لماذا لا يتظاهرُ الأقتصاديّونَ .. مع الحكومة ؟!

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 21:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

لماذا لا يتظاهرُ الأقتصاديّونَ .. مع الحكومة ؟!

يُقالُ أنّ بعض " أساتذة " الأقتصاد ، في الجامعات العراقيّة كافة ، وبعضُ الخبراء الإقتصاديين غير الجامعيين .. يقومون الآن بإجراء اتّصالاتٍ سريّة ، للتحضير لتظاهرةٍ " مئويّة " ، ستخرجُ الى الساحات والميادين ، و باحات الكليّات ، من اجل دعمُ الحكومة عندما تُقرّر اتخاذ الأجراءات التالية ، كردٍ على تظاهرات غيرهم من " الأساتذة " والموظفين، ضد أيّ قرارً قد تتّخذهُ الحكومة للمَسِّ برواتبهم و مُخصّصاتهِم .
بطبيعة الحال ، فأنا أدرسُ بإمعانٍ دعوةً تم توجيهها لي للمشاركة بهذه التظاهرة الخطيرة .. ولم اقرّر بعد ، على أيّ الجانبينِ أميلُ .. هل مع " الروم " .. أم مع " سيف الدولة " .
ومن شعارات هذه المظاهرة (وبعضها تمّتْ كتابتهُ على لافتاتٍ ضخمةٍ ، بانتظار "ساعة الصفر") .. ما يأتي :
- لا .. لفساد " الحيتان " الكبيرة ، المتعدّد الأبعاد . و لا .. لفساد " أسماك القرش " الأصغر قليلاً .. في بحر الريعِ الأحمرِ ، والأسوَدِ ، والمتوسّط .
- لا .. للنطيحةِ ، والمُترديّة ، وما أكلَ " الضَبْعُ " منه .. في مختلف مفاصل ومؤسسات الدولة العراقيّة .
- لا .. للتجاوزِ على أملاكِ ، وأراضي ، وأموال الدولةِ .. تحتَ أيّة ذريعةٍ كانت .. و من أيّة جهة كانت .
- لا .. للحصّة التموينية كاملة المواصفات . بل لا .. للحصّة التموينية أصلاً ، بصيغتها العينية الحالية ، وعدم تمييزها بين رجال الأعمال ، و رجال " البسطيّات " .
- لا .. لمجانية التعليم . و مجانية الخدمات الصحية . ومجانيّة استخدام البنى التحتيّة ، مهما كانت رديئة .
- نعم للضرائب . نعم للرسوم . نعم للتعريفة الكَمركَية .
- نعم .. لتطبيق مبدأ الكلفة – العائد ، على أيّ قرارٍ ، وأيّ نشاطٍ ، وأيّ سياسة .
نعم لتعويم سعر الصرف ، وجعل سعر الدولار يتحدّد استناداً لقوى العرض والطلب ، و " اليد الخفيّة " في السوق الحرّ .
- نعم لـ دولة "المواطن" دافع الضرائب .. و لا .. لـ دولة "الموظّف" ، الذي "يقبضُ" حصّتهُ من الريع فقط ، ويدخلُ في غيبوبةٍ عميقةٍ من الرفاه الزائف .
- نعم .. لدفع أجور الكهرباء ، والماء . نعم للسماحِ لموزعّي قوائم الأجور ، بالدخول الى الأحياء والمحلاّت "المحظورة" ، و المناطق "المُتنازَع عليها" ، وعلى الفور .
- لا .. للمِنحِ ، والعطايا ، والهبات ، والمكرمات غير العادلة لكلّ الفئات . لا .. للدعم الأقتصادي والأجتماعي غير المدروس بعناية .
- لا .. للأستيراد المنفلتْ من أيّ قيد . ولمنافذ التهريب غير الرسمية . وللأنفاق على كلّ انواع الكماليات المستوردة .. من الـ " كورن فليكس " ، إلى مستحضرات التجميل العجيبة ، إلى " الطُرشي " المُستورد .. إلى الألعاب النارية .
- لا .. لمزيد من التوظيف ، ومزيد من الدرجات الوظيفية ، في الموازنة العامة للدولة .
- لا .. لقبول جميع خريجي الدراسة الأعدادية في الجامعات الحكومية . ولا .. لمزيدٍ من القبول في الدراسات العليا .
- لا .. لسنة عدم الرسوب . لا .. للدور الثالث . لا .. لنظام " التحميل " . لا .. لعودة المرقنّة قيودهم ، إلى يوم القيامة .
- لا .. للمزيد من " أساتذة " الجامعات . لا .. للمزيد من المعلّمين والمدرّسين . لا لتكدّس الكثير من " التدريسيين " في مدارس مراكز المحافظات ، بينما لا نملكُ مدارس كافية لطلاّبنا في كلّ مكان ، و في مختلف المراحل الدراسية .
- لا .. للكثير من أوجه الهدر في المال العام .. ولدينا مدارس طينية ، ومدارس آيلةٍ للسقوط .. وبعض النواحي البعيدة ، ليس فيها معلّم واحد ، ولا معلمّة واحدة .. ولا مركز صحّي واحد .. ولا معاون طبّي واحد ( يتيمُ الأمّ والأب ) .
- لا .. لجعل معاملة " الترقية العلمية " أبسطُ من معاملة " العلاوة السنوية " .
لا .. لجميع المتظاهرين .. " المؤيّدين " و " المُمانعين " .. الذين تُسيّرهم الهستيريا الجماعية . ولا .. للدولة التي لا تعرف كيف تخرجُ من أزماتٍ ومِحنٍ هي من صُنع سياساتها ، ومن صُلْبِ فشلها المُزمنِ ، والمُستدام .
أما بالنسبة لي .. وبعد أنْ تمَعّنتُ ملِيّاً ، في هذه المطالب " المُضادّة " ، لأعرضها عليكم .. أنتم المُتظاهرون من أجل عدم المساس برواتبكم ومخصّصاتكُم . و لكي لا تؤخذوا على حين غرّة .. فقد قرّرتُ أن لا أشاركَ أبداً في هذه المظاهرة ، التي يريدُ بعضُ أساتذة وخبراء الأقتصاد توريطي فيها .

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل