أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - العالم يشيخ مبكرآ














المزيد.....

العالم يشيخ مبكرآ


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شيخوخة العالم بدأت واضحة اليوم,ان حدوث ظواهر مناخية مثل الاحتباس الحراري وغيرها هي من فعل الانسان وهي دليل على استبداد البشرية وتعاملها مع الطبيعة بشكل سيء مما جعل التداعيات تكون كبيرة ,وان قارة غنية مثل اوربا بدأت شيخوختها بحالة من التخبط الفكري وهي سمة انسان العصر الذي يعيش القلق واللاجدوى ,وقد استبد العقل الغربي واستطاع ان يحول الانسان الى مخلوق اخر مختلف ,لايؤمن بألعشق والسمو والقيم السامية ,واستبداد العقل هذا هو نتيجة لعدم استطاعتنا السيطرة على النوازع السيئة وعلى الرغبات اللامحدودة مما جعل الامور سيئة وتمضي نحو هيمنة الفرد الغني والدولة الغنية والطبقية على حياة البشرية ,وفيه ان لا افكار يمكن ان تجلب اشياء ولايقينيات يمكن ان تزيل الكثير من الهواجس وتبدد القلق,ويعيش الشرق تداعيات هذه الهيمنة التي ولدت واقعآ استبداديآ مروعآ ,حيث تشهد المرحلة الراهنة حروبآ ذات طابع راديكالي تحاول شعوب الشرق الخروج منها, حيث استطاعت الدول الغنية التي تتحكم بمسار البشرية اليوم ان تستغل واقعآ دينيآ مختلفآ ومتخلفآ وتحدث الكثير من النكبات, وهذا الواقع اثر كثيرآ على حياة انسان الشرق الذي وجد نفسه حائرآ بين الكلاسيكية الدينية والعلمانية والحداثة والديموقراطية والرأسمالية والاستبداد وهو في زحمة الحروب وانتشار الفقر وانعدام الرؤيا يحاول ان يجتازكل هذا الى ابعد حد ممكن دون ان يعي ان منطقة فراغ خطيرة ستنتج عن اي محاولة لاتقوم على اسس فكرية صحيحة,ان ضياع هوية الشرق وانغماس مجتمعه في الحروب المذهبية المتطرفة هي مشاكل وامور مصطنعة الهدف منها جعله غير قادر على تعريف نفسه جيدآ للعالم وهذا يعني اننا نعيش في عالم خال من القيم التي تصنع الانسان ,عالم بلا هوية ولاقيمة حقيقية ,مجتمعاته متهاوية شرقية كانت ام غربية , بلا اسس سليمة يمكن له ان يستند عليها وان استطاع ان يستمر فأنه يستمر بلا هدوء او اطمئنان ,والحقيقة التي يجب ان ينتمي اليها ويعي تفاصيلها جيدآ اولئك الذين يحاولون تحديد مسار الانسان بألطرق المبنية على المصالح والمنافع الضيقة ونشر الكراهية عليهم ان يفهموا انهم غير قادرين على تشكيل العالم وفق ما يشتهون ,وان منظومتهم التي تفتقد الى مقومات البقاء والنضوج والحيوية والاخلاق ستنهار عاجلآ ام اجلآ ,وفرض الهيمنة هذا سيولد الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية والصحية والمناخية فوق ما هو موجود حاليآ ,وقد لايفهم العالم بشعوبه المختلفة حجم المشكلة لذلك تكون بعض هذه الشعوب غير مهتمة كثيرآ بما يحدث خارج حدود دولها اعتقادآ منها بعدم امكانية تأثرها بما يحدث وهذا الفهم الخاطيء سمح للحكام بألعبث بمصير شعوب العالم الفقيرة , ان غياب القيم الايجابية صنع واقعآ مخيفآ انتج دولآ لاحد لمطامعها ونزواتها ,وعلى هذا الاساس فأننا سنشهد حروبآ ومجاعات وهجرة وتمزق مجتمعات وازمات متعددة ولن تستطيع اي دولة مهما بلغت من القوة وقف التداعيات المؤلمة التي ستطال العالم برمته, ورغم ان بعض هذه الدول تحقق مكاسب انية عبر دخولها لعبة المصالح القائمة على اللاانسانية الا انها لن تنجوبنفسها مما تقوم به وهي تؤسس لمراحل سوداوية قادمة ,وكما ترون فأننا نرى احداثآ تسقط دولآ وتفكك اخرى وقد اصبحت البشرية اليوم اكثر تعبآ وهي تمضي بدولها ومنظوماتها الى شيخوخة مبكرة جدآ وفي افق العالم المتمدن علامات فوضى وانقلابات عالمية ليست من النوع السياسي ولكنها ستغير الواقع السياسي كنتيجة طبيعية لتغير القيم والمفاهيم والافكاروهي لن تأتي دفعة واحدة ولكن على مراحل , ومع كل مايحدث فأننا نشعر اننا نعيش في عالم غبي جدآ ,بشع ومتوحش, وحتى بزوغ شمس الحرية ستكون امال شعوب الارض وتطلعاتها حبيسة اقفاص الاغنياء ..



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الانبطاح الايرانية
- لاتحلموا ...
- والصبح اذا تنفس
- امتي الشريدة
- الامبريالية الاسلامية
- العشاء الاخير
- حوار العبيد
- قرن الشيطان
- دولة الانسان
- القبر الابيض المتوسط
- مملكة الرمال تتهاوى
- بين المعركتين
- لمن يسأل عن القضية
- سبايكر
- ياحكام الامة العربية
- على ابواب المدينة
- سيد من البلاط
- الى سمو الامير
- رسمتك في المدى
- الليل يأتي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - العالم يشيخ مبكرآ