|
مُداهَمات عائليّة
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 20:57
المحور:
كتابات ساخرة
مُداهَمات عائليّة
في الساعة الخامسةِ فجراً من يوم الجمعة الماضي ، إتّصلَتْ بي أمّي عن طريق "الفايبر"، وصرختْ بي : لماذا تتركونني وحدي في بيتي ، أُكلّم الحيطان ، وأنتُم أبنائي "الله يجرّمْ" .. (و للعلم فأنا الأبن الوحيد- العجوز-المعوّق – المقيم في العراق حاليّاً) .. لا تستطيعون تركَ زوجاتكم لحظةً واحدة "أخافْ يفِزّنْ". واستطردتْ : مساء البارحة حدثت في منطقتنا مُداهمات أمنيّة "استباقيّة" . وعندما دخل الضابط إلى البيت قال لي : هل يسكنُ أحدٌ معكِ في البيت يا "حجيّة" ؟ . فأجبتهُ : والله وليدي أنا وحدي، "ما عندي والي" . فبكى الضابط على حالي . و قبّلني من رأسي . وأمرَ الجنود ( الذين كانوا يبكون أيضاً) بإخلاء البيت على الفور . واستطردَتْ .. ( وأنا أشكُّ كثيراً في مدى دقّة هذا الاستطراد).. بأن الضابط قال لها قبل أن يغادر البيت : " يُمّة .. تره ذولة ولْدِجْ ما عِدْهُمْ غيرة " . في الساعة السادسة صباحاً كانت أمّي في بيتي .. بيدها الريموت كونترول ، و تتصفّح الفضائيات بسرعة الصوت كالعادة. ولكنّني لاحظتُ هذه المرّة ، أنّها قامتْ بتحديث قاعدة بياناتها "الخَبَريّة - الأحداثويّة" ، و وسّعَتْ نطاق"القصف" ، بحيث أنّ شتائمها العابرة للطوائف والإثنيّات ، كانتْ تتجاوز العراق ، وتتجوّل في دول ومناطق أخرى .. ومنها : يابه هاي اليمن شجاها . ذولة ناس فُقْرَة . بالله ذوله بيها ، عليهه . أو : ذولة الليبيين اشبيهُم . يبينون إتْخَبْلَوا وره القذّافي . أو : و شرم الشيخ هاي وين صايرة بعد ؟ . أو : شعِدْكُمْ لابسين دشاديش ونقاب ، وتفتّرون بفرنسا. أو : هذا بوتين شجابه على اللاذقية . أو : هذا أردوغان شنو علاقته بجبل التركمان . في الساعة الثامنة صباحاً دعتها زوجتي برقّة مُدهشة : خالة .. الفطور جاهز . أُمّي لم تُلبّي الدعوة .. وزوجتي رمقتني بنظرة " فراغيّة" . في الساعة الواحدة بعد الظُهر، دعتها زوجتي برقّة نصف مُدهشة : خالة .. الغداء جاهز . أُمّي كانتْ مشغولة في حينه بتوجيه شتيمة "عنقوديّة" لشخصيّة سياسية مهمة . لهذا لم تُلبّي الدعوة أيضاً . عندها رمقتني زوجتي بنظرة "تفكيكية" .. ثمّ قرّرتْ فجأةً أنْ تذهب لزيارة أمّها ، لأنّها لم ترها منذ شهرين . قالتْ زوجتي ذلك ، وهي تنظرُ باتّجاه أمّي ، بصوتٍ يسمعهُ حتّى سكّان المريخ . (طبعاً والدة زوجتي كانت في ضيافتنا يوم أمس ، واحتفلنا جميعاً بعيد الشُكْر) . بعد صلاة المغرب قلتُ لأمّي : ألا تشعرين بالجوع يا أمّاه ؟ ، فأجابتْ : لا ، ولكنّ رأسي يوجعني ، و حنجرتي "صار بيهه حسّاسيّة". صرختُ من الفرح : لعَدْ عوفي التلفزيون يُمّه .. وأخذي حبّة "هيانيل" للحسّاسيّة (هاج يام) .. وحبّة "ليبروكسايد" أبو الخمسة لوجع الراس (هاج يام) . ابتلعتْ أمّي الحبّتينِ بصعوبة . و قالتْ وهي تنظرُ لي بارتياب "وجودي" : مو هوايه حبّايتين يابه ؟ .. قلتُ : لا يا أمّي . هؤلاء الذين تشتمينهم "يشلعون الكَلُب" .. وهاي الحبوب تقوّي القلب . في الساعة الثامنة مساءاً ، خفّفتْ أمّي من حدّة شتائمها "الكرخيّة" ، وبدأتْ تشتُمْ بالعربية الفصحى . وفي الساعة التاسعة تركتْ التلفزيون ، وقالت بنبرة " تشاؤميّة" : ما أريد عشا . سأذهب لأنام . نامتْ أمّي نوماً متواصلاً حتّى الساعة الخامسة من فجر الأحد . وعندما استيقظتْ صاحتْ بي : إمشي يوّلْ رجّعني لبيتي . آني مو مخبلة ، حتّى تنَوّمْني يومين . واستطردتْ ( وأنا على ثقةٍ من أنّها كانت جادّة في هذا الاستطراد ) : في المرّة القادمة التي سأدخلُ بيتكم فيها ، " لتنسون .. عود حطّولي سِمْ بالأكل " . - مع السلامة يُمّة . - ردّتْ بتهكّم : مع السلامة يابه . واذا مرتَكْ رِجْعَتْ من يم أُمهه .. سلّملي عليهه . - صار يام .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صانعو الشموع
-
أعرفُ أنّ العالمَ .. سيكونُ موحشاً دونك
-
الأمين العام للأمم المتحدّة : رداءٌ برتقاليّ ، و شيءٌ من الق
...
-
السيدة فيروز .. و السيد فريدمان
-
هل أصبحَ علمُ الاقتصادِ ، رخيصاً إلى هذا الحدّ ؟
-
ذباب .. ذباب
-
هذهِ الأخبارُ السيّئة
-
طنينٌ في الأذن .. كعزلةٍ شاسعة
-
نظرية الاختيار العام ، واقتصاديات السياسة في العراق
-
تحليل فجوة النوع الأجتماعي في العراق من خلال بيانات الموازنة
...
-
التاريخ المالي للعراق .. و جوزيف شومبيتر .. و أصوات الرعد
-
لماذا يا إلهي ؟ لماذا لم تجعلني كنديّاً من ذوي الأحتياجات ال
...
-
قصص الموازنة العامة العجيبة .. في العراق العجيب
-
أُمّي .. وإعصار تشابالا .. و أحداث العراق العظيم
-
لماذا لا يتظاهرُ الأقتصاديّونَ .. مع الحكومة ؟!
-
كيف تفوزُ على الآخر .. 3 – صفر ؟
-
عندما يكونُ وجهكَ خارجَ العُزلة
-
هموم شخصيّة
-
لماذا لا تأتين في الأحلام
-
لماذا تمطُرُ السماء علينا ؟
المزيد.....
-
انطلاق فعاليات -ربيعيات أصيلة- للفنون التشكيلية
-
53 حفلا موسيقيا..وأزيد من 400 فنان في ضيافة مهرجان-كناوة-بال
...
-
مصر.. الفنانة هنا الزاهد تكشف عن سبب رفضها تقويم أسنانها (في
...
-
شاعر سعودي يكشف تطورات الحالة الصحية للفنان محمد عبده
-
السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
-
رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي
...
-
-عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
-
أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا
...
-
باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد
...
-
تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|