أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - عقاب رومانوف














المزيد.....

عقاب رومانوف


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاتقف روسياعند الحد من التحركات العسكرية للجماعات المسلحة على الاراضي السورية وانما تذهب الى ابعد من ذلك حيث تعمل على احراج الجانب الامريكي والتركي عبر ما تورده وزارة الدفاع الروسية من معطيات حول عمليات تهريب النفط من سوريا .تحركات بوتين وخامنئي هي رفض واضح للنفوذ الامريكي في المنطقة والدولتين على استعداد تام للمضي الى مديات بعيدة جدآ .اوربا تبدو حائرة او منقسمة على نفسها الا انها قد تميل لاحقآ نحو الموقف الروسي الذي يبدو انه اكثر توازنآ وتأثيرآ وفاعلية في تحجيم نفوذ الجماعات الارهابية ولكنه سيكون دورانآ بطيئآ وحذرآ ودون التفريط بتحالفها مع الولايات المتحدة. ورغم التماسك الكبير في المواقف الا ان مؤشرات عديدة تشير الى تراجع مستوى الثقة بين الاوربي وحليفه الامريكي نتيجة عدم الفاعلية الواضحة في قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي ومع هذا يبقى هذا التحالف ثابتآ وغير معرض للتفكك في الوقت الراهن الا انه قد يتعرض لهزات اوربية .العين الروسية تركز على الدور السلبي الذي لعبته تركيا بايحاء امريكي ادى الى اسقاط طائرة السوخوي ويستمر هذا الدور في بعثرة الاوراق بشكل ملفت ,وربما يكون الحراك العسكري التركي الاخير في الموصل العراقية محاولة لتخفيف الضغط الداخلي والخارجي عبرلفت الانظار الى معركة الموصل القادمة .روسيا من جانبها تعلم جيدآ انها تخوض صراعآ كبيرآ لم تكن بدايته في سوريا ولانهايته فيها ايضآ لذلك هي تعمل على محاولة تفكيك الموقف الاوربي والتأثيرفيه.من جانب اخر يستمر بعض حلفاء امريكا في محاولة التغريد خارج السرب كما هو حال السعودية التي لاتجيد التعامل مع ازدياد النفوذ الايراني في المنطقة وهو هاجسها الاول والاخيرلذلك هي تعمل على تصعيد المواقف دون محاولة اللجوء الى خيارات التفاوض رغم اعلانها الدائم عن رغبتها في الجلوس الى مائدة المفاوضات الا ان مواقفها الحقيقية تبقى خلف الكواليس, وتتبع المملكة في خوضها للصراع غير المباشر مع ايران سياسة تضخيم العداء كما اوردت ذلك وكالة المخابرات الالمانية في تقريرها الاخير حيث ورد فيه (تتبع المملكة السعودية سياسة تضخيم العداء الفكري والديني مع إيران، والنظر إليها بأنها الخطر الأكبر» وهذا التضخيم المتعمد ساهم في ايجاد حيز ايديولوجي خطير ساعد كثيرآ على نمو نفوذ الجماعات التكفيرية التي اصبح البعض منها خارج سيطرة الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يلقون بأللوم على المملكة السعودية في تفرعن تلك الجماعات .ولاتخفي روسيا قلقها من الدور السعودي الخطير في المنطقة الا انها تحاول ان لاتكسر جميع الجرار على الرؤوس دفعة واحدة .ومع وجود المعسكرين واشتداد الصراع نرى ان المعسكر السوفيتي قد عاد بشكل جديد ومؤثر في الواقع العالمي الذي يسير نحو تعدد الاقطاب ونهاية عصر القطب الواحد.ولاتبدو الخيارات المتاحة امام دول صغيرة مثل سوريا او العراق كثيرة لذلك هي مضطرة الى الدخول في اللعبة الدولية التي لن تهدأ حتى يحدد الكبار شكل العالم العربي الجديد بعد الثورات التي ادخلت المنطقة في فوضى عارمة .الروس يقرأون الاحداث جيدآ وخطواتهم في هذا المجال مدروسة ولايبدو عليهم التسرع او الانفعال او حتى التهور في مغامرات عسكرية او اقتصادية خطيرة .ورغم ان الرئيس الامريكي تحدث عن موقف روسي ثابت في الوقت الراهن الا انه قد يتغير بعد ذلك مذكرآ الروس بالتجربة الافغانية الصعبة اعتقد ان روسيا درست تجاربها بشكل جيد لذلك فأن خطواتها العسكرية لن تذهب الى حد التدخل البري المباشر وانما فقط ضمن الحدود الامنة يساعدها في ذلك وجود جيش سوري قادر على القيام بالمهام المناطة به وكذلك استعداد ايراني واضح للتدخل العسكري البري كما تجلى ذلك واضحآ في تصريحات الكثير من المسؤولين العسكريين والسياسيين الايرانيين في حالة وصول الامور في سوريا الى مديات خطيرة وهذا يبدو مستبعدآ في الوقت الراهن .وبما ان روسيا تخوض حربآ استباقية لحماية وجودها من خطر الارهاب الذي بكل تأكيد ستستخدمه الدول الكبرى ضدها بعد الانتهاء من سوريا والعراق فقد احسنت قراءة الاحداث واستشعار الخطر القادم لذلك هي لن تتوقف في منتصف الطريق .كان "عقاب رومانوف" ذي الرأسين شعار الإمبراطور الروسي، واليوم يعود من جديد لينتصب على كتفي بوتين مذكرآ العالم بروسيا العظمى.



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف الحلول المؤجلة
- الذئاب المنفردة
- ليلة سقوط الداعية
- معالم على الطريق
- ثم اهتديت
- هذه الارض لاتشيخ
- حين يعتزل القلم
- العودة الى الذات
- العالم يشيخ مبكرآ
- سياسة الانبطاح الايرانية
- لاتحلموا ...
- والصبح اذا تنفس
- امتي الشريدة
- الامبريالية الاسلامية
- العشاء الاخير
- حوار العبيد
- قرن الشيطان
- دولة الانسان
- القبر الابيض المتوسط
- مملكة الرمال تتهاوى


المزيد.....




- عض سيدة وجرها إلى الأرض.. كلب بيتبول يهاجهم طفلًا و3 أشخاص ب ...
- من القاهرة.. بلينكن يدعو دول الشرق الأوسط إلى -الضغط على حما ...
- بشأن الإقامة.. السفارة السعودية في القاهرة تصدر -بيانا هاما- ...
- غرامات وعقوبات تفرضها السعودية على المخالفين في الحج
- شاهد: ثور يقفز فوق سياج حلبة في أوريغون ويصيب 3 أشخاص قبل ال ...
- مراسلنا: إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق أجواء منطقة إقليم ...
- حزب الحرية النمساوي يفوز في انتخابات البرلمان الأوروبي في ال ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد سقوط مسيّرة تابعة له بصاروخ أرض جو في ...
- بدء الحملات الانتخابية في إيران
- النصيرات.. تواصل انتشال الضحايا


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - عقاب رومانوف