أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - ورطة اسرائيل














المزيد.....

ورطة اسرائيل


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورطة كبرى لإسرائيل من حيث انفلات سيطرتها على الشعب الفلسطيني، و إسرائيل تقرا ألف حساب للرموز و ما لم يصرحوا به هو انزعاجهم بل ارتعابهم الكبير من حمل الشباب الفلسطيني للعلم الجزائري أي أنهم مستعدون لتـقـديم مليون شهيد، أي أنها معـركة تحرير فلسطين و ليست مجرد هبة مفاجئة. و الأمر الآخر الذي يرعب اسرائيل هو انـقـشاع صورتها كضحية دأبت على تعـزيزها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لأجل ذلك قال "نتانياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام المؤتمر الصهيوني ان "هتلر" لم يكن ينوي محق اليهود بل طردهم، إلا ان الحاج "أمين الحسيني" مفتي القـدس طلب من هتلر إحراقهم كي لا يلجئوا إلى فلسطين.
و طبعا، فان الأمر لا يتعلق بحـقـائـق تاريخية. و إن كان فعلا قد حدث ما حدث فلماذا نسته إسرائيل لما يزيد عن السبعين سنة؟ و من جهة أخرى هل يبرر موقف الحاج الحسيني ان كان صحيحا جرائم إسرائيل اليوم ضد الفلسطينيـين
انه يريد الضغط على الدول الأوربية التي تـدفع إلى حل الدولتين منذ سنوات. محاولة للضغط على فرنسا التي طالبت بحماية دولية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال و من الاستيطان و تهديم بيـوت الفلسطينيـين. يريد الضغط على الموقف الروسي في الأمم المتحدة الذي اعتبر دولة إسرائيل دولة احتلال و بالتالي وجوب التعامل الدولي معها على هذا الأساس و يسري عليها القانون الدولي الذي يلزمها بحماية و رعاية الفلسطينيـين.
و لكن رغم ذلك فالمكر و الذكاء اليهودي قد خانهم هذه المرة فالورقة التي طرحها "نتانياهو" هـزيلة جدا و لم يتوقـف عندها الجميع إلا بموقف السخرية، و بالتالي ستساهم في إنتاج وضعية عكسية ارتدادية نحو قتل فكرة إسرائيل الضحية و الشعب اليهودي المسكين، بل انه بحكم المواطنة الإنسانية لا يمكن أبدا تـقبل كلمة شعب يهودي فالقومية و ليس الدين من يحدد الهوية السياسية للشعوب.
هذا الموقف السياسي الإسرائيلي الهـزيل تـلقى صفعة من المستـشارة الألمانية التي قالت:" لا نرى أي موجب لتغيـير نـظرتـنا إلى التاريخ بخصوص هذه القضية" و هذا التصريح يحمل داخله معاني أخرى و أهمها ان اعتراف المانيا بالهولوكست و تعـويضها المالي إلى اليوم هو موقف اضطراري و ليس تعبيرا عن اقـتـناع حقـيقي، أما المعنى الآخر فان جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيـين واضحة أمام العالم و لا تدفع دولة كالمانية إلى الاضطرار إلى تغيـير نـظرتها للهولوكوست و تحويـلها إلى الفلسطينيـين كمسئولين عنها بدل النازية الألمانية. أي ليس هناك الآن ما يضطر الحكومات الأوربية إلى تبريـر جرائم إسرائيل. المعنى الثالث لتصريحاتها هو الموقف المتواري في العمق و هو كره الأوربـيـين لليهود و لدولة إسرائيل بإضعاف مضاعـفة مما يحمله العـرب و المسلمون.
و لا يقابل رداءة تصريح نتانياهو إلا تصريح صائب عريقات أمين سر اللجنة التـنـفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و كبير المفاوضين الذي قال: "انه ليوم حزين في التاريخ تبـرئة زعيم الحكومة الإسرائيلية لأشهر مجرم حرب في التاريخ و هو أدولف هتلر من قتل ستة ملايـين يهودي".
كم هو بائس كبير المفاوضين الذي لم يجد بعد من يحمله مسئولية الـفـشل التـفاوضي الفلسطيني. فإذا كان تـزييف نتانياهو للتاريخ مقبولا نوعا ما و ذلك لإنتاج موقف سياسي ضاغط، و إن كان تصريح المستـشارة الألمانية المراوغ يثير الشجن و التـفكير فان موقف صائب عريقات يثير الغثيان و الاشمئزاز من الهزال الكبير. نفاق أخلاقي واضح زيادة على التزيـيف الواضح إضافة إلى الغباء السياسي الأوضح. فعدد يهود العالم اليوم في حدود الثلاثة عشر مليونا فكم عددهم في ثلاثينيات و بداية أربعينات القرن العشرين. إذا كان عدد الضحايا اليهود لما يسمى المحرقة النازية قد بلغ ستة ملايين فمعناه انه قضى على جميع اليهود حينها.
ثم ألا يتابع كبير المفاوضين الفلسطينيـين الحركة المتـنامية في أوربا و أمريكا ضد إسرائيل و المشككة بل المكـذبة بعضها لما سمي بالمحرقة اليهودية. و من جهة أخرى فباسم من يتحدث هذا الكبير؟ أليس باسم الفلسطينيـين؟ أيهم الفلسطينيـين تبرئة هتلر من عـدمها أم تجريم إسرائيل و تحميلها المسئولية أمام العالم عن جرائمها الفـظيعة؟ الم يشاهد صورة الطفل الفلسطيني الذي لا يتجاوز سنه العشر سنوات و هو يبكي بين يدي جنديـين إسرائيليـين حملوه ليعـتـقـلوه؟ أي رداءة و غباء سياسي فـضيع هذا؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة الزعيم بورقيبة
- العداء التركي للعرب
- حلم العراق
- جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس
- لامعقولية الأبد الدموي السوري
- ما أتعس المحرمات
- المطرقة الروسية تفتح أبواب الجحيم و النعيم
- الوساخة اللذيذة
- وهم الموت
- الزعيم العربي الجديد
- الإنسحاق العربي الآتي
- الطبيب المريض
- الادب و الثورة
- انتصار الجبهة الشعبية لصالح الديمقراطية الحقيقية
- اقرا باسم ربك
- مشروع قانون للمصالحة ام للقمع في تونس ؟
- الدماء المراقة بين ارسطو و ابن رشد
- تساؤلات الى العراقيين
- مدينة العشق
- اليسار بين الانساني و السياسي


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - ورطة اسرائيل