أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 5















المزيد.....

بدوية 5


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 07:09
المحور: الادب والفن
    


حملت جره الماء التى طلبت منها ان تحضرها لهاداخل كهفها ...كانت ترتدى الجلباب الابيض مثل جدتها ..جدلت شعرها مثلما يجب ..لاول مرة ترى وجه بشر منذ قدمت الى هنا ..كانت تخرج كل صباح حيث البحر الذى ارشدتها نحوه ..علمها ان تردد ذلك النشيد وهى تملىء جرتها بالماء ثم تعيد صبها فى البحرمن جديد ..فى ذلك اليوم عندما عادت لمحت الوجوه تخرج تباعا من لدى الكهف ..جذعت ركضت نحوها ..وجدت جسد العجوز متدلى على صدرها ..سقطتت امامها تبكى ...لكن العجوز شهقت وتحركت ..عادت عيناها الذائغتيتن الى محجرهما من جديد ..تطلعت الى الفتاة ...ابتسمت :بدوية لقد اقترب الميعاد ..عاد العجوز الى ثباتها من جديد ....قالت لها عندما ياتى لا تجذعى وافعلى ما يطلبه منك سيرى من خلفه فلقد انتهى وقتك هنا ..بكت قالت لها ولكن ..لا ليس بعد ان عدت لى ياجدتى ...ابتسمت لها العجوز عليك الذهاب..تشبثت بها لا لن اذهب ساظل معكى هنا سنبقى سويا مثلما كناا..قالت قدرك لا يعاند ياابنتى ..عليكى الذهاب ..
قلت لا سابقى معك لا لا اهتم بمدينة اخرى او اناس اخريين ..جذعت عندما امتدت اليها لسعات الافعى ..كان وجه الجدة قد رحل وخرجت عوضا عنه الافاعى تحاول التشبث بها ..حاولت الصراخ او التراجع لكنها لم تقدر ..شلها الخوف ...سمعت صوت رفرفة ...رأت وجه النسر قادم ..ركضت ..ارتمت على ظهره ..حلق بها بعيدا ..اغمضت عيناها لتحفظ صورة الجدة فى قلبها من جديد ....
غفت وعندما فتحت عيناها تطلعت الى عيناه ..كان ينظر الى وجهها الصغير ويداعبها بمنقاره حتى تستيقظ ..استدارت من حولها حيث الشاطىء من خلفها ..حاولت النهوض فسقطتت لكنه رفعها عن الرمال بمنقاره ..سمعت صوته ينطق لاول مرة قائلا تلك مدينتك ..تطلعت الى وجه النسر لا تصدق تمتم "كان هناك اثنان يتنافسان منذ البداية ..كلاهما كانا واحدا ولكن احدهم تمكن منه الروح الشرير فاختار روح الشر بينما الاخر استمتسك بروح الحق ..انهما من ابدعاك ولكن عندما تحين النهاية من معك سيرتفع الى المقام الاعلى ومن عاداك سينخفض الى الهاوية "

فى تلك المدينة وجدت نفسى بعد ليلة البحر لا اعلم ان كنت اهذى ام لا ..هنا حيث المنخفض والمرتفع ..علمت ان فوق للسيدة ورجالها وعلمت ان المنخفض لمن هم مثلى ..لم ارى اعداد من البشر مثلما رايت فى ذلك اليوم ..بشرة سوداء وبيضاء ..خلاسية وصهباء ..رايت خيام ممزقةوشممت رائحة العفن ورائحة الاسماك ..عندما احاول تذكر وجهها تلك الليلة تضيع منى ملامحها وكانها لم توجد من قبل ..فى تلك المدينة يفصل المنخفض عن المرتفع ممر طويل ..الاشجار على جانبية ..ولكن هناك حيوانات ايضا ..يقال ان قلائل هم من عبروه وعادوا من جديد ..ولكن كل من ذهب ولم يعد كان بامر سيدة تلك المدينة ومؤسستها ..يقولون انها اول امراة حطت بقدميها على تلك المدينة ..وكان معها عبيد ضائعين سمر اللون ..مثلها ..وبقايا جنود ضاعوا من مدنهم ..وفقراءكثير من الفقراء ..يقال ان كان معهم مرتدى العباءات السوداء ..هؤلاء صنعوا لها اكواخا طافت فى كل بقع المدينة المرتفع منها والمنخفض ...لم يعرفوا سوى السيدة ..عندما تمطر بشدة وتنذر بالسوء يركضون لها ..وعندما يزداد السمك ايضا ...كانت تتقدمهم فى بيت من الطوب صنع خصيصا تذهب اليه مرة كل عام وترتدى زيها الارجوانى ..وتضع قلادتها الذهبية ...وخلخالها يرن بقدميها يسمع من هم فى المنخفض ...ويسير من خلفها كل من تبعها ..فى ذلك اليوم فقط يسمح للمنخفضين ان يرتفعوا ..لمرة واحدة فى العام ينتظروها ليروها فيه ..تمر من الطريق المعد ويقفون فى انتظارها ...ومن تلمس يديه ..يكون المحظوظ من بينهم ...
عجيب هو امر تلك السيدة فهى من صنعت حياة تلك المدينة وهى القادرة على موتها ايضا ..ليتنى امتلكت تلك القدرة التى لديها على الحياة ..هل تحسدنى انا الاحدب؟ ربما ..لست ادرى احيانا اعلم هذا فى داخلى واحيانا احسدها انا ..لا اعلم لما اصعدتنى معها هناك فى المرتفع حيث قصرها ..كنت دائما بقربها لا احيد بعيدا عن ناظريها ..احببت عيناها ..انها لا تشيخ تستمر دوما فى الحياة هذا هو سر السيدة ..انها لا تموت ..ولا يعلم هذا السر سواى ..حتى ابناءها ينتظرون منها الموت ..لكنى اعلم انها لن تفعل ..
ولكن ذلك اليوم كان مختلفا لم تاتى السيدة لبيت الصخر الذى صنعته فوق المرتفع فى احتفالها السنوى بمفردها بل تبعها ابنها الاكبر ... لا يعلم احدا لم غادر وابتعد عنها..واي مدينة اعاطها بعيدا عن مدينة امة ..وقف الاهالى ممن سمح لهم بالصعود على جانبى الممر المعد ..تطلعت العيون منتظرة قدومها ..طال الانتظار تململ الناس خوفا ..هل عادت للمرض من جديد ؟...فتحت البوابة الكبرى ..صرخ الحاجب السيدة ..انحنوا من امامها لم يكن لهم حق التطلع ..رن خلخالها وقدميها الحافيتين ...وردائها الارجوانى الفضفاض ينسدل عليها...كانت تسير ببطء واثقا نحو مذبحها ....
بينما كان ابنها يتبعها ..انحبست الانفاس ..صارا حتى البيت الصخرى ..حتى الغرفة المخصصة ..تعلقت الوجوه بذلك الابن ..جلست السيدة على كرسيها ..صعدت رائحة البخور ..شموا رائحة الاعشاب تحرق ..سمعوا صوت الطير وهو يذبح .. حان وقت انحناء الابن ..حان وقت اصعاد البخور ...حان وقت الفرح والسرور ...لكنه وقف...
تطلع الى عيناها ..كان يحمل سمارها ..عيناها ..تطلع فى عيناها واستدار ..دقت الطبول ..تحلق من حولها فى رقصتة الوحشية ...فى اشارته الرافضة لها ..دبدب بقدميه على الارض ساخطا فى حين حملقت فى وجه ..جسده وهو ينتفض ..القى بالطيور...اوقف البخور ..صمت الجمع ..حبست الانفاس ...استمر فى رقصته الجامحة غير مبالى بنظراتها نحوه ...لميعد يخشاها بعد الان ...قامت من امامه واطفئت نيران بخورها واكملت ذبح الطيوروالقت بدمائها فى الهواء نثرها على الارض وعلى الشط ....
تأفف المنادى عندما اعلم ان عليه الاستيقاظ مبكرا ذلك اليوم والطوف فى المنخفض بين الخيم الممزقة ورائحة العفن لاخبار الناس عن قصة المدينة والسيدة منذ البداية من جديد ،تذمر لقد عادت تلك العادة لديها من جديد وسوف يهبط للمنخفض ..لم يكن يحلم يوما انه سيتركه من قبل ويرتفع مع السيدة الى المرتفع ولكنه الان عليه الهبوط ولو ليوم ليقوم بمهمته القديمة ولكن عاد عقله يتسال هل هناك بعد من لم يعرف تلك القصة ؟..ولكن ايمكن ان يكون هذا بسبب ما فعل الابن الاكبر...هل يمكن ان يكون هناك ...شهق المنادى من الفكرة حمل مكبر صوته وطبلته الصغيرة وهم بالخروج من بيته ...ولكن ماذا لو كان هناك حرب ؟...المدينة لم تمر بحربا من قبل ..ولكن ايها المنادى الاحمق لقد تحداها فى الملا وامام الجميع وهى السيدة ولن تصمت حتى لو كان ولدها الاكبر ..لقد رفضها ورفض طاعتها ..فكر المنادى ان يخرج فى الليل للمنخفض كان عليه ان يرى اهله الاقزام ..كان عليه ان يسال القزم الاكبر ماذا يفعل لو خرج الابن عن طوع السيدة ..ظبط نفسه يفكر ..صرخ بصوت منخفض اصمت ..اصمت ايها الابلة ماذا لو سمعتك سيكون يومك الاخير فى المدينة ستهلكك بصولجانها الذهبى ...السيدة لا ترحم من يخرج ولا تعود ترجعه ...حتى لو كان ابنها الاكبر ...اصمت وافعل عملك ..انت منادى ولن تخرج ابدا الى قتال .زالاقزام لا يخرجون الى قتال ..عاد عقله يفكر ولكن لو كان هناك مدينة للاقزام ...تاوه اه منك يا عقلى البائس سوف تودى بى لحتفى ..هيا هيا تحرك اذهب لعملك واصمت ستجلب البلاء على اهلك وتهلكهم معك بعنادك ...اغلق المنادى باب بيته القصير وتحامل على عرج قدميه ..كان امام الطريق المنحدر حتى المنخفض..كلما اقترب طالعته رائحة البحر تنشقها فى نهم ..نسى كم كان يحب البحر من قبل .....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست انا الشريرة عايدة
- بدوية 4
- من عايدة الى كلودى كيف تكرهين وليدك!
- نحن الذكر والانثى معا
- بدوية 3
- احضرت روحا بائسة الى العالم..كلودى
- بدوية2
- سانجب طفلا..سوزوران
- رأيت فيما يرى النائم ..ملاك الموت
- بدوية1
- ليست عادلة هى مدينتى...انديرا
- هى قاتلة هى..عايدة
- يعود الماضى يعود
- هل يمكنك الرحيل...مارجريت
- احكام مولدى..انديرا
- الى جدتى ..مارجريت
- اود الرحيل...عايدة
- لحظات هاربة ..ميم
- انها تبتسم
- كلودى لقد بدأت هناك برحيل الصغيرة ..


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 5