أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - ذباب .. ذباب














المزيد.....

ذباب .. ذباب


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 01:33
المحور: كتابات ساخرة
    


ذباب .. ذباب


أصدقائي الأعزّاء .
ما يدفعني الآن للعودة إلى الكتابة اليكم ، وخرق قواعد عزلتي الشاسعة في هذا الليل الأسود الطويل ، هو ليس الاقتصاد ولا السياسة . ولا الجدل حول الدين والفلسفة ، وأصول الحكم الجيّد .. وعجائب الحكم الرديء . ولا حتّى تفاصيل العمليات الإرهابية ، وتداعياتها الخطيرة في كوكب المريخ . ولا .. ولا .. ولا .. مما تعرفون ، ولا تعرفون .
إنّ خرق العُزلة الذاتية الرائعة ، و قواعد السلام الشخصي الممكن الوحيد على هذه الأرض المدهشة ، يعود إلى أسبابٍ أهمّ من هذه بكثير ، يمكن تلخيصها بالبيانات ، والمُعطيات الآتية :
- إنّ حصّة العراقيين من الذباب حاليّاً ، هي 100 ذبابة لكل مواطن (على الأقلّ ) .
- إنّ كل 2 كغم نفايات ، يتمّ رميّها من قبل المواطنين وسط الشارع ، أو في الجزرات الوسطية ، تقوم بإنتاج 2000 ذبابة ( كمعدّل عام ، قابل للزيادة ) .
- نظراً لشعور الذباب العراقي بالغضب الشديد من اجراءات التقشف الحكومي ، التي قلّصتْ جولات سيارات جمع النفايات ، والعاملين عليها ، في جميع احياء العاصمة ، من المنصور واليرموك والجادرية ، وصولاً إلى أحياء " التنك " ، في هذه العاصمة البائسة المترامية الأطراف .. فأنّ هناك احتمالاً كبيراً بأن يؤدي هذا الغضب الى رفع معدلات خصوبة الذباب العراقي في موسم التكاثر الحالي .
- واذا ارتفعت معدلات خصوبة الذباب العراقي ، للأسباب أعلاه ، فأنّ كل 1 كغم نفايات سيعمل على انتاج 2000 ذبابة بدلاً من 1000 ذبابة . و سترتفع حصّة المواطن العراقي إلى 200 ذبابة لكل مواطن (على الأقلّ).
- إنّ هذا سيعوّض الاقتصاد العراقي عن مطالبات الاقتصاديين ( البطرانين) بتنويع الانتاج . أو عن مطالباتهم ( الفنطازيّة ) بتنويع مصادر ايرادات الموازنة العامة . أو عن اشتراطات صندوق النقد والبنك الدوليين . و سيعوّضُ عن حيرة ، و شرود ذهن ، و ورطة وزراء الماليّة والتخطيط والنفط ، و محافظ البنك المركزي ، وهم " يثردون " قرب صحوننا الفارغة . كما انّه سيعوّض المواطنين العراقيين عن تخفيض رواتب الموظفين منهم والمتقاعدين . وعن "الاجتثاث " الحتمي لمفردات حصّتهم التموينيّة ، أو ما تبقّى منها . وعن رفع الدعم عن المحروقات .وعن "تسيّب" أصحاب "السايبات" . و مرارة أصحاب " البسطيّات". وعن رفع سعر صرف الدولار الأمريكي ، مقابل الدينار العراقي الباسل ( من فئة الـ 50000 فما دون ) .. وسيعمل كلّ ذلك في نهاية المطاف ، على زيادة و تكريس جهود العراقيين الإنتاجية (الشحيحة أصلاً ) ، من أجل هدف استراتيجي وحيد ، ولهُ الأولويّة القصوى على كلّ ما عداه بالنسبة اليهم ، في زمن البلوى الثقيلة هذه .. وهو : هشّ و نشّ الذباب ، في بلد الدولة ، ودولة البلد ، التي لا تهِشّ ، ولا تنِشّ .. في "غزوة" الذباب العظيم.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذهِ الأخبارُ السيّئة
- طنينٌ في الأذن .. كعزلةٍ شاسعة
- نظرية الاختيار العام ، واقتصاديات السياسة في العراق
- تحليل فجوة النوع الأجتماعي في العراق من خلال بيانات الموازنة ...
- التاريخ المالي للعراق .. و جوزيف شومبيتر .. و أصوات الرعد
- لماذا يا إلهي ؟ لماذا لم تجعلني كنديّاً من ذوي الأحتياجات ال ...
- قصص الموازنة العامة العجيبة .. في العراق العجيب
- أُمّي .. وإعصار تشابالا .. و أحداث العراق العظيم
- لماذا لا يتظاهرُ الأقتصاديّونَ .. مع الحكومة ؟!
- كيف تفوزُ على الآخر .. 3 – صفر ؟
- عندما يكونُ وجهكَ خارجَ العُزلة
- هموم شخصيّة
- لماذا لا تأتين في الأحلام
- لماذا تمطُرُ السماء علينا ؟
- و مرّة أخرى .. أين كنتم .. أين ؟
- أين كُنتم .. أين ؟
- تاريخ الشاي
- مرّة أخرى .. عن رواتب و مخصّصات الأساتذة الجامعيين
- الكتابةُ في الأقتصاد .. والكتابةُ عن الحُبّ
- أنا أكتبُ .. أنا خائفٌ .. وأصابعي فوق قلبي


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - ذباب .. ذباب