أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية6














المزيد.....

بدوية6


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


جعلت كل طوبا فيك تحكى عن عصر ..جعلتك الماضى والحاضر ..لم اترك فيك فراغا الا وملئته والان بعد ان صنعت القصر والصخر والمرتفع ..بعد ان احييت مدينة لم تكن ..بعد ان عرفتم الاطمئنان على يدى ..هكذا ادرت ظهرك عنى ..عن امك لم تلتفت ..اهنتها وسط الجمع واعلنت عليها الحرب..وقلت فى نفسك انها من المنخفض وان سليل المرتفع ..قلت لنفسك ان الكرسى لك والسيدة غدا تموت ..لا ايها الصبى انك تجهل بدوية ولا تعرف من هى امك ...وان قبلت ان تخرج وتولى لى الظهر فستعود ولكن تلك المرة لن تخرج مرة اخرى ابدا ....وقفت السيدة من فوق شرفة قصرها العالى تطل من بعيد على البحر فى شوق ..لمحها الاحدب وهو يتقدم نحوها ببطء على النحوالمسموح ..ترى هل تعرف هى ايضا عالم البحر وخبرته مثله من قبل ؟ام انه يهذى .....
هرب الفتى من وجه سيده الى المنخفض ،كان الباعة فى كل مكان بالمنخفض ولم يكن هناك موطىء قدم ،كان الفتى جائع وبردان ..ارتمى بجسده جوار خيمه ،كان بالكاد يلتقط انفاسه ،خرجت يد من الخيمة بقطعة خبز التهمها سريعا دون تفكير ثم غرق فى سبات عميق..
هل كانت تلك قطعة خبز..ماذا عن طعم الحلاوه فى فمى..استيقظ الفتى داخل خيمة نظيفة على جانب المنخفض..بعيدا عن الباعة وخيم الفقراء..تحرك من فراشه الدافىء فى بطء..تراجع طمئنته بسمه على شفتا الرجل ..سال الفتى من انت ؟ابتسم الرجل الغريب ..من انا ..انا من هنا من اين انت ؟..تلعثم الصبى ..غريب..ضحك الرجل انت ايضا مثلى غريب ..انا ايضا كنت غريبا مثلك ولكننى هبطت من بيت ابى ولكنك انت طردت بينما انا اخترت ....
اكمل فى تهكم :اخترت ان تحكمنى تلك السمراء ...ابتلع الفتى ريقه ..كان يعلم ان عقوبة الحديث عن السيدة هو الموت ..التفت من حوله رربما كانت هناك اذن تتنصت عليهم من خارج الخيمة ..اكمل الغريب :لا تخف لا احد هنا يسمعنا ...نظر الفتى لعينيه شعر بالخوف هم بالخروج ..استوقفه الغريب انتظر تناول معى الطعام اولا ...لم يستطع ان يرحل كان يتضور من الجوع فاختار المكوث وتناول الطعام مع الغريب ..
لاحظ عمامتها التى تهتز واضطراب جسدها باكمله رغم ما اظهرته من قوة امام الجمع الذى نظر الى الاسفل ما عداه كان يعلم ان منهم من يريد الخلاص منه ..كان يعلم انه لم يعد الغريب الوحيد فى تلك المملكة وان هناك اخريين هبطوامن ديارهم الى هنا لينتزعوا منه السيدة ..لكنه لن يسمح لهم ...ربما كان هذا فيما مضى امام الان فلا ...لقد احبها حقا ...ولم يعد يريد ايذائها بعد الان !!...
اقترب منها رجال حاشيتها الواحد تلو الاخر طلبتهم على حدا ،كانت تعلم ان البكر اعلن عليها العصيان امام الجميع ..ولكن من منهم خانها ..من جرؤ وفعلها ..من شعر بضعفها ؟..من علم انها اعطت البكر من قوتها ؟....ولكن عقوبة الخيانة واحدة اى ما كان صاحبها ..
كانا يسيران معا فى المنحدر لا يعلم لماذا اخذه بعيدا عن المرتفع واقتربا من شط البحر..ظن الفتى الغريب يريد الخلاص منه فى المياه ..او ربما علم برغبته فى البحر وسيريه العوالم الاخرى التى اراد الخروج والبحث عنها ..عندما اقتربا من الشط ترك الغريب ذراعه وتقدم وحده ببطء ناحية الشط تاركا الفتى من خلفه يقف مندهشا ينظر من حوله يبحث عن شخصا ما يساعده من ذلك الغريب المجنون ...لكن المكان خالى ..ابتسم الغريب:لا ياتى احدا الى هنا الا بامرى ..ابتلع الفتى ريقه كيف علم انه يود الهروب ..حاول ان يتحدث سيدى ولكن صوته خرج مرتعشا ولم يكمل نطق جملته ..تسمر الغريب ينظر الى الموجة الصغيرة القادمة من امامه ..ارتفعت وكانها تداعبه ثم انخفضت لتاتى غيرها تباعا ....سمع صوته يساله :الا تحب البحر ايها الفتى ؟...
تلعثم :نعم
اجاب الغريب :انا ايضا كنت احبه ..اتعلم انا لست من هنا ..هى من اجبرتنى على المجىء الى هنا ..كنت اعيش فى عالمى ..كان لدى خدمى وحاشيتى مثلها ولكنها فضلت عنى ذلك الغريب الاخر ..ذلك المشوه ..كنت شابا ويافعا ..اتعلم ..كنت مخلصا لها وبصدق .. حتى اننى فضلت ان اكون من خدمها ..ولكنها ابت ..ارادتنى ان اخدم ذلك المشوه ...هى من صنعته ..ماذا كان من قبل؟..لا شىء..لا يهم ولكنها فضلته...
استدار للفتى الذى حاول التراجع ..واكمل :لكن الوقت قد حان ليخرج كتابى من جديد ..كتابى الذى اخفته عنى ..كتابى الذى احرقته امامى لاجل ذلك الاحدب وانت فقط من سيعيده لى ثانيا ..
تراجع الفتى فى ذعر انا ولكن ماذا ..انتظر انا لست من تلك المدينة ولا اعلم عن سيدتك شىء انا هنا مجرد عبد احضر ليخدم سيد اشترى من سيد اخر حمله معه فى البحر ليبيعه ولست اكثر من ذلك ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدوية 5
- لست انا الشريرة عايدة
- بدوية 4
- من عايدة الى كلودى كيف تكرهين وليدك!
- نحن الذكر والانثى معا
- بدوية 3
- احضرت روحا بائسة الى العالم..كلودى
- بدوية2
- سانجب طفلا..سوزوران
- رأيت فيما يرى النائم ..ملاك الموت
- بدوية1
- ليست عادلة هى مدينتى...انديرا
- هى قاتلة هى..عايدة
- يعود الماضى يعود
- هل يمكنك الرحيل...مارجريت
- احكام مولدى..انديرا
- الى جدتى ..مارجريت
- اود الرحيل...عايدة
- لحظات هاربة ..ميم
- انها تبتسم


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية6