عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 22:37
المحور:
كتابات ساخرة
هل أصبحَ علمُ الاقتصادِ ، رخيصاً إلى هذا الحدّ ؟
لماذا يتحدّث جميع العراقيون في شؤون الاقتصاد دون أن يَرِفّ لهم جِفْنٌ ، ولا حاجِب ؟
الوزير ، والنائب ، و " الخبير " و " المستشار ". و مُصارع الـ "كونغ فو" . وبائع الخضروات ، و سائق "السايبا" ، و "حبيب كَلبي" .. جاسم أبو المولِدّة ؟؟ .
أنا شخصياً ، لا ترّف جفوني فقط ، بل أشعرُ بأنّني أعور ، عندما أتحدثُ عن موضوعات " مُخيفة " في الاقتصاد ، مثل الموازنة العامة ، وسعر الصرف ، و ميزان المدفوعات . و كثيراً ما أصبحُ أعمى في دهاليز السياسة النقدية .
أنا ، (وأستغفرُ الله من هذه الكلمة الشائنة) . أنا الذي " كَاعِد " و ساكِتْ . و " كافي خيري شرّي " . و "مالي شُغُل بالسوك ، مرّيتْ أشوفك" . و " أدير وجهي " عندما يتعلقُ الأمرُ " بتخصيصات "الوادِم" ، و موازنة الناس ، و "جقلبانات" الحكومة في الشأن المالي . أنا أيضاً أعرفُ بضع كلمات في الاقتصاد ، قمتُ بـ " دَرْخِها " عندما كان الدينارُ خشبيّاً ، و الفلسُ حجريّاً . و نجحتُ بها في حينهِ بـ " الدفرات " . و " زحفاً " على بطني . وبنظام "العبور" . و في الدور الرابع .. و إذا بالكثيرين يطّلون علينا بطلعتهم البهيّة ، ويتحدثون عن كلّ شيءٍ في الاقتصاد .. و كأنّ جدّهم هو جون مينارد كينز . و عمّهم هو ميلتون فريدمان .. وجميعهم ينحدرون من سلالة السيّد آدم سمث .
أنا لا أريدُ أن يكون لي شأنٌ بعد الآن ، بأيّ شيءٍ في هذا البلد العجيب . ولكنّ أحدهم يأتي ، ويرفسكَ ماليّاً ونقديّاً .. و يجعلكَ تخرجُ عن طورك ، و تصيح آآآآآآآآآآخ بالاقتصادي الفصيح .. وبعدين تشبع قهر .. وتروح تنام .
"مو" .. لو مو "مو" .. معالي الوزير .. وسيادة النائب ، والسيد المدير العام .. وعزيزي " الخبير " و " المستشار " ، و مُصارع الـ "كونغ فو" ، وبائع الخضروات ، و سائق " السايبا " .. و حبيب " كَلبي " .. جاسم أبو المولدّة ؟؟.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟