أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس














المزيد.....

جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتراف على المستوى الدولي بانتصار المجتمع المدني في تونس. هكذا تبدو الصورة واضحة في استمرارية تجلي الثورة التونسية كثورة عالمية بمضامينها الجديدة.
الديمقراطية الغربية قننت الحرية في مؤسسات سلطوية مختلفة تكون الدولة. اما تونس فقد قامت مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق انتقال السلطة السلمي من حركة النهضة الاسلامية الى حكومة تكنوقراط مستقلة كانت مهمتها الاساسية توفير مجمل الظروف للقيام بانتخابات حرة و نزيهة.
فاثر اغتيال الشهيد محمد البراهمي القيادي في الجبهة الشعبية ثارت اغلب القطاعات في تونس ضد حركة النهضة الاسلامية التي تم اعتبارها راعية للإرهاب و مسئولة بشكل مباشر عن الاغتيالات السياسية و مجمل العمليات الارهابية الاسلامية. رفضت الحركة الخروج من السلطة حيث صرح رئيسها السيد "راشد الغنوشي" ان "المجلس التأسيسي و حكومة علي العريض خط أحمر و ذلك في خط معاكس لمطالب الجماهير التي امتلكت الشارع و التي طالبت بحل المجلس التأسيسي و حكومة "علي العريض" الترويكوية النهضاوية.
قامت الجبهة الشعبية ليلة اغتيال البراهمي في 25 جويلية 2013، بإنشاء جبهة الانقاذ داعية مختلف الاطراف السياسية للالتحاق بها، و ذلك على اساس تحقيق المطلبـين المذكورين آنفا. حين بلغت التظاهرات اعدادا مهولة في تونس العاصمة، و بعد اجتماع باريس بين السيد " باجي قايد السبسي" رئيس حركة نداء تونس و الرئيس الحالي للجمهورية، و بين السيد " راشد الغنوشي" رئيس حركة النهضة التي كانت تحكم البلاد على فوهة بركان ساعتها، تم الاقـتـناع بضرورة الدخول في الحوار الوطني الذي نظمته مؤسسات المجتمع المدني.
هذه المؤسسات هي بالأساس الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يملك القوة في تحريك الشارع. فالاتحاد يتملك قـلوب الاغلبية في الطبقة الوسطى و المفقرة. انه خط نضالي اسسه الشهيد فرحات حشاد ليقارع الاستعمار الفرنسي، ثم بعد الاستـقلال حافظ الاتحاد على روحيته في الدفاع عن مصالح الشغيلة و المطالب الشعبية. كانت له محطات عـديدة في مقارعة السلطة و اهمها مظاهرات جانفي 1978 التي كادت ان تطيح بحكم الزعيم "حبيب بورقيـبة" برغم تمتع الزعيم هو الاخر بمكانة كبرى في قـلوب التونسيـين الى غاية اليوم.
الى جانب اتحاد الشغل كانت منظمة الاعراف التي تمثـل رجال الأعمال و هي المرة الاولى التي يتوافق فيها ممثل الشغالين مع ممثل الاعراف. و ربما كانت تلك من مزايا حركة النهضة التي وحدت المتناقضات في مواجهتها، و ذلك مثـل انضمام نداء تونس الذي يضم قاعدة عريضة من التجمعيين اي فلول النظام السابق، و لكنه عمل مع الجبهة الشعبية التي تمثل القوى اليسارية التي تجاوزت مرحليا تناقضها مع نداء تونس في سبيل تحقيق المطلب الضروري في انقاذ تونس من حكم الاسلاميين.
و كانت الرابطة التونسية لحقوق الانسان و هيئة المحامين الى جانب اتحاد الشغل و اتحاد الاعراف في تشكيل ما سمي بالرباعي الراعي للحوار الوطني. الحوار الذي كان مضنيا و مؤرقا للجميع و الذي كاد ان يفشل، و بالتالي يفتح البلاد امام سيناريوهات مختلفة كلها تندرج تحت مسار العنف. كان مطروحا بشدة انقلاب الداخلية على سلطة الترويكا، او انقلاب الجيش او كليهما. كان مطروحا كذلك حرب شوارع بين الاسلاميين و اليساريين و لكن حكمة زعيم الجبهة الشعبية السيد "حمه الهمامي" انقذت البلاد من الدخول في حرب أهلية حيث انه بث خطاب السلمية و التحاور و منطق التـنازلات الضرورية من اجل خير تونس الذي يجب ان يضحي من اجله الجميع.
الرباعي الراعي للحوار بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل حاز على جائزة نوبل للسلام. انه اعتراف بقدرة المجتمع المدني على الفعل السياسي في تحقيق الانتـقال السلمي للسلطة و هو ما حدث فعلا في تونس. و كم نتمنى ان تأخذ جل الدول العربـية مضمون هذه التجربة و صياغـتها حسب الاختلافات الموجودة بين بلد و اخر للمرور بأقصى ما يمكن من السلمية في انـتـقال السلطة. هذا الامر يتطلب اساسا منطقا نسبيا و ارادة التواصل مع الاخر المناقض و المختلف من اجل الوصول الى ما فيه خير البلاد و العباد.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لامعقولية الأبد الدموي السوري
- ما أتعس المحرمات
- المطرقة الروسية تفتح أبواب الجحيم و النعيم
- الوساخة اللذيذة
- وهم الموت
- الزعيم العربي الجديد
- الإنسحاق العربي الآتي
- الطبيب المريض
- الادب و الثورة
- انتصار الجبهة الشعبية لصالح الديمقراطية الحقيقية
- اقرا باسم ربك
- مشروع قانون للمصالحة ام للقمع في تونس ؟
- الدماء المراقة بين ارسطو و ابن رشد
- تساؤلات الى العراقيين
- مدينة العشق
- اليسار بين الانساني و السياسي
- الإشفاق على الذات
- نسبية القرآن
- ما اروعك يا ناري المقدسة
- مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي


المزيد.....




- إسرائيل تدرس توسيع نطاق حرب غزة مع وصول المحادثات إلى طريق م ...
- انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ في مصر.. والسيسي يدلي بصوته وسط ...
- السيدة الأولى للعراق تبين لـCNN سبب تركيزها على البحث عن الم ...
- نتنياهو يعلن أنه سيصدر هذا الأسبوع تعليمات للجيش حول أهداف ا ...
- عقود مرنة وتكاليف منخفضة: شركات النفط الصينية توسّع نفوذها ف ...
- شجار داخل القصر الملكي؟ الأمير هاري يوضح الحقيقة
- عقب إقالة مفوّضة الإحصاءات العمالية.. البيت الأبيض يُدافع وت ...
- هل إعادة فتح ممر بصرى الشام المؤدي إلى السويداء تشير إلى انف ...
- مدينة الفاشر المحاصرة.. الجوع ينهش السكان والمقابر تزداد اتس ...
- ليبراسيون: إجراءات السلطة تخنق المؤسسات الصحفية الخاصة بالسن ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس