أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - العراق وطن الجميع














المزيد.....

العراق وطن الجميع


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق وطن الجميع

ليس العراق ملكا للمالكي وجماعته, ولا ملكا لعلاوي وبطانته, ولا ضيعة مجهولة المالك يلعب بها مسعود كيفما يشاء, ولم يكن كوكبا تائها في الأفق الشيعي, ولا وقفا من أوقاف السنة, ولم يكن في يوم من الأيام خاضعا لإرادة القوى الغاشمة, ولا تابعا لدولة ظالمة, فالعراق وطن الجميع, وبوابة الحضارة, ومرآة الإنسانية, وخزانة العلم, وقيثارة الفنون والآداب, ومثوى الأبطال, ودار الأئمة, ولا فضل لملوك الطوائف على أرضه ومياهه, مهما تكاثرت أعدادهم, وتشعبت أطماعهم, فهو وحده المهد الذي ولدت فيه السلالات البشرية كلها, وهو الذي كان له الفضل الأكبر على العالم كله, منذ العصور الحجرية الغابرة, وحتى زمن التقلبات السياسية المعاصرة, ويبقى العراق أقوم البلدان قبلة, وأعذبها دجلة, وأقدمها تفصيلا وجملة, لكنه وللأسف الشديد يمر هذه الأيام بما مرت به الأندلس على يد ملوك الطوائف, الذين انعدمت ثقتنا بهم لحد كبير, على الرغم من محاولات البعض لإخفاء أمرهم, وتجميل صورتهم, من باب التملق لهم, والخوف من بطشهم, كي لا تغرقه تياراتهم السياسية الهائجة, وتجرفه معها نحو الهاوية.
لقد بلغ الابتذال السياسي مبلغا عظيما, ضاعت فيه القيم والمبادئ, وغاب فيه ذكر الوطن والمواطنة, وتصاعدت نبرة الدعوة لتقديس الأفراد, وتمجيد الأشخاص على حساب ملايين الأصوات المغيبة, وعلى حساب المصالح الوطنية المشتركة, وتجاوزت الحماقات السياسية كل الخطوط الحمر, حتى وصل الطيش إلى مستوى المجازفة بالعراق, والتضحية بمستقبل أبناءه مقابل الرهان على فوز شخص بعينه, أو تألق قائمة بعينها, في ظل الديمقراطية الفوضوية المتعثرة, التي صار فيها العراق أشبه بسفينة تائهة بلا شراع, تتقاذفها الأمواج, وتوشك على الغرق في بحار لا قرار لها, فاللاعبون في هذه السفينة يتصرفون اليوم وكأنهم لا يعترفون بمفهوم المسارات الوطنية الصحيحة, ولا تهمهم الاستجابة لنداء الوطن لإنقاذه من مصيره المجهول, وحمايته من شظايا التدمير الشامل, فاثبتوا للقاصي والداني تمسكهم بمواقفهم السطحية التافهة, ودفاعهم المستميت عن مصالحهم الذاتية المحدودة, وتعنتهم في ترويج رغباتهم الآنية, في الوقت الذي تغيرت فيه لغة الخطاب الطائفي التحريضي نحو تفعيل الأفكار الساعية لتخريب العراق, وتفكيك مدنه, وتقسيم شعبه, وبعثرة ثرواته, وبات واضحا إن العقلية القروية الدكتاتورية هي التي تقود سفينة العراق إلى مركز الإعصار المرتقب, لكي تحطمها فوق صخور الشتات, وبات واضحا أيضا إن معظم الأطراف المتورطة في الصراع المتفجر خلف جدران العملية السياسية ترى بأن السلطة لها وحدها, وليس لغيرها, وترى إن لها الحق وحدها في رسم السياسة العامة للعراق, وإنها هي الأفضل والأكفأ والأقوى والأصلح, وغيرها لا يفهم ولا يصلح, حتى أخذتها العزة بالإثم, فرفضت نداء العقل والمنطق, بعد رفضها لنداء الدين والوطن, فدخل العراق في دوامة جديدة, اعنف وأبشع وأعمق من سابقاتها, وستقف القوى المحرضة على التل, كعادتها في كل مرة, لتوجه أصابع الاتهام إلى الشعب الذي غرقت سفينته في برك المهاترات, واغتالته خناجر المراهقة السياسية, وخذلته الوجوه الزئبقية المراوغة. .
والله يستر من الجايات



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - العراق وطن الجميع