أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 3















المزيد.....

بدوية 3


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 06:55
المحور: الادب والفن
    


بعضهم قال هذا الاحدب هو جنها والاخر قال لا بل سحره وشوه جسده لانه نافسه والسيدة ذات قلب رحيم طلبت منه ان يعفو عنه وان يتركه خادما لها ففعل حتى لا يحزن قلبها .عاد صوت المنادى من جديد يدعو الناس للزينة والاحتفال فالسيدة امرت ومدينة الرمال ستلبى ..وضعت المدينة اعلامها جوار اسم المدينة واللذان كانا باختيار السيدة ..اذا سال فتى صغير امة اخبرينى عن مدينتنا ..فستجيب انها السيدة انها من احضرتنا معها الى هنا ولو لاها لكنا من الهالكين ..من يوم ان سادت علمنا الخير ولا نذكر من قبلها احدا ...
سمعوا المنادى ينادى "يا اهل مدينة الرمال اذهبوا الى حيث البحر واغتسلوا فيه وتطهروا ..عليكم ان تزيلوا اللعنة التى اصابت السيدة من اجسادكم ..فاللعنة اخترقت اجسادكم الضعيفة واصابت منها السيدة " خرج الاهالى تباعا نحو البحر...
انتفض الغلام وهو يرى القادمين نحوهم تذكر تلك الحكايات التى سمعها وهو صغر يتجول فى مدينتة لاجل الطعام بعد ان طرد من بيت ابيه ليكون الشارع مسكنه ...قال الزمار انهم ياخذون دماء الغرباء ويضعونها على اجسادهم للشفاء من اللعنات...كاد ان يصرخ بعد ان اقترب احدهم منه لكنه اكمل طريقة..طريقهم نحو البحر ..رأهم يهبطون حتى رؤسهم ثم ينتفضون خارجا ..كان ذلك الرجل الذى يطعمهم كل تلك المدة فى السفينة هو اليد والوجه الوحيد الذى رغب به كل من تكدسوا بتلك الغرفة الضيقة ..حاولوا جاهدين ان يتبينوا ملامحه الا انه لم يمهلهم فاكتفوا منه بيده التى تحمل لهم الطعام ..كسر خبز وبعض السمك يلتهموها فى تلذذ ..سالهم الغلام :لما اختطفنا والى اين ياخذنا؟
صمتوا ولم يلتفتوا اليه ..اكملوا طعامهم ثم علا صوت نومهم ..عد هو ينظر لسمائه من جديد ..حاول ان يخبر نفسه بانه ذاهب الى مدينة اخرى بعيدا عن ابيه واخوته الذين طردوه ..لم يخبر احدا من قبل ان احب البحر ولم يعد يهابه بعد ان علم سكناته ولحظات غضبه ..اراد ان يتجول بداخله ويعبر منه المدن ..فى ذلك الرصيف المقابل لبيت ابيه حيث سكن تعلم ان المدن هى مسكنه وليست الجدران والابواب ..كره الابواب المغلقة واحب النظر الى السماء يراقب نهارها وليلها ولم يمل ذلك ابدا ..كلما مر عليه الزمار مساء اسمعه قصص المغامرين داخل ذلك البحر الهائج ومنهم من نجا بعد ان روضة ومنهم من هلك وعاش بداخله ولم يعد يعود للمدن ..يقول بانهم يتزوجون بعرائس البحر ويكون الماء مسكنهم ...كان يراقب المساء منتظرا ان تخرج له من داخله احدى تلك العرائس وتجذبه معها الى الداخل وهو لن يعترض او يفكر او حتى يتراجع مفضلا عنها اى مدينة ..فقد علم ان المدينة ليست مسكنه ...
اغمض عينيه وبقية الاعين تتفحصه ،لم يكن بمفردة فقد كان حال كل من ربط معه بذلك الحبل ..بعد ان عاد الاهالى من البحر ..عادوا ليقف كلا منهم متاملا اجساد الصبى والفتاة ..الرجل الاسود والاشقر ..اليافع والمسن ...الهزيل ..وما ماذا جميعهم يعانون الهزال ..هزال الخوف والثبات داخل غرفة اسفل السفينة ..بينما الغلام لم يعد يبالى انه هناك يشاهد عروس البحر تقفز مبتسمه له فيبادلها الابتسام ..يصم اذنيه عن سماع ذلك التاجر الذى اقترب واشتراه والصبية سيكونان معا اذا ..الظلام لم يمنعه من رؤية ملامحها ....
انتقل الاحدب بخطوات ثابتة رغم الالام ظهرة التى يخيفيها عن اعين الخدم ...والسيدة..حتى لا تجذع ..فتح غرفة الطعام ووقف جوار الطهاه تذوق جمع الاطعمه ثم امرهم ان يتبعوه كانت هناك ذلك الصباح ..فى تلك الشرفة المتسعة ..اسدلت شعرها وارتدت خلخالها وجلست تبتسم لطاووسها ..عندما فتح الباب امعن النظر فى وجهها الذى عاد مثلما كان قبل المرض..لم يمنع نفسه من الابتسام فى وجهها ..لم تبادله الابتسام ..امرهم بوضع الطعام عند قدميها ..رحلوا ..جلس اسفل قدمها اليسرى ..كان يبتسم وهو يراها تتناول الطعام ...كانت تبتسم له وتقول فى ساعة الصفا انك من القاه البحر لى كاعتذار ..نعم لاتتعجب البحر ازعجنى كثيرا من قبل وكان عدوا لمدينتى ولكننى اخضعته ..اتفهم ..صار خادما لى ..وسيجلب لى العمر المديد..كان يبتسم لها راضيا ..كان ذلك الاحدب الذى ولد فى بيت كبير فى مدينة نسى اسمها وعندما كبرت حدبته ..خرج من ذلك البيت بلا رجعة ..تلقفته يد بستانى عجوز ..وضعه فى كوخه ليكبر وتكبر معه حدبته ..تجبره النظر الى الاسفل ودائما وكلما ارتفعت عيناه الى الاعلى ..اجبرته الالام على النظر حيث الارض ..اختبرها ..الارض وحفظ اشكالها وملامح قاطنيها ..كان يكفيه ان ينظر للحذاء فيعرف من المقبل ..كان يتسلى بان يخمن كيف يعيش ذلك الحذاء الان ..هل مثل حذاءه صاحب الرقعة الممزقة الكبيرة والتى تخرج منها اصابع قدمه الضخمة معلنه استياءها منه ...ام هى منعمه مثل حذاء تلك الصغيرة ...او ذلك الرجل تاجر مهلا لديه صوت يشبه صوت ذلك الرجل الذى لفظه من بيته منذ زمن ..نعم انه هو ..جاء متبرما ..القى اليه بحذاء جديد ..كان التاجر تعيس اهل بلدته يعلمون لمن تلك الحدبه.. وكان عليه ان يلم تلك الرقعة ....فيلقى بالحذاء الجديد ويركض الاحدب ليقبل يده سعيدا بذلك الحذاء الذى سيبعد عنه ضيق من ينظرون الى اصابعة الغليظة ذات الستة ...توقف قلبه عن الخفقان لثوان عندما اخبره البستانى بان عليه الذهاب للبحر وان تلك المدينة لم تعد له ....اعطاه ذلك الخاتم .همس اذهب وذلك الخاتم سيرشدك لصاحبته يوم تراه اجعله فى طاعتها فذلك هو قدرك ايها الاحدب...
اولاد السيدة قد قدموا تنبه على صوت الحاجب ..عاد الاحدب من شروده من ابتسامته فى وجه السيدة وحل محلهم الخوف والجزع ...قدم الثلاثة لرؤيتها بعد ان هجروها ..اختفت ابتسامتها ولكنها شردت قالت كنت انتظرهم ...
فى ذلك المساء عمت الرفرفات قصر السيدة تهامس العبيد فيما بينهم عن سبب عودة ذلك المجنح الذى ياتى فى المساء ويقف على شرفتها ويحملها معه بعيدا ،بعضهم قال انها تتجسس وتعرف المستور واخرون قالوا بل يخبرها طائرها بكل ما يجول خلف البحار وارض الرمال واخرون قالوا انه يطير بها الى السماء العالية ويريها ما لم تراه عين انس من قبل ..ولكن تلك الليلةانقبضت القلوب ..خبر عودة الفتيان اثار الحذر فى جنبات القصر من جديد ،فبالتاكيد علموا من جواسيسهم ان السيدة قد مرضت وقد حضروا ليلحقوا بالمنافسة التى ستقام لاجل اختيار حاكم الرمال الجديد ...منذ يومين شاهدت الخادمة الاحدب وهو يمسك بالساعة الرملية للسيدة واخبرت بهذا الجميع ..عم الخوف من القادم الغريب..غريب وان كان ابن السيدة فلم تاتى السيدة بابنا مثلها قط .....
استيقظت الصبية فزعة ..شهقت تتلمس الهواء ..بحثت عنه داخل غرفتها الضيقة فى بيت سيدها لكنها لم تجده ..وجدت نفسها فى الطريق ..كانت تسير فى الظلام وعندما وقفت فى الساحة صرخت "انتبه لنفسك اتسمع ..لم يتبقى لك وقتا طويل ..هيا عد حسناتك من الان ..عد سيئاتك من الان ..وتأسف ..تأسف كثيرا لانه لم يعد يبقى لك سوى ايام ..هيا انهض فى تمام القمر المقبل ستخرج من جوفك وبعد تمام الثلاث سترحل معها قبل الشروق ..ايها النائم منتظر الجلوس ..لم يعد لك هنا جلوسا فقد قالت انك تلك المرة حتى مدينة الشروق لن ترضى "
سرى هذيان الصبيه بين البيوت التى فتحت نوافذها لصوت الصبيه المبحوح فى جوف الليل الحالك ..ما بك ياصبيه ؟تسال العجائز..خافت النساء وتراجعن عن النوافذ..زفر الرجال فى خوف من القادم ..لم تتوقف الصبيه الغريبة ..تحركت قدماها صوب البيت المهجور واتخذت عليته لها ملجا تطلق فيها نبؤاتها واوامر المكتوب على رؤوس اهل الرمال الذين اصابتهم الحيرة وكرهوا سماع صوتها ومن منهم حاول الخلاص منها قبل صعود الشمس خرج صوت البكاءمن بيته ..فزاد خوفها بين الناس وكتموا صوت تبرمهم ...مضت الليالى والصبيه على حالها تطلق صوتها كل مساء وتعود لسيدتها كل صباح ....
لم يكن امامها سوى استكمال الرحيل ،كان وجهها فى ينبوع المياة هو رفيقها الوحيد ..حسنا وكان هناك ذلك الجبل العالى الذى طالعها من بعيد ،فى البداية ارادت الابتعاد عنه وتجنبه لكنها لم تستطع تخطيه ..اجبرت على ان تكمل طريقها وتصعده ..ان تغمس قدميها فى رماله وتنبش فيه بمخالب يدها حتى تصعد الى قمته العالية ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احضرت روحا بائسة الى العالم..كلودى
- بدوية2
- سانجب طفلا..سوزوران
- رأيت فيما يرى النائم ..ملاك الموت
- بدوية1
- ليست عادلة هى مدينتى...انديرا
- هى قاتلة هى..عايدة
- يعود الماضى يعود
- هل يمكنك الرحيل...مارجريت
- احكام مولدى..انديرا
- الى جدتى ..مارجريت
- اود الرحيل...عايدة
- لحظات هاربة ..ميم
- انها تبتسم
- كلودى لقد بدأت هناك برحيل الصغيرة ..
- عجوز...ابى
- تلك الصفعة التى ايقظتنى ؟
- انتحار كاتبة مبتدئة
- مارجريت انها فقط عايدة اخرى
- ابنة الشيطان 8


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 3