أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - عمال صفاقس يؤكدون الثورة














المزيد.....

عمال صفاقس يؤكدون الثورة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزينت شوارع مدينة صفاقـس صباح اليوم الخميس الموافق لـ19 نوفمبر 2015، بآلاف الجماهير العاملة في القـطاع الخاص، و التي تدفـقـت كفراشات الربـيع تـنـشر عبـير الثورة في الاجواء السياسية التي اختـنـقـت منذ اندلاع الثورة في تونس سنة 2011. الاجواء الثورية التي اريد لها ان تختـنق بفعل حركة النهضة الاسلامية التي ارادت تحويل مطلب العدالة الاجتماعية الى مطلب الاسلام هو الحل، و بعد صراع مرير مع زيفها و اكاذيـبها بواسطة جميع القوى الحية في البلاد و ابرزهم الجبهة الشعبية سياسيا و الاتحاد العام التونسي للشغل. ثم صعد حزب نداء تونس الى دفة الحكم ليتواصل اتجاه الانزياح عن مسار الثورة و ان كان بوتيرة اخف و بتعاطي فيه من الاخذ و الرد مما أفـقـد الحركة العمالية و اليسار الثوري عديد الاوراق التي كان يراهن عليها لاستـئـناف مسيرة الدفاع عن الاهداف الحقيقية للثورة كثورة حرية و عدالة اجتماعية.
و اليوم تمكنت منظمة الأعراف من اهداء هذه الفرصة للاتحاد العام التونسي للشغل الذي تحرك لأجل اقرار الزيادة في اجور العمال بنسبة خمسة عشر في المائة، و هي النسبة التي اعتبرتها منظمة رجال الاعمال بالمجحـفة، و بلغ ببعـض رجال الاعمال الى التهديد بإغلاق منـشآتهم الاقـتصادية. بل ان حوارا تلـفـزيا بـين رئيسة منظمة الاعراف السيدة "وداد بوشماوي" و نائب الامين العام لاتحاد الشغل، عرف اشعالا للتوتر و ذاك حين قالت السيدة بوشماوي "فاليضربوا" بنبرة قرأ منها الممثل النقابي الاستهزاء باتحاد الشغل و العمال و سلاح الاضراب فأقـسم أمام الملأ ان الاتحاد سيمضي في اتجاه القيام بإضراب القطاع الخاص في مدينة صفاقس نظرا لكونها اكثر المدن التونسية حيوية اقـتصادية، بل انها تصنف بالعاصمة الاقـتصادية لتونس.
و اليوم شهدت المدينة نجاحا كبيرا للإضراب حيث نزل ما يفوق العشرة آلاف عامل الى شوارع المدينة، مما يؤكد تـنامي الوعي العمالي بحقوقهم و التـفافهم اكثر فأكثر حول منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل، و يؤكد مرة اخرى ان الاتحاد هو اقوى مؤسسة في البلد و انه يعرف ما يفعل.
و انه من خلال الوجوه العمالية المستبـشرة و المستهزئة أغـلبها بتهديد بعض رجال الاعمال بغلق المؤسسات، حيث اعتبروا ان تلك المؤسسات هي مؤسسات العمال و سيستولون عليها متى ما أقـدم فعليا احد رجال الاعمال لغلق المؤسسة، ذاك ان علاقة الاخير بالمؤسسة هي علاقة ارباح يريد تـنميتها باستمرار اما علاقة العمال بها فهي علاقة هوية و كينونة و حياة، و بالتالي سيدافعون عن امتلاكهم لحياتهم. و انه قد حصل فعلا هذا الامر لمصنع في صفاقس مخـتص في التعليب منذ نحو عشر سنوات حيث اراد صاحب المصنع غـلقه فتحالف العمال مع مدير المصنع و طردوا صاحبه و تواصل العمل في المؤسسة الى غاية اليوم مع تحديد مستحـقاتهم بأنفسهم و تمتعهم بها و صرف الارباح الى صاحب المؤسسة في حسابه البنكي دون ان يتمكن الى اليوم من زيارة مصنعه.
و ان اجواء اليوم في جوهرها تعد اتصالا مباشرا بالمطلب الاساسي للثورة و هو العدالة الاجتماعية، و ان الشارع الذي زينه العمال اليوم كأنه قد أزال عن نـفسه القاذورات التي وضعـت بـين ثـناياه منذ اندلاع الثورة الى اليوم للتغطية على الوجه العمالي و العدالتي اليساري الاشتراكي للثورة التونسية.
و كان القيادي في الاتحاد العام التونسي للشغل السيد "سمير الشفي" قد أكـد ان الحلول الاقـتصادية التي تـزمع الحكومة القيام بها لا يمكن ان تكون على حساب العمال و حقوقهم في الحياة الكريمة. و بمعنى سياسي اشمل فان الحلول الاقتصادية الحقيقية و الثورية لا تكون في اتجاه ترضية رجال الاعمال و حمايتهم و انما العكس تماما. اي نمط اقـتصادي مغاير تـتحمل فيه الدولة مسئوليتها التامة في العملية الاقتصادية.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس
- - حمه الهمامي- ، الزعيم النبيل
- اللحظات الحتفية على عتبات المطلق
- العنف و العاطفية
- بؤس الغد على وجوه الأطفال
- ورطة اسرائيل
- حكمة الزعيم بورقيبة
- العداء التركي للعرب
- حلم العراق
- جائزة نوبل للسلام تمنح لتونس
- لامعقولية الأبد الدموي السوري
- ما أتعس المحرمات
- المطرقة الروسية تفتح أبواب الجحيم و النعيم
- الوساخة اللذيذة
- وهم الموت
- الزعيم العربي الجديد
- الإنسحاق العربي الآتي
- الطبيب المريض
- الادب و الثورة


المزيد.....




- إسرائيل تدرس توسيع نطاق حرب غزة مع وصول المحادثات إلى طريق م ...
- انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ في مصر.. والسيسي يدلي بصوته وسط ...
- السيدة الأولى للعراق تبين لـCNN سبب تركيزها على البحث عن الم ...
- نتنياهو يعلن أنه سيصدر هذا الأسبوع تعليمات للجيش حول أهداف ا ...
- عقود مرنة وتكاليف منخفضة: شركات النفط الصينية توسّع نفوذها ف ...
- شجار داخل القصر الملكي؟ الأمير هاري يوضح الحقيقة
- عقب إقالة مفوّضة الإحصاءات العمالية.. البيت الأبيض يُدافع وت ...
- هل إعادة فتح ممر بصرى الشام المؤدي إلى السويداء تشير إلى انف ...
- مدينة الفاشر المحاصرة.. الجوع ينهش السكان والمقابر تزداد اتس ...
- ليبراسيون: إجراءات السلطة تخنق المؤسسات الصحفية الخاصة بالسن ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - عمال صفاقس يؤكدون الثورة