أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - مشروع قانون للمصالحة ام للقمع في تونس ؟














المزيد.....

مشروع قانون للمصالحة ام للقمع في تونس ؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 04:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى غاية اليوم الفاتح من سبتمبر، كان بالإمكان التواصل في اطار الجدل حول قانون المصالحة مع ناهبي تونس من رجال الاعمال و كبار الموظفين في الدولة التونسية. فاليوم تمت عملية قمع بوليسية لوقفة احتجاجية ضد مشروع قانون المصالحة الرئاسي المزمع عرضه على مجلس النواب، و الذي دعت الجبهة الشعبية الى التحرك ضده لمنع وصوله الى المجلس الذي تسيطر عليه حركة نداء تونس و حركة النهضة المتحمستين لتمرير المشروع. هذا المشروع الذي يتلخص عند الرأي العام الرافض له، و هو الذي يعبر عن الطبقة الوسطى و المفقرين، في الشعار الذي رفع اليوم في احتجاج جماهيري في شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة ضد قانون المصالحة و الذي يقول:
راس المال يطلع السياسي و السياسي يحمي راس المال و الاثنين جبناء.
و قد وصف الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل السيد "سامي الطاهري"، المشهد اليوم بكونه :"وصمة عار في سجل الديمقراطية في تونس. شباب يتـظاهر سلميا من اجل موقف جوبه بالعصي و بأمن متخفي في الزي المدني".
و ان الحس العام كان منذ بزوغ المشروع الرئاسي لقانون المصالحة قد استـنـفر ضده لعدة أسباب ربما اولها الشكل الحكومي الذي جاء في اطاره و هو ما يعيد الى الاذهان الصورة الدكتاتورية. فبرغم ان الدستور و الصلاحيات الجديدة في النظام السياسي الجديد تركز السلطة التـنـفيذية بين يدي رئيس الحكومة، إلا ان مشروع قانون المصالحة تم بين يدي رئيس الجمهورية الذي اجتمع بالحكومة و رئيسها ليتم الاتـفاق او المباشرة في المضي في اتجاه اقرار المشروع الرئاسي. فترؤس رئيس الجمهورية للحكومة عوض رئيس الحكومة هو مشهد نوفمبري خالص. فنحن هنا امام سلطة تـنـفيذية يسطرها رئيس الجمهورية.
و يقدم مشروع قانون المصالحة نفسه في كونه يهدف الى استرجاع اموال الدولة المنهوبة لتحريك الدورة الاقتصادية ومجابهة المشاكل الجوهرية للبلاد. إلا انه يحيل الى الحكومة من خلال اللجنة المزمع انشاؤها الحلول محل السلطة القضائية، حيث ان اعمال اللجنة توقف جريان القضايا المتعلقة بالفساد المالي على انظار السلط القضائية، كما ان قرارات اللجنة باتة و نهائية و هي ما تقطع الطريق نهائيا امام أي شكل من اشكال الطعن فيها لدى أي درجة من المحاكم. و نستـقي هذه القرة من مشروع القانون المذكور:
يتوقـف نظر الهيئات القضائية في النزاعات المنشورة أمامها مع اتخاذ الإجراءات والتـدابير اللازمة لضمان عدم الإفلات من العقاب طيلة فترة تـنفيذ الصلح
ويعتبر القرار التحكيمي نهائيا غير قابل لأي وجه من أوجه الطعن أو الإبطال أو دعوى تجاوز السلطة.
ويترتب عن تـنـفيذ بنود المصالحة انـقراض الدعوى العمومية أو إيقاف المحاكمة أو إيقاف تـنـفيذ العقوبة.
و من جهة اخرى فان اعمال اللجنة تـفـتك صلاحية منوطة الى هيئة دستورية مختصة بالعدالة الانـتـقالية هي "هيئة الحقيقة و الكرامة" التي بعثـت لأجل المحاسبة و المكاشفة للانـتهاكات التي تعرض لها الشعب في امواله و حقوقه في الفترة الاستبدادية.
و معلوم ان الرأي العام له حساسية من كلمة لجنة، فهي ليست ذات دلالة على ايجاد الحلول بل على طمس القضايا. فالسلطة السياسية الجديدة لم تـقدم خطابا سياسيا و انجازات سياسية تـشيع مناخ الثـقة في السلطة. و بالتالي فان ما سيحدث ينظر اليه في كونه لن يبتعد عن تحويل المصالحة التي من المفـترض ان تـقـتـرن بالمكاشفة و المحاسبة و الاعتـذار للشعب، الى مسح الصفة الجنائية عن نهب الاموال العامة و عن اختراق القوانين، و بالتالي الرجوع القهقري الى انـتهاك القانون باسم القانون، مع عـدم تـلمس الرأي العام الى الان أي مشهد بارز لتطبـيق القانون على الاقوياء و محاسبتهم، سواء من رجالات النظام النوفمبري او من الترويكا النهضوية او حتى من الارهابـيـيـن اللذين تم ايقافهم في السجون و اطلاق سراح بعضهم، و هم من الناحية القانونية يعتبرون ابرياء ما ان لم تـتم ادانـتهم قضائيا، لكن الرأي العام لم يسحب التهم عنهم و هو غارق في لخبطة الاعتبارات و اتهام الجميع. انها فوضى الدلالات الناقصة، و انها تضخم الاحساس بالتـنافر الاجتماعي، و تضخم الاحساس بعودة السلطة القامعة التي يلاحظ الجميع سيرها الحثيث نحو دعم اصحاب الاموال على حساب الطبقة الوسطى و الفقيرة.
ففي الوقت الذي دعمت فيه الحكومة اصحاب النزل لخسارتهم الفادحة في المجال السياحي نتيجة العمليتين الارهابيتين في باردو و سوسة، فانه بعد اربع سنوات من الثورة لم نلمح أي اجراء فعلي نحو دعم حقيقي و كافي و شامل للفلاحة برغم الامكانات الزراعية الهائلة في تونس.
و معلوم ان السلطة الحالية لم تضع امامها إلا الاستـثمار الخاص كترياق نجاة، بينما تـتجه المعارضة الى نقدها من هذه الزاوية أساسا، فبحيث ان المناطق المهمشة التي انطلقت منها الثورة لا يمكن ان يستـثمر فيها الخواص لأنها مهمشة بالكامل، و بالتالي فهي تـتطلب استـثمار الدولة المباشر لإحداث حركية اقـتصادية و التي تجذب بدورها فيما بعد الاستـثمار الخاص. لكن مقولة استـثمار الدولة يعتبرونها اشتراكية و هناك موقـف ايديولوجي من الاشتراكية و رفض أي شكل من اشكالها تحت دعوى رفض الإيديولوجيات و هو بدوره موقف ايديولوجي ليـبرالوي من الايديولوجية.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدماء المراقة بين ارسطو و ابن رشد
- تساؤلات الى العراقيين
- مدينة العشق
- اليسار بين الانساني و السياسي
- الإشفاق على الذات
- نسبية القرآن
- ما اروعك يا ناري المقدسة
- مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي
- الجسد المقبور
- رؤية في تحديد مسار الثورة
- إنتصار الموت في تطاحن الأموات
- المفكر التونسي -يوسف صديق- يدعو الى الغاء وزارة الشئون الدين ...
- حديث الباب
- مقهى الشعب
- في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-
- المنبتون يهددون الثورة
- السؤال النووي
- الله و الانسان
- الموت المعقول
- شكري حي


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - مشروع قانون للمصالحة ام للقمع في تونس ؟