أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 4















المزيد.....

بدوية 4


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 07:16
المحور: الادب والفن
    


هناك حيث صعدت لم تجد براحا بل كهف ..صغير ضيق والافق من خلفها ..كان الكهف يدعوها للدخول ..بخطوات متثاقلة دخلت ..خطت بقدميها الحافيتن النازفتان اول خطواتها ..سمعت صوت عجوز ..خافت تراجعت ..طمئنتها قالت لها اقتربى ..تقدمت ببطء تتفرس فى وجه صاحبة الصوت ..صرخت حاولت التراجع ..ابتسمت لها العجوز ..صرخت الفتاة جدتى ..
سالتها العجوز ما اسمك؟
صمتت لا تدرى بما تجيب هل نسيتها الجدة بعد ما حدث لها فى الطوفان ..ام ان تلك روحها ولكن لما نسيتها همست جدتى ؟...
زادت بسمة العجوز :ما اسمك؟
ابتلعت ريقها ردت :بدوية ...من انت ؟....

صمت صوت الصبيه فوق العلية حينما ارتفع المجنح وحلق من حولها فى السماء ..لاول مرة يشاهد اهالى الرمال وجه ذلك المجنح ..سمع صوت صراخ الاطفال فلم يروا هذا من قبل ولكن الاولين كانوا قد ارسلوا الحكايا فى افواه العجائز فاخبروا بها من بعدهم ..تراجعت احدى النساء صارخة عندما اقتربت منها وجة المراة من المجنح بينما اكتفى وجة الرجل منها بالتذمر كانا وكانهما يعبثان مع بعضهم او مع سيدتهم بعد ان خرجوا من دونها ..كان راس المجنح ذا المراة والرجل غاضبان ..المراة تنفث غضبها فى حين استمع الرجل بمنظر الصراخ ...وذيلها يضرب اطراف البيوت.
جلست تحت قدميها عندما كانت تغضب منها تبعد عنها وجه الجدة وتعطيها وجة الافعى ،كانت تراهم الافاعى يتجولون فىجسدها يبثون سمومهم بداخلها ،كانت فى المساء تسمع صوت زئير وتراقب من فتحه الكهف النيران التى تخرج من حوله ..كانت تلك المرة الاولى التى ترى فيها ذلك المجنح ..حبست صوتها عن الصراخ فالجدة كانت تكره ذلك ...اقترب وجة المراة منها ..تطلعت الى عينيها ..كانت تشبه عيناها وعين الجدة..كان وجه الرجل يبتسم لها ايضا ...سمعت صوت الجدة تقول :قابلى ابويك ....
عندما سمع الفتى الصبيه وهى تصرخ استيقظ فزعا ..ركض حيث هى ..راها تركض حاول الركض من خلفها لكن ايدى بقيه عبيد البيت امسكت به ..قالوا له ان الشر قد مسها ابتعد عنها حتى لاتتاذى ..ولا تنسى... يكفيها غضب السيد عليها ولا داعى لان يغضب منك ايضا ..دخل الفتى معهم فى استسلام ..كانت الايام التالية عليه قاسية فقد كانت الشىء المتبقى له من مدينتة ..صحيح هو راها فى السفينة لكنه ربطها بمدينتة وبالبحر الذى احب ..بصوت ضحكها وحتى صوت بكاءها ..تعلق بها..الان شعر انه وحيدا ..انه سرق الان من بين اهله ومدينتة ..لا يدرى لما احب الصيد وعاش وسط الرمال ولما كره البحر الذى فتنه من قبل ..لم يعد يدخل المدينة بعد ان علم دربا طويلا نحو الاطراف عاش بها وحيدا واكتفى بان صنع السهم والقوس!!.....

اليوم الذى كنت اخشاه..يوم العاصفة ،كان الاحدب يجلس فى قاع السفينة يحيط جسده بذراعية خوفا ..راى العاصفة تهب من بعيد ،كانت السفينة فى مهب الريح ..سمعهم يلقون كل ما علق اماههم حتى يستطيعوا ان يصمدوا امام الريح ..دمدم تلك هى نهايتك ايها الاحدب ..لما استمعت لكلام غريب الم يكن امام بيت ابيك افضل على الاقل كان هناك من يطعمك وقت الحاجة الان ستبتعلك الاسماك مثلما فعلت مع ذلك الشاب الذى تمرد على مدينتة وخرج ليبحث له عن اخرى ..سيسقط فى جوف البحر وهناك سيقضى فترة عقابة والتى ستطول الى الابد ..كان الاحدب يكره الاسفل الذى اجبر على رؤيته طيله حياته والان تحت الماء لن يرى المدينة التى حلم بها ولن يقابل صاحب الخاتم ..اى خاتم ..نظر له وبكى ..صدقت ايها الاحمق ..الم يحذرك ابوك من الاستماع الى كلام الغريب ..الان تذهب الى هلاكك وتاكلك الاسماك ..ماذا اتظن ان الاسماك سيقبلون فى عالمهم من هم مثلك بتلك التى تحملها على ظهرك ...لم يهدا البحر وازداد صخبا وكانه فى حفل وينتظر مدعويه ليصلوا فى موعدهم المحدد ..ليتك قبلت بقدرك وجلست على باب ابيك ..ليتك لم تطلب اخر..ولم تشتهى مدينة ..ليتك ما رفعت راسك الى الاعلى ونظرت الناس والالوان من حولك ..ليتك ظللت تراقب الاحذية من الاسفل وتتمنى واحدا تخفى به اصابعك الستة ..ليتك ما قابلت غريب ولا سمعت له ..كل هذا لم يعد يجدى الان ايها الاحدب فقد سرت نحو قدرك المعد لك سلفا وما عاد البكاء يجدى معك نفعا ..افتح عينيك وانظر لى ..انظر للالوانىوسحر مائى ..انظر نحوى ولا تخف ..غيرك اشتهى رؤيتى ولم يكتب له ذلك ولكنك اتيت ورايت ..افتح عينيك وانظر الى الاعلى هنا لا يوجد احداب و احذية لتتطلع عليها بل ادر راسك وتفرس فيما حولك واضرب بذراعيك الماء واسبح ..طف فى كل الانحاء فما قدرقد قدر لك ولم يتبقى كثيرا عليه فاحصل على قدرك كاملا بسروره وبشره القادم لا محاله ..واطمئن فانى لن اتركك فانت منذ اليوم صديقى وحين ترحل من هنا تاكد وقت تشاء ان تطلبنى ...ساتى اليك ويوم تريد مرافقتى فى المياة الشاسعة ساقبلك ..ساقبلك لانك قدرى ايها الاحدب ...رفع الاحدب عينيه ..تطلع فى عيونها .. لم يشعر بتلك الخفه من قبل ..كان يضرب المياه بذراعيه ..تؤرجحه ويؤرجحها .....نظر الى عروسه لم يكن يصدق ..هل حصل عليها حقا ؟...هل الغريب كان محقا ..ولكن انكان هذا قدره ربما ليس عليه التذمر منذ الان ..نعم ..فقد كان احدب والان ينظر الى النجوم ..لن يعود لبيت ابيه ولن ينتظر حذاء جديد يسد به اصابيعه ..سيتطلع الى الاعلى ويسير جوار عروس البحر ..نظر للخاتم من حوله اصبعه ..كان ذلك الخاتم لصاحب ولابد ان يرسل له ..تطلع اليها ..اشارت له براسها ان يتبعها ...تحلقت من حوله اسماك ملونة ...لم يرى الوان مثل تلك من قبل ..
حملت جره الماء التى طلبت منها ان تحضرها لهاداخل كهفها ...كانت ترتدى الجلباب الابيض مثل جدتها ..جدلت شعرها مثلما يجب ..لاول مرة ترى وجه بشر منذ قدمت الى هنا ..كانت تخرج كل صباح حيث البحر الذى ارشدتها نحوه ..علمها ان تردد ذلك النشيد وهى تملىء جرتها بالماء ثم تعيد صبها فى البحرمن جديد ..فى ذلك اليوم عندما عادت لمحت الوجوه تخرج تباعا من لدى الكهف ..جذعت ركضت نحوها ..وجدت جسد العجوز متدلى على صدرها ..سقطتت امامها تبكى ...لكن العجوز شهقت وتحركت ..عادت عيناها الذائغتيتن الى محجرهما من جديد ..تطلعت الى الفتاة ...ابتسمت :بدوية لقد اقترب الميعاد ..عاد العجوز الى ثباتها من جديد ....قالت لها عندما ياتى لا تجذعى وافعلى ما يطلبه منك سيرى من خلفه فلقد انتهى وقتك هنا ..بكت قالت لها ولكن ..لا ليس بعد ان عدت لى ياجدتى ...ابتسمت لها العجوز عليك الذهاب..تشبثت بها لا لن اذهب ساظل معكى هنا سنبقى سويا مثلما كناا..قالت قدرك لا يعاند ياابنتى ..عليكى الذهاب ..
قلت لا سابقى معك لا لا اهتم بمدينة اخرى او اناس اخريين ..جذعت عندما امتدت اليها لسعات الافعى ..كان وجه الجدة قد رحل وخرجت عوضا عنه الافاعى تحاول التشبث بها ..حاولت الصراخ او التراجع لكنها لم تقدر ..شلها الخوف ...سمعت صوت رفرفة ...رأت وجه النسر قادم ..ركضت ..ارتمت على ظهره ..حلق بها بعيدا ..اغمضت عيناها لتحفظ صورة الجدة فى قلبها من جديد ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عايدة الى كلودى كيف تكرهين وليدك!
- نحن الذكر والانثى معا
- بدوية 3
- احضرت روحا بائسة الى العالم..كلودى
- بدوية2
- سانجب طفلا..سوزوران
- رأيت فيما يرى النائم ..ملاك الموت
- بدوية1
- ليست عادلة هى مدينتى...انديرا
- هى قاتلة هى..عايدة
- يعود الماضى يعود
- هل يمكنك الرحيل...مارجريت
- احكام مولدى..انديرا
- الى جدتى ..مارجريت
- اود الرحيل...عايدة
- لحظات هاربة ..ميم
- انها تبتسم
- كلودى لقد بدأت هناك برحيل الصغيرة ..
- عجوز...ابى
- تلك الصفعة التى ايقظتنى ؟


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 4