أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الشفافية مصطلح أم أداة للبناء














المزيد.....

الشفافية مصطلح أم أداة للبناء


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في دول العالم المتحضرة والمتطورة والمستقرة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، تبرز للمراقب حالة لا تمكن رؤيتها في العراق، ألا وهي الشفافية ووضوح الصورة الكاملة لعمل المؤسسات، فكل تفاصيل ومفاصل العمل ظاهرة للعيان من دون إخفاء أو تكتم أو سرية إلا في ما يخص الدوائر والمؤسسات التي تعنى بالأمن والتسليح، والشفافية كمبدأ ومفهوم تعني وببساطة أن العمل والعاملين فيه يكونون خلف الزجاج لا خلف حيطان صلدة لا يعلم ما يجري خلفها، فعقود الشركات والمؤسسات وتعاملاتها المالية متاحة ومكشوفة للعيان لغرض المراقبة والمتابعة الضروريتين لإنجاح العمل وتدارك الخطأ وتصحيحه في بداية حدوثه. فلا كواليس تختبئ خلفها ملفات الفساد أو تعقد في ظلماتها الصفقات المشبوهة، حيث كل شيء واضح وظاهر ومكشوف، لا يمكن لمن يفكر حتى مجرد التفكير أن يفسد في تعاملات مالية فاسدة، فكل التحركات واضحة مكشوفة لا يغطيها ستار التكتم و الاختباء خلف اللوائح القواعد البيروقراطية التي تغذي الفساد بمادة وجوده وبقائه، فإذا كان العمل والمعاملات في هذه المؤسسة أو تلك يجري بانسيابية وتلقائية من دون تعثر أو تأخير واضح فما الذي يضطر ويدعو المراجع لتلك المؤسسة إلى أن يقدم الرشوة لموظف قد أتم إنجاز المعاملة في وقتها الطبيعي والقياسي؟
فعندما تحدد المسؤوليات وتتضح المهام عند تقسيم العمل بصورة عادلة، ستتجلى وتظهر بوضوح إمكانات العاملين ومقدرتهم حين تتحدد المهام والمسؤوليات ، حينها تتفتح آفاق التميز والإبداع في العمل سيما إذا كان فريق العمل متفاهما، وفي نطاق عمل منظم كهذا تظهر بوضوح مكامن التعثر والخلل بين العاملين فيتم تقييم العاملين بدقة وفقا لكفاءتهم وتفانيهم وإخلاصهم، ليكون مجال العمل فضاء رحبا للتنافس والإبداع، إن فصل المهام وتحديد المسؤوليات يمكن المراقب من تحديد المقصر والمخطئ بسهولة ويسر كبيرين كي ما تتم محاسبة المقصر وتشجيع المبدع ومكافأته على إخلاصه وإبداعه، كما أن من شروط الشفافية احترام المهنية والتخصص في العمل فلا يتعدى أحد تحت أي مسوغ على عمل غيره مهما كانت الظروف لتبقى استقلالية الرؤية واتخاذ القرار محصورين بذي الاختصاص المحترف الذي أن تحققت تلك الشروط سيكون متحملا كامل المسؤولية لحظة وقوع خطأ ما. هذه الأسس العلمية العملية كفيلة بتمشية العمل في أية دائرة أو مؤسسة حكومية كانت أو أهلية، فتوزيع المسؤولية وعدم حصرها في شخص واحد يقلل من احتمالات حدوث الخطأ ويمكن من تشخيص الأخطاء بسهولة ويسر كبيرين، هذه الأمثلة عن الشفافية تظهر مدى ضرورتها وأهميتها كنظام إداري واعد وضامن في الوقت عينه متى ما تحققت في مكان ما وجدت أن العمل يجري بانسيابية لطيفة ومذهلة فلا يضيع الوقت ولا المال ولا الجهد. وتبقى الشفافية في بلدنا شعارا افرغ من محتواه وأصبح عرضة للتندر والسخرية الأليمة اللاذعة لا سيما حين يتشدق الفاسدون بتلك العبارات الرنانة التي أفرغت من محتواها ولا تملك من اسمها إلا لفظه الخاوي من المعنى والمضمون. وإن من أهم ما يصبو إليه العراقيون في هذه الأيام التي تشهد ذلك الحراك الجماهيري وعلى مديات واسعة نوعا ومكانا في الشارع العراقي الذي بدأ يطالب بحقوقه المشروعة مغادرا خندق الانطواء والسلبية فأصبح مواطنا ايجابيا يتعايش ويتفاعل مع الحدث بانسجام ووعي وتفهم حقيقي، وقد علم العراقي بعد امتحانه العسير الذي نجح فيه بعد أن ضحى بالكثير فوعى الدرس واخذ العبرة فعلم أن مرضه وداؤه الحقيقي هو سوء الاختيار لمن يمثله، كما عرف العراقي بالتجربة المؤلمة ما للكفاءة والنزاهة والاخلاص من أهمية عظمى في البناء السليم وإنشاء دولة المواطنة المبنية على كل ما هو جميل ومنطقي وعادل



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب المتظاهرين وترتيب أولوياتها
- المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية
- الدولة المدنية وضبط السلاح السائب
- احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية
- دور الإعلام في بناء الدولة المدنية
- المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية
- المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني
- دولة مواطنة لا دولة طوائف
- حكومة الخدمات والسبيل إلى تحقيقها
- إصلاح الدستور
- مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة
- التظاهرات المطلبية واثرهاعلى المحاصصة
- التحرر الفكري .. و أثره في المجتمعات
- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
- هل يكفي استبدال المحمود لإصلاح القضاء ؟
- هل هي نعمة أم نقمة ؟!
- هجرة الشباب
- تساؤلات في حيثية الإصلاحات
- هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟
- الدعوة إلى حل البرلمان وتعطيل الدستور


المزيد.....




- كيف أدت سياسات إسرائيل إلى مجاعة في غزة؟
- مسؤول إسرائيلي: 20 ألف مقاتل لا يزالون لدى حماس
- الاحتلال يقتحم بلدة المغير بالضفة ويقتلع مئات أشجار الزيتون ...
- ماذا يجري في منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق؟
- تعبئة كبرى بـ19 ولاية أميركية لمحاربة الهجرة والجريمة
- غوتيريش: مجاعة غزة كارثة من صنع البشر ولا مناص من العقاب
- متظاهرون بلندن يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
- ترامب عن ملفات إبستين: -خدعة من الديمقراطيين-.. ولا ينبغي إي ...
- سماء غزة تشتعل بانفجارات جراء القصف الإسرائيلي
- بعد جدل بشأن عقوبات على إسرائيل.. وزير خارجية هولندا يستقيل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الشفافية مصطلح أم أداة للبناء