أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟














المزيد.....

الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


اذا كان الادب في يوم من الايام ,ووقت من الاوقات هو خبز العراقيين المفضل , ورغيفهم المقدم ,فأنهم اليوم قد استبدلوا خبز الادب بخبز السياسة ,بغير ارادة منهم ,ولا اختيار من ذواتهم ,فقد ارغموا على ذلك ارغاما ودفعوا اليه دفعا ,والا فأن خبز السياسة لن يزيدهم الا اختلافا ولن يدفعهم الا الى مزيد من الجدل واللغو غير النافع والمجدي .ولا شك ان بلادهم اي العراقيين لو لم تتعرض لجملة من المصاعب والتحديات الداخلية والخارجية ,ولا شك انهم لو توافروا على طبقة سياسية واعية من دعاة محنكين وقادة نابهين ,لما اضطروا الى ذلك الخبز ولما انتهوا الى ذلك الرغيف ,فالعراقيون اليوم يتكلمون في السياسة من الصباح الباكر حتى ساعات الليل المتأخرة ,فحديث السياسة اصبح شغلهم الشاغل سواء اكانوا في البيت او العمل او داخل وسائط النقل المختلفة ,حيث تفشى ذلك الحديث كما الوباء وهو يفتك بالنفوس قبل الاجسام ,ويصيب العقول قبل الابدان .جراء ذلك كله فأن الادب بات مضطرا للتراجع , مرغما على التقهقر ,ولا شك اننا عندما نقول الادب فنحن نعني الادباء ,ونقصد الكتاب الذين لم يكونوا بحجم ما يواجهوه اليوم من محن عظام ,وتحديات جسام . قد يقول قائل ان ادباءنا اليوم داخل العراق لم يعهد فيهم فتور ولم يعرف عنهم قصور يعرف عنهم قصور,فهم يغذون السير نحو كل ما هو جيد ومفيد ونافع ,فهذا كاتب ناجح وذاك قاص جيد والاخر شاعر فذ . ولا شك ان هكذا مقدار متوفر في عدد غير قليل من كتابنا ومبدعينا اليوم ,الا ان المطلوب يبقى اكبر من هذا واعظم خطرا من ذاك , اذ ليس المطلوب ان نشير الى هذا المبدع او ذاك الفطن ,بل ان المطلوب ان نمتلك القدرة على خلق جبهة ادبية تنهض بالأدب بكل صنوفه وحقوله ,جبهة تكون قادرة على خلق اتجاهات رأي عام ضاغط ومؤثر وسط المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي . يذهب البعض ان الادب اليوم لا يمكن له ان يكون بتلك القوة والتأثير وذلك نظرا لما نعيشه من اوضاع وما نشهده من تقاطعات حادة على شتى الصعد والمستويات ,داخل العراق وخارجه ,الا ان مثل هذا القول يعد قولا مجانبا للصواب مخالفا للحقيقة ,فالأدب يستطيع ان يفعل فعله, ويلقي بثقله ,على الرغم من تشابك الاحداث ,وفداحة الخطوب . لقد كان الادب في ثلاثينيات واربعينيات وخمسينيات القرن الماضي يعيش ابهى عصوره, ولا يستطيع احد ان ينكر ما كانت تشهده تلك العقود من ظروف وصروف وتقلبات وتحولات ,ليس على مستوى العراق فحسب , بل على مستوى العالم العربي بأسره, فالمشهد السياسي والاجتماعي آنذاك ,لم يكن اقل سوءا من مشهدنا هذه الايام , الا ان الطبقة الواعية والمتنورة حيها كانت قد وفقت الى اصدار عدد من الكتب وطبع عدد من المؤلفات والقصائد التي استطاعت ان تحدث حراكا مستعرا داخل اوساط المجتمع المختلفة , كما هو الحال مع كتب عالم الاجتماع الراحل علي الوردي (وعاظ السلاطين ) ومن قبله كتاب الشاعر الكبير معروف الرصافي ( رسائل التعليقات) وديوان الشاعر المتمرد حسين مردان (قصائد عارية) الى اخر تلك النتاجات التي قدر لها ان ترسم مسارات جديدة وتطأ مناطق محرمة وممنوعة آنذاك .
من هنا يتوجب على جمع الادباء ورهط الكتاب والشعراء والمثقفين ان يعودوا بالمجتمع الى باحة الادب, وساحة المعرفة الواعية والجادة والجريئة, التي تقف على علل مجتمعاتهم واوصاب حاضرهم , لتقترب بعد ذلك كثيرا او قليلا من تشخيص الداء ,ووصف الدواء .




#احمد_عبدول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشخصية المصرية والعراقية
- ناظم حسن الدليمي
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اوجه الشبه بين ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )شروط الثورة الن ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (ا ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاثار العلمية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الحلقة الثانية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )
- الرحيل المفاجىء لعراب الاجتثاث ...النائب احمد الجلبي
- من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟
- وماذا عن ديكتاتورية الاخرين ؟
- اكذوبة العصر الجاهلي
- هل تتوافق الديمقراطية مع الزعامات الدينية والقومية ؟
- هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟
- من مصلحة من يتهم المالكي في سقوط الموصل ؟
- العمامة في قفص الاتهام مرة اخرى
- ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام
- تحية من الاعماق لمقام المرجعية السامق


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟