أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - اتحد يا يسار العالم














المزيد.....

اتحد يا يسار العالم


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 23:41
المحور: المجتمع المدني
    


في برنامج حواري في القـناة الـثانية الفرنسية عرض "جان لوك ميلانشن" القيادي في جبهة اليسار الفرنسي رأيه بصراحته المعهودة و بنبرة المحبة المعهودة في اليسار الفرنسي و الاوربي تجاه المضطهدين و المستـضعـفين في الارض. فحين تستمع الى اليسار الاوربي تحـس بنـفسك في بيتـك، لانه متطهر من عـقدة التـفوق الاوربـية.
حقيقة ان اليسار هو موحد الشعوب لأنه ينطـلق من المحبة الانسانية و المساواة بين البشر. و ان كان جان بول سارتر قـد اتـخذ موقـفا مساندا لإسرائيل في الخمسينات من القرن العشرين، فذاك انه كان مضادا للنازية باعتباره احد الوجوه الثـقافية و السياسية البارزة في مقاومتها، و باعتبار ان الاوربيـين ساعتها كانوا مفعمين بالإحساس بالذنب تجاه ابادة اليهود في المحطات التاريخية المختـلـفة في اوربا و اخرها و ربما ليس بافضعها هو ما تعرض له بعـض اليهود من قبل النازية الهتلرية. كانت الخمسينات الفرنسية ماركسية بالأساس و كانت في عداء مباشر للنزعات القومية و ساند بعض اليساريـين اسرائيل تحمسا للانـتـقام من النازية و القومية اليمينية و لم يخطر على بالهم ان اسرائيل كيان قوموي بغيض قائم على ايديولجية دينية طائفية صهيونية استعمارية.
المهم ان السيد "ميلانشن" اتحفنا بتحليل عقلاني. رفع صوته و قال ان الاسلام لا علاقة له بالأحداث الارهابـية في باريس. قال ان الحل هو نـشر قيم المحبة. الحل هو في خلق نمط ثـقافي و مادي يتجه بالبشر نحو المحبة. و اننا نـنـفـتح بتصوراتـنا الاشتراكية حين متابعتـنا للتحليلات الحينية. فهي تـتأسس على النظرة اليسارية التي تريد ان تلغي او ان تخفـف من التـناقضات الطبقية. الاشتراكية التي تريد ان يعود الانسان الى انسانيته، الى عالم الشفـقـة و الطيـبة و محبة الاخر و محبة النفـس. ان ذلك ما يتـناقض كليا مع ايديولوجية الركض وراء الاستهلاك، ايديولوجيا التكالب و طعن الواحد للآخر، ايديولجية عبادة المال.
ان ما نعيشه اليوم في مستواه السياسي العام من امبريالية متكالبة نحو سقوطها، هو على المستوى المعيشي ازمات البطالة و التـفرقة العنصرية و عودة اشكال التوحـش. ففي النهاية العمليات الارهابية في باريس لا تختلف كثيرا عن العمليات الارهابية الفردية في امريكا من قبل البوليس الابيض ضد الزنوج، او من قبل بعض المراهقين اللذين فتحوا النار على طلاب المعاهد في عـدة مناسبات، او عمليات القـتـل المتوحـش لبوكو حرام ضد المدنيـين الابرياء في النيجر. على المستوى الواقعي المباشر لا يختلف ارهاب عن ارهاب. انه تـنامي النزعة العدائية تجاه الاخر لكائنات انسانية مشوهة بالاختـناق الامبريالي الذي سلع الانسان و سحب منه قـلبه و عاطفيته و ايمانه الساذج بالخير، فجعله يمقت نفـسه و يسعى لقـتلها فيقـتلها عبر قـتله للاخر و قـتل نـفسه. فمن يحب نفسه من المحال ان لا يحب غيره.
ان اليسار العالمي يقف في اتجاه مضاد لركض غريزة الافناء و الفناء للبشر كوجود بـيولوجي و للإنسان كوجود انطولوجي قيمي. اليسار اذ يثور فانه يثور على قـتـل الانسان لصالح احياء الانسان. انه على نفس المستوى للأنبياء (قبل ان تـتحول كلماتهم الى اديان مقدسة جامدة تحاكي الاصنام التي ثاروا عليها) لحظة ثورتهم و تمردهم على واقع الاحجار البشرية لصالح واقع الروح الانسانية التي ما هي إلا في نهاية الامر الله الواحد الاحد. روح العالم.
فاليسار هو نضال لخلق عالم روحي انساني تـلزمه شروطه المادية التي يطوعها لغايته تلك. فيا يسار العالم اتحد لتـقـشع عنا هذا العالم الحقير ، عالم الدولار و الاصنام.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق
- العنف و العاطفية
- بؤس الغد على وجوه الأطفال
- ورطة اسرائيل
- حكمة الزعيم بورقيبة
- العداء التركي للعرب
- حلم العراق
- جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس
- لامعقولية الأبد الدموي السوري
- ما أتعس المحرمات
- المطرقة الروسية تفتح أبواب الجحيم و النعيم
- الوساخة اللذيذة
- وهم الموت
- الزعيم العربي الجديد
- الإنسحاق العربي الآتي
- الطبيب المريض
- الادب و الثورة
- انتصار الجبهة الشعبية لصالح الديمقراطية الحقيقية


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - اتحد يا يسار العالم