أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - سياسة الانبطاح الايرانية














المزيد.....

سياسة الانبطاح الايرانية


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعمل الحكومة العراقية على تفعيل مبدأ الانفتاح على الاخرين وفتح افاق الحوار الايجابي ,وقد سمي هذا التوجه من قبل الرافضين له بسياسة الانبطاح ,ويبدو ان المنتقدين يرون السياسة الايرانية وهي تتبع نفس المبدأ والمنهج سياسة صحيحة ولاغبار عليها فيما هم يرفوضنها عراقيآ وهو نوع من الازدواجية في الخطاب السياسي ,عربيآ ترفض دولآ مهمة مثل المملكة العربية السعودية وحلفاءها العمل وفق هذا المبدأ ,تفاوض الايرانيون سنوات طويلة وبصبر كبيروعملوا ايضآعلى كسر التوازن العسكري على الارض ,وقد شكل الاعتماد على الذات تحديآ كبيرآ للدولة الايرانية التي خرجت قوية عسكريآ ومنتصرة دوليآ عبر السياسة التي اتبعها الرئيس روحاني وفريقه الحكومي ,وهذا النوع من السياسة الهادئة والمتزنة عامل مفقود في العقل السياسي العربي بصورة كبيرة ,ومن المعروف ان العرب وقعوا اخطر الاتفاقيات واشدها تعقيد خلال اشهر معدودة وعبر الاستسلام للظغوط والاملاءات من الدول الكبرى ,في العراق مثلآ وقد بدأنا الحديث به يقف الخط المتشدد موقفآ صارمآ تجاه سياسات الحكومة الحالية القائمة على مبدأ الوسطية, ويبدو ان النضوج السياسي والرؤيا المتزنة للامور لدى السيد العبادي وفريقه الحكومي تمضي قدمآ في تحدي الضغوط الداخلية والاستمرار في حصد نتائج عملية الانفتاح الهادئة مع وجود تحديات كبرى على الارض ,فيما تكتشف القواعد الشعبية ان السياسة الحالية هي اكثر اتزانآ وعقلانية ومقدرة على حصد النتائج التي تصب في صالح الدولة العراقية رغم ان طبيعة الشعوب البحث عن النتائج الاقتصادية السريعة فقط وهذا ما يعقد الاموركثيرآ على حكومة السيد العبادي ويجعل بعض خطواته بطيئة جدآ ,ولاتبتعد المملكة السعودية عن الرؤيا المتشددة للأمور وهي التي تعمل وفق مبدا تعاقب الازمات في المنطقة وسياستها قائمة على التشدد والانغلاق وعدم القبول بمبدأ الحوار والانفتاح على الاخرين والحالة السورية المستمرة منذ سنوات عديدة والاحداث في اليمن واستمرارها دون هدف واضح ودون نتائج جيدة على الارض ومع مزيد من دماء المدنيين وتصلب في الموقف الرسمي السعودي يبين لنا وبوضوح مقدار تعنت وعدم وضوح الرؤيا وانعدام الوسطية في الفكر والعقل السياسي السعودي الذي هو جزء رئيسي من منظومة المجتمع العربي ,وقد اختلفت دول الخليج في هذا المسار حيث اتخذت البحرين والامارات موقفآ قريبآ من الموقف السعودي فيما اخذت الكويت وسلطنة عمان تنحو منحى اخر مختلف قائم على الحوار والجلوس حول مائدة التفاوض تحت شعار الجميع رابح ,وتبدو السعودية اقرب في سياستها الى الطريقة الاسرائيلية في معالجتها للقضايا الحساسة في المنطقة, وهي ومن خلال سياسة القصف الجوي في اليمن تضع قدمها وبقوة في طريق مليء بألكثير من المصاعب التي سوف تنتج مشاكل داخلية وخارجية للمملكة فيما يتغير موقف الدولة الايرانية تبعآ لمصلحتها وطبيعة صراعها مع الدول الكبرى, وهي تخطو خطوات واثقة وتزيد من فرص قبولها في المجتمع الدولي وتقدم درسآ جديدآ لساسة المنطقة العربية في فن الاعتدال السياسي الذي بدأ يفرض نفسه على واقع اصبحت فيه التوازنات متغيرة بأستمرار والدول العربية فيه مهددة بألكثير من الاخطار التي تزيد من تبعيتها واحتياجها للدول الكبرى التي تستغل هذه الاوضاع لزيادة مبيعاتها وارباحها, اعتقد ان التجربة الايرانية الناجحة هي بداية لمرحلة جديدة,وعلى الدول العربية مراجعة كل خياراتها ودراسة سياساتها واسدال الستار على مرحلة التشدد والانغلاق ومحاولة فرض الخطاب المذهبي على المشهد السياسي في المنطقة ,وهي تجربة زجت بها منطقتنا العربية عمدآ وبدأت نتائجها الكارثية تشمل الجميع ,والانبطاح حسب ما يصفه (بعض الساسة العراقيون) على الطريقة الايرانية هو افضل الطرق واقلها كلفة للوصول لنتائج ايجابية كثيرة ,وبتصوري ان العراق هو صاحب الخطوة الاخرى الجديدة وستنجح التجربة العراقية ان بقيت على خطها الوسطي الحالي مع ضرورة القيام بخطوات اخرى تجعل هذا البلد النموذج الثاني الذي ينجح في معالجة مختلف القضايا عن طريق الحوار والدبلوماسية ومن خلالها يكون بناء الدولة العراقية المتعددة الطوائف والمكونات في شراكة حقيقية ناضجة وليست شراكة شكلية كما حدث سابقآ,وربما ستكون التجربة العراقية القادمة هي مفتاح التغيير الحقيقي في القرار العربي القادم,وليست المهمة سهلة بالتأكيد ولكنها ليست مستحيلة...



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتحلموا ...
- والصبح اذا تنفس
- امتي الشريدة
- الامبريالية الاسلامية
- العشاء الاخير
- حوار العبيد
- قرن الشيطان
- دولة الانسان
- القبر الابيض المتوسط
- مملكة الرمال تتهاوى
- بين المعركتين
- لمن يسأل عن القضية
- سبايكر
- ياحكام الامة العربية
- على ابواب المدينة
- سيد من البلاط
- الى سمو الامير
- رسمتك في المدى
- الليل يأتي
- التوبة


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - سياسة الانبطاح الايرانية