أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 10














المزيد.....

بدوية 10


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


كانت الفتاة ساقطة على وجهها بالكاد تتنفس ...كانت تلهث بشدة ووجها ممتقع ...كانت تنتظر اهل المنخفض ..وهم نائمون !!.....
لم يكن نور الشمس قد صعد بعد وارتفعت رائحة محروقاتها فوق المرتفع من بيت الصخر ...كانت رائحة الشواء تتخلل احلام كل جائعا يجلس فى المنخفض..ايقظهم الجوع فخرجوا خارج خيامهم ..وقفوا اسفل المنحدر ينتظرون دورهم فى الصعود ...دغدغت الرائحة بطونهم الجائعة فلم يعد صوت الفتاة النائحة يهم ...ولا طعم شوائها ..كان وقف انات الجوع تجعلهم يقفون فى شغف...كانت السيدةهناك تقدم التضحية بنفسها ...لم ترسل احدبها ليفعلها مثل كل مرة..لم يسمعوا صوت صراخ الفتاة لكنهم شموها من بين رائحةالشواء ...انتظروا حتى انتهت السيدة فصعدوا المنحدر تباعا وكلامنهم حصل على نصيبه !!....
كان يعلم ان دوره قادما لا محالة ..وانها سحبت قوتها منه حتى يصبح ضعيف منذ ان كان طفلا وهو يشعر بخوفها منه..من قوته لم تخشى اخويه بقدر حذرها منه ..وضعت امامه العراقيل حتى لا يمضى خطوة الى الامام لكنه كان ينجح ويمضى وهو لايصدق بسمتها امامه وهو يعبر..شعر فى البداية بالاسى ..لكنه ادرك خوفها ...كان يعلم ان هذا اليوم قادم وستلقى به فى المنخفض معه فقراءها وعبيدها ليصير واحدا منهم ...عبدا بعد ان كان سيدا ...ولكن مهلا كانت فى الليل تبكى يسمع صوتهامن مخدعه ..كانت تنوح هل كانت تعلم انه سيتمرد ام هل كانت تعلم انه سيحمل نفس قوتها وان على احدهم مواجهة الاخر لا محالة ...
كان البكر يراقب الليل المتسلل من فتحه الكهف الصغير الذى اوجده له الغريب...بينما اوقد له الغريب النار لتشتعل وتدفئه بينما استمر البرد ينخر فى عظام البكر ...كان البكر ينظر الى الليل يبحث له عن خلاص بداخله بينما عين الغريب تراقب القبور من بعيد ..كان الاهالى ياتون ليلا يدفنون موتاهم فى صمت ..كانت القبور مواجهه للبحر ...لم يكن هناك نائحون ...حتى صغارهم صامتين استنفذوا بكائها على الجوع ...
راقبها الاحدب وهى تؤدى رقصتها ،ابتسم عندما استمعت اليه وسدت جوع المنخفض والقت العقوبة المستحقة ..لكنها لم تكن سعيدة ..كانت ترقص رقصة الحزن ..هل حزينة عليها؟..ادركت هى ما يجول فى عقله ..قالت :الفتاة اعدت لذلك مسبقا وقد علمت ان الوقت حان ..لكنها جاءت مرسال ..مرسال بتمام الزمان ..البكر سيعود للتمرد ..سيتمرد عليه ايها الاحدب ..سيتمرد على سيدته وامة ...
من قال سيتمرد سال الاحدب ؟...
نظرت له بغضب :منذ متى تعلم ؟...قلت لك سيتمرد ..الفتى اختار هلاكه ..اتفهم ..ولكن انظر لنفسك كيف ستفهم ..
حدق الاحدب بها وهى تستدير لتكمل رقصتها كان ضوء القمر ينعكس على جسدها الذى يتمايل ببطء..عقد حاجبيه ..لم تنفر منه هكذا من قبل ..
ماذا هل قولت من انت؟..حسنا انا الوحيد ..انا الغريب..انا الشريد ..انا المطارد ..لا يهم ان كنت من قبل ثائر او متمرد ..لا يهم ان كان لدى اصدقاء وعائلة ..لا يهم ان ولدت امى ولا اجيد الحروف ..حروفكم التى صنعتها لهؤلاء ايها البكر ..لا يهم اى من هذا ..انا يتيم ولا شبيه لى فى ارضك لا مرتفعك ولا منخفضك ..ولكن ما تعلمه انى انا الغريب ....
قال البكر :نعم من انت ؟...
ابتسم الغريب:انا الكاتب الحقيقى !!......
كان الصياد يتطلع الى ولديه النائمين يرتعان من البرد ربما لو تناولا القليل من الطعام لامدهم بالقوه ليتصديا لذلك البرد القارس والتى هربت منه امهما ورحلت ..وحينما سالا الى اين؟..اجابهم هاذيا :حقا لست ادرى ..لست ادرى ان كان هناك شبعا حقا ..هى قالت ..ولكن السيدة قالت ايضا قالت لنا منذ زمن ساطعمك ..ما اعطتنا اياه بالكاد سد الرمق وعاد الجوع...كانا يرتجفان الان ..حاول ان يضع قطعة من القماش ليسد بها فجوه خيمته لكنها سقطت بفعل الرياح...اقترب منهما .كانا باردين ..مسح جسديهما علهما يتدفئان .ولكن دون جدوى..غضب خرج من خيمتة ..ركض هناك نحو المنحدر ..سيصعد للسيدة ..تذكر كلمات الغريب..اليست ميتا بالاساس مما تخاف؟..هل وفت هى بوعدها لكما ...الم تقل لا جوع ولا برد ولا خوف..والان انظر لحالك ..اصعد لها واخبرها صوت الاهالى ..ذلك الاحدب يحجب عنها الصوت ..تذكر منذ ان ظهر ذلك الاحدب فى حياتنا ولم يعد الخير ياتينا ..حتى السيدة انصرفت عنا لشؤنها..كان يتذكر ضحكة ذلك الغريب وهو يصعد ..لا لن يجلس فى خيمته يشاهد ولديه يموتان .زعلى الاقل هناك امامها سيموت صارخا عل المنخفض يخرج من خلفه ..تلك السيدة كذبت على احدهم ان يقول لها ذلك ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدوية9
- بدوية8
- عبثية وممتعة..مارجريت
- كيف تعمل ما لا تحب ...ميم
- اعطيهم وقتى ولست عبدة..عايدة
- بدوية7
- بدوية6
- بدوية 5
- لست انا الشريرة عايدة
- بدوية 4
- من عايدة الى كلودى كيف تكرهين وليدك!
- نحن الذكر والانثى معا
- بدوية 3
- احضرت روحا بائسة الى العالم..كلودى
- بدوية2
- سانجب طفلا..سوزوران
- رأيت فيما يرى النائم ..ملاك الموت
- بدوية1
- ليست عادلة هى مدينتى...انديرا
- هى قاتلة هى..عايدة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 10