أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة














المزيد.....

في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 19:35
المحور: المجتمع المدني
    


" لابد من وضع خطة استباقية لمحاربة الارهابيـين في اوكارهم و تحصين المجتمع ثـقافيا و اجتماعيا و اقـتصاديا على ان تحل المشاكل العالقة بالحوار".
هذا ما قاله السيد "حسين العباسي" الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، بمناسبة افـتـتاح ملتـقى الاتحاد الدولي للنقل، و الذي اعتبر انعقاده في تونس في حد ذاته مساندة لتونس في حربها ضد الارهاب.
و بطبيعة الامور فان الربط بين الحوار كتـقـنية لحل الاشكالات العالقة يستـند على غلبة عنصر الثـقافة و الفكر النـقـدي. انه أساس كل حوار جدي يتأسس على قاعدة مشتركة عامة من الرغبة في الالتـقاء مع الآخر المخالف في الفكر و الرؤى. هذه القاعدة تستلزم رقيا انسانيا حضاريا يلتـزم بالسلم القائم على الاحترام العميق للذات الانسانية و الوجود. هذه القاعدة فكرية منهجها الادوات النقدية في الفكر، و ليس ادوات فرض الاحكام الذاتية.
و مما لا شك فيه، ان السيد "حسين العباسي" لا يترك فرصة إلا ليعبر فيها عن عمق روحية الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اسسه الشهيد فرحات حشاد التي اغـتالته فرنسا الاستعمارية الامبريالية. هذه الروحية النقابية العمالية كهيكلية تـنـظيمية و نضالية، و كمنظمة عمالية متصلة بأمهات القضايا الوطنية. انه يخرج من المربعات الضيقة التي يريد اعداء الشعب الكادح و اعـداء الطبقة العمالية من حصر اتحاد الشغالين في اطارها. اعداء الشعب الكادح اللذين يمتدون من العباءات القروسطية الى ربطات العنق الحداثوية ذات النزعة العدوانية مع الشعب الذي انجبها.
محاربة الارهابيـين في اوكارهم ثـقافيا، و لكن اي ثـقافة؟
اكيد انها الثـقافة الجادة الحقيقية التي تـقارع الزيف و اغتراب الانسان عن نفسه و عن العالم المحيط به. هذه الثـقافة بالضرورة متحررة من واقع قهر الانسان المريض بأنانيته الضيقة للإنسان الخير المحب. انها ثـقافة المحبة و الابداع لان الروح الانسانية متجاوزة لما هو كائن. ثـقافة الجدة و التغيير الدائمين. ثـقافة الانسان النهر الجاري و الارض التي تدور و الامواج المتلاطمة للبحار. ثـقافة الوجود بما هو حركة اي الانسان بما هو كائن طبيعي. اما الثـقافة المناقضة، الثـقافة الأصنمية للإنسان، ثـقافة الشر الشيطانية التي تحجر الانسان و تجعل منه اداة للحروب و موضوعا للانتهاك و الاستغلال فهي موضوع الصراع الاساسي. الصراع بين ثـقافة التحرر و اتصال الانسان بإنسانيته و بين ثـقافة تغيـيب الانسان و احالته الى حجر لا يفكر و انما يطيع ما يقال له من قالات ربانية و رسولية و مشيخية..
اذن الثـقافة المطلوبة هي ذات الجوهر الفكري الثوري. هذا الجوهر الذي تجده في التراث العربي الاسلامي النير و ذلك مثل الكندي و الفارابي و ابن سينا و ابن باجة و ابن طفيل و التوحيدي و ابن رشد و غيرهم من الاسماء ، بل حتى الغزالي في كثير من كتاباته. هذا الجوهر تجده في فلاسفة التـنوير الاوربي مثل فولتير و بودلير و جان جاك روسو و ادم سميث و غيرهم كثير و التي تأسست عليهم الليبرالية الغربية التي تـفـسخت مضامينها بالنظام الرأسمالي الذي يدعي تبنيه لها.
الثـقافة التـنويرية الحديثة لا يمكن ابدا ان ينظر اليها إلا من خلال الثورات الكبرى في الفكر الانساني و التي اسست للعالم الحديث. الثورة الكوبرنيكية التي حددت الارض ككوكب كروي يتحرك و يدور حول الشمس، و ثورة فرويد مؤسس علم النفس الذي اكتـشف عالم الاوعي الذي يحدد اساسات عالم الوعي الانساني و اكـتـشف الدور المحوري لليـبيـدو اي الطاقة الجنسية التي تمثل الطاقة الرئيسية و المحددة لشخصية الانسان منذ ممارسته الايروسية الاولى عبر ثدي الام الى لحظة وفاته التي ما هي إلا لحظة ايروسية كذلك. دليل ذلك ان من ينفذ فيه حكم الاعدام يستمني لحظة اعدامه. اما الثورة الفكرية الصاخبة التي عرجت بالإنسانية نحو عالم الشعوب الكادحة فهي الثورة الماركسية. الثورة الماركسية في الفكر و الواقع التي هزت العالم و عطفت به ناحية المواجهة الصريحة و العلنية بعد كـشف كل عوامل الاغتراب الانساني الواقعي و عوامل الزيف للرجعية الدينية و الطبقات المسيطرة المستغلة بتلوينات نبالتها الزائفة و كشف عنصريتها و استغلالها للإنسان و الطبيعة في عملية تدميرية متصاعدة لكل ما هو انساني روحي خير. منذ انبثاق اللحظة الماركسية المرعبة لشذاذ الآفاق إلا و تهددت جميع مكامن ارهاب الشعوب. و ما يشهده العالم العربي اليوم من ارهاب ليس إلا عملية ضرورية و صحية في صراع تاريخي يعري جميع مكامن الارهاب. فلا عالم عربي جديد ناهض و حضاري إلا بالانتصار على جميع مكامن الارهاب. الارهاب القائم على تغيـيب الانسان بما هو وجود بيولوجي و نفـسي مبتهج و بما هو فكر و عقل يفكر بحرية..
في هذا الاطار تـتـكـشف الرجعية القاعـدية للإرهاب يوما فيوما. يتكـشف تهافت الحلم الامبراطوري العثماني الاردوغاني و تتـكـشف بقية التهافتات الخارجة عن اللحظة التاريخية الآنية و المستـقبلية. من هنا يقوم نظام آل الصباح في الكويت بذبح حرية التعبير في معرض الكتاب الدولي للكويت حيث منعت تداول كتب المفكرين التونسيـين يوسف الصديق و عبد المجيد الشرفي و الفة يوسف و رواية الطلياني لشكري المبخوت و اعمال روائية اخرى لكتاب مصريـين و حتى كويتيـين. فالأكيد ان المنهجية النقدية العلمية الصارمة للإسلام المبثوث تهدد منظومات الارهاب. في اطار هذه الحرب الكبرى كذلك، آل سعود في الجزيرة العربية كانت قد اصدرت مؤخرا حكم الاعدام في حق الشاعر الفلسطيني "اشرف فياض" بمناسبة ديوان نشره سنة 2008. ان هذه الآلات الصحراوية التجهيلية الكافـرة بالإنسانية و روح الوجود تحكم رمزيا بالإعدام على ابن رشد و تعيد حرق ابن المقـفع و تغتال ابن سينا.. نذكر كذلك ان آلا اخرى في بلاد المومياءات الصحراوية لازالت لم تـتراجع عن تـنـفيذ الحكم بالسجن لخمسة عشر سجنا على شاعر عربي في منطقة قطر بمناسبة قصيدة ابتهج فيها بالثورة التونسية، ابتهج بالحرية و الكرامة الانسانية عربـيا...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق
- العنف و العاطفية
- بؤس الغد على وجوه الأطفال
- ورطة اسرائيل
- حكمة الزعيم بورقيبة
- العداء التركي للعرب
- حلم العراق
- جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس
- لامعقولية الأبد الدموي السوري
- ما أتعس المحرمات
- المطرقة الروسية تفتح أبواب الجحيم و النعيم
- الوساخة اللذيذة
- وهم الموت
- الزعيم العربي الجديد


المزيد.....




- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة