبهات المواجهة بالأيدي، ويخوض صراعه الثاني بلسانه، وقد يلجأ لخوض الصراع بصوته الغاضب، ليعلن عن سخطه ورفضه لكل أنواع الفساد والطغيان، أما الذين يتعذر عليهم الوقوف في الجبهتين الأولى والثانية، فهم الذين يمتلكون من الإيمان أضعفه، ويخشون المواجهات المباشرة.
أما إذا تراجعت خطوط الجبهة الأولى نحو خنادق الأصوات العالية، وزحفت نحوها خطوط الجبهة الثالثة الصامتة، وتوحدتا في جبهة صوتية واحدة في مواجهة الباطل الذي فقد حواسه كلها، فعندئذ يتحول المهمشون إلى ظاهرة صوتية غير مسموعة، وغير مرئية، وغير مؤثرة، وغير واضحة الأهداف والملامح، فالزوابع الرعدية غير الممطرة سرعان ما تهدأ وتخفت أصواتها، وسرعان ما تنقشع سحبها العابرة، من دون أن تروي الحقول التي ظلت تنتظر بشائر غيثها من دون جدوى. حتى طال انتظارها في ظل الحكومات التي فقدت مروءتها، وفقدت صلاحيتها، وتشبثت بكراسي السلطات، الملوثة بإفرازاتها الفئوية والطائفية والعرقية.
من المفارقات العجيبة في هذه المنعطفات التاريخية الحرجة، إن الشعوب هي الكتلة الكبيرة المعرضة دائما للأضرار الفادحة، رغم أنها تشكل الأغلبية العظمى في المعادلات المصيرية، بينما تتألف الحكومات الجائرة من زمرة ضئيلة غير متجانسة، تلتف حولها بعض العناصر الوصولية والانتهازية، وبالتالي فأن الحسابات المنطقية تجزم بأن الطرف الأقوى في المعادلة هو الشعب، الذي ينبغي أن يفرض إرادته على الطرف الأضعف (السلطة)، بيد أن الظلم لا يعترف بالمنطق، ولا يؤمن بعدالة الموازين الحسابية. وهكذا طغى الأضعف على الأقوى في ميادين الحاكم والمحكوم، وتمادى الأكثر بطشاً على الأكثر عدداً. فهل نحن ظاهرة صوتية غير مسموعة، أم أن الطرف الآخر هو الذي أصابه الصمم، وتغافل عن مطالب الجموع الغفيرة ؟؟.



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سموم التراخيص النفطية
- السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة
- الأفضلية يصنعها أهل المروءات
- خطوط الشحن البحري ومنغصاتها المحلية
- صاحب شعار نفط العرب للعرب
- زعماء بعد منتصف الليل
- بيريسترويكا بنكهة الدولمة
- قراءة في سجل الربان الكبير عصام عمسو
- شطحة واحدة كلفتنا الكثير
- الشعب يريد إرضاء حكومة الملائكة
- الامتدادات الخارجية لحقولنا النفطية
- موانئنا ليست ساحة للعابثين
- الكلاب لا تخون أوطانها
- ثرواتنا في جيوب البنتاغون
- زيارة لقرية الوزير سين
- الأتراك ينقذون عظام جدهم. فمن ينقذ أجدادنا العظام ؟
- أم الأطباء وأم الخطباء
- من أرشيف الحركة الملاحية في شط العرب
- العراق وطن الجميع


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - هل نحن ظاهرة صوتية ؟