عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 13:12
المحور:
حقوق الانسان
لماذا تمطُرُ السماء علينا ؟
لماذا تمطرُ السماءُ علينا .. نحنُ الذين نعيشُ عصرَ الحكومات المُدهشة .. التي تصرخُ في وجوه رعاياها : " ما عِدْنَهْ " .. و " منينْ نْجيبْ " ؟
لماذا تمطرُ السماءُ علينا .. والمطرُ عُطلةً رسميّةً .. في بلدٍ لا ضرائب فيه ، ولا كَماركَ ، ولا " شُغْلَ ولا عملَ " .. ولا رواتب .
لماذا تمطرُ السماءُ علينا .. والمطرُ لم يعُدْ سبباً للحُبّ .. و لـ " تخدير " الشاي .. ولأحتفال البيتِ بشواء الكستناءِ على " المَنْقَلَة " .. وللألفةِ البائدة .
لماذا تمطرُ السماءُ علينا .. والمطرُ لم يعُدْ سبباً .. لذلك الحزن الشفيف في الروح .. كما توهّمَ ( السيّابُ ) يوماً .. وأوْهَمَنا .. وعندما ماتَ هذا " السيّابُ " وحيداً .. كانتْ السماءُ تمطرُ عليهِ .. و بضعةُ أشخاصٍ فقط .. يحملونهُ إلى المقبرة .
السيّابُ .. السيّابُ .. السائبُ مثل خيباتنا .. و الذي تجاوزهُ كثيراً .. حُزنُ السنة الخامسةِ عشرة .. من القرن الواحد والعشرين .
السيّاب الذي لم يكن يعرفُ حزن " السايبات " ، التي لا تجدُ من يمتطيها .. ولا وجَع " البسطيّات " ، التي لا تجدُ رغيفاً لتشتريه .. عندما تمطرُ السماءُ علينا .
لا أدري لماذا تمطرُ السماءُ علينا ؟
المطرُ .. موتٌ .
وهذا ما تفيضُ بهِ دروبُ العراق .
و على الغيومِ المارّةِ بنا ، أنْ تفهَمَ ذلك .
وأنْ تعبرَ سريعاً فوق أرضنا العجيبة .. وتذهبَ إلى بلدان أخرى تستَحّقُ " خَراجَها " .
" الخَراجُ " الذي يرفضُ صندوقُ النقد الدوليّ ، أنَ يمنحنا سنتاً واحداً منهُ ..
لنأكُلَ ..
و نعيش .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟