عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 14:09
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ضرائب .. ضرائب
في فقه الأقتصاد .. الذي لا أرغبُ ابداً .. الكتابة فيه ..
فقه الأقتصاد :
لا يستطيعُ الموظفُ الأفلات من الضريبة .. لأن " وعاء " ضريبته ، دون جميع أوعية "الضاربين" في صحون الريع الفارهة ، ممسوكٌ من رقبته من قبل الحكومة التي تدفع الراتب للموظف ، و تستوفي ضريبتها منه من خلال هذا " الوعاء ". وبالتالي فإنّ هذه " الدولة" تستطيعُ "خنق" الموظف من رقبته النحيفةِ متى تشاء ، وعليه ان لا يتذمّر من شعوره بالاختناق ، وأن لا تصدر عن حنجرته اليابسة " حشرجةٌ " ما ، قد يتمكن من خلالها أن يصرخ مُحتجّاً على اجراءات الحكومة .. في احدى تظاهرات الزمن الديموقراطيّ الجميل .
ولكنّ "الدولة" العراقية لا تعرفُ " إنّ الضرائب ، هي تجسيدٌ لتكلفة العيش ، في مجتمعٍ مُتحضّر " .
وهذا يعني انّ الأنسان لا ينبغي عليه تحمّل تكلفة العيش، في مجتمعٍ غير متحضّر.
لا ينبغي على الأنسان دفع الضرائب في مجتمعٍ كهذا .
في مجتمعٍ غير متحضّر ، ستكونُ الدولة غير متحضّرةٍ بالضرورة .
لذا .. لمن يدفعُ المواطن الضرائب .. و لماذا .. و من أجل من ؟ .
قبل ثلاثة قرون ، قال وزير المالية الفرنسي" COLBERT إنّ تحصيل الضرائب هو أشبهُ ما يكون بنتفِ ريش الأوزة . فأنتَ ترغبُ في الحصول على اكبر عددٍ من ريشها ، وأدنى قدرٍ ممكنٍ من صراخها".
وبعد ثلاثة قرونٍ من "مقولة " COLBERT ، تأتي حكومات تريدُ أن "تنتفَ" أكبر قدرٍ ممكنٍ من ريشنا ، وأن تسمعَ أقلّ قدَرٍ ممكنٍ من صراخنا .
انّ الحكومة تريد أن تقول للمواطن " المنتوف" أصلاً ، في أمنه الشخصي والعام ، وفي صحتّه ، وتعليمهِ ، و بُنيتهِ التحتيّة والفوقيّة ، ما يأتي :
لأنّ انخفاض اسعار النفط قد "نتَفَ" ريش الموازنة العامة للدولة ، فإنّنا سننتفُ ريشكَ أنتَ أيضاً . و عليكَ أن تقبل بذلك . وليس مسموحاً لكَ بأن "توقْوِق" .. أي أن تُمارسَ حقّكَ بـ "الوقوقة" المصاحبة لعملية نزع الريش .. و لا أن تصيح من شدّة "النتفِ" المُفاجيء ، أو من هولِ صدمتكَ وأنت ترى نفسكَ "منتوفاً" على حين غرّة : "قيق".
لا أشو : قيق .. قاق .. قيق .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟